كل عام و أنا حزين
بقلم / عبده مرقص عبد الملاك سلامة
كل سنة و أنا مهموم و حزين
كل ثانية و أنا مكتئب و محبط
هذا لا يعنى أنه لم تمر فى حياتى مناسبات سعيدة و فارقة ,
كثير من تلك المناسبات مرت بحياتى
و لطالما رفرفت السعادة برونقها على و داعبتنى فلم أعرها إنتباهاً أو اشعر بها , و إذا أصرت على التشبث بى تأففت منها و قذفت بها بعيداً .
أنا لست جاحداً لفيض النعم الذى ينهمر على و أشكر الله و أحمد فضله لما غمرنى به من عناية حتى فى أحلك الظروف.
إذن فلما لا أنتهز الفرص و أمتع نفسى بأى لحظة سعيدة تمر فى حياتى .
إن ذلك يرجع لسببين : أولاً أنا إنسان أحس و أشعر و أعيش بمن حولى و أعايش ظروفهم التى تجعل ذلك السؤال يلح على و يسيطر على فكرى ووجدانى ” ماذا لو تبدلت الأماكن ؟
السبب الثانى :” أمى …. رحمها الله ,تلك الإنسانة التى عبرت بى من مرحلة المهد الى مرحلة الشيخوخة فى لمح البصر ,و لذا لم أمر بمراحل العمر التى يمر بها الأنسان كطفل و فتى يافع و شاب و رجل و غيرها ,كل ذلك تم فى خطوتين ( طفل فى مهده لشيخوخة فى التفكير و التصرف و الاحساس ,فقد كانت مرهفة الاحساس و رقيقة المشاعر , و كانت تحبنى حباً يعجز( سحبان) ملك البيان و البلاغة ,عن تصويره
و بالرغم من ذلك فلم أراها فرحة أو سعيدة لتفوقى فى الشهادات النهائية و ذلك منذ كنت بالصف الرابع الإبتدائى
و قد كانت جاراتها يلومونها لذلك فكانت تردد على مسمعى و ترد عليهن ,كيف يطيب له التمتع و السعادة بتفوقه أو نجاحه و بين رفاقه من لم يحالفه الحظ ,أو أن هناك ( واجب ) ( وفاة شخص ) ما فى أطراف المدينة ,ألا يعد ذلك أنانية و شماتة
هل يستطيع الأنسان أن يتمتع بالسعاده لوحده بين التعساء ؟
تلك السيدة التى لم تنل أى قسط من التعليم ,و لا الثقافة سوى الأنسانية ,و لكم رأيتها باكية لخبر سمعته من الجيران أو المذياع
و مازالت صورتها و هى تضرب صدرها بيدها و تنهمر دموعها لمجرد دعابة سخيفة منى و أنا بالصف الثانى الإبتدائى عندما تظاهرت بأننى أقرأ فى صحيفة و قرأت يصوت مسموع حادثة إنقلاب أوتوبيس و قبل أن أكمل صرخت يا إلهى , فسارعت بقولى إن الحادث فى دولة بعيدة إسمها السويد و لم يصاب فيه أحد
فكان جوابها أليس هم أناس مثلنا و لهم أبناء أو أخوات أو أباء يحزنون على ذويهم
و لذا
فأنا حزين و مكتئب ,ليس لما يمر بى
و لكن لما يحدث حولى
الى أين يتجه العالم و لماذا ؟
أعتقد إنه لا يوجد سبب قوى للخلافات بين الافراد او القبائل او الدول و لكن يوجد مليون سبب يجعلنا نتآخى و نتكاتف لإسعاد بعضنا البعض و التمتع بخيرات الله و نعمه فإن ما يغله العالم من خيرات يكفى ضعف سكان الكرة الأرضية
لا يوجد فريق تغلب على الأخر أو دولة إنتصرت على أخرى
فالكل دفع الفاتورة
و يا لها من فاتورة مهولة فثمنها ارواح ابرياء من اطفال و شيوخ و نساء و بنية تحتية و دمار لأجمل البلاد و تحويلها الى حطام و ركام
و لا مناص لنا سوى اللجؤ لله سبحانه و تعالى و نطلب منه أن يرحم البلاد و العباد و أن ينشر سلامه و أمنه و حبه على جميع البشر فى أنحاء المعمورة
عبده مرقص عبد الملاك سلامة
Post Views: 335
التالي
منذ 16 دقيقة
اول استوديو لتعليم اليابانيين الرقصات والفنون الشعبية المصرية
منذ 20 ساعة
رئيس الوزراء يبدأ جولة تفقدية بعدد من المشروعات الصناعية والتكنولوجية ببني سويف
منذ يوم واحد
( اغنية ) مش حبيبي
منذ يوم واحد
مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين
منذ يوم واحد
هل تعلم لماذا يصوم المسلمين التسع الأوائل من ذي الحجة
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!