عاجلمقالات الرأى

” أين عاداتنا وتقاليدنا أين القِيَم والأصول “

” أين عاداتنا وتقاليدنا أين القِيَم والأصول “

بقلم / حنان زكريا

أين نحن الآن من عاداتنا وتقاليدنا وأصولنا العريقة.
رجاءًا لا تتخلُّوا عن أصولنا..!!
.

بدون مقدمات عاداتنا وتقاليدنا فى الطريق للإندثار، ولو إندثرت ضاعت هويَّتنا..!!

نحن أصبحنا غُرباء عن أبناءنا . !!
رجاءًا إستعيدوا عاداتنا وتقاليدنا وتمسكوا بها بكل قوة قبل أن تندثر ..!!
رجاءًا إنتبهوا، أولادنا يفتقرون أصولنا وعاداتنا وتقاليدنا وكل ما هو جميل وأصيل ..!!
أصبحنا نشتاق لأولادنا رغم وجودهم معنا تحت سقف واحد..!!

فى ظل غياب كل ما هو جميل نشأنا وتأسسنا عليه منذ الصِغَر أدى إلى خلل رهيب فى العلاقات الأسرية والإجتماعية مما أسفر عن غياب مفاهيم كثيرة يفتقرها هذا الجيل مثل القُدوة الحَسنة وغيرها من مفاهيم كثيرة.
أين أبنائنا وأين نحن فى قائمة أولوياتهم وحياتهم ..!!
رجاءًا فهِّموا أبناءكم أن أجمل ما يُميِّزنا عن شعوب العالم هى عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة وأنهما حجر الأساس لحياتنا وبُعدنا عنهما أدى إلى كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى..!!

من خلال بحثى عن مفهوم العادات والتقاليد ..
*العادات: هى ما يعتاده الإنسان ويعود إليه مرات كثيرة.

*التقاليد:
هى تقليدنا لطُرق الجيل الذى سبقنا ونسير عليه سواء فى الملبس،المأكل،وغيرهما من عادات حياتنا اليومية.
إذاً عادلتنا وتقاليدنا هما أسلوب حياتنا وبدونهما نفقد هويتنا..!!

وكما هو معلوم إن أى شيئ له إيجابياته وسلبياته، أيضاً العادات والتقاليد الإجتماعية لهما إيجابيات وسلبيات..!!
لكن الإيجابيات تفوق السلبيات.

هناك العديد من الآثار الإيجابية للعادات والتقاليد
فهى الروابط القوية بين أفراد المجتمع،بل تكون فى بعض الأحيان مثل قوانين عُرفية ..!!

نبذه سريعة عن القانون العرفى..
كثيراً ما نسمع فى وسائل الإعلام المختلفة من وقت لآخر أخبار تجذب المُتلقِّى مثل :
النجاح فى إنهاء خصومة ثأرية بين بعض العائلات فى المحافظات المختلفة وأشهرها محافظات الصعيد التى إشتهرت بالثأر،
والذى يُعرف بوقود الموت هكذا أطلقوا عليه أهالى محافظات الصعيد .

وفى بعض الأحيان تُحل قضايا الثأر بالقانون العرفى ويؤخذ به فى جلسات صُلح وتحت
“حماية أمنية مكثفة” وبحضور شيوخ وكِبار العائلات فى المنطقة لإنهاء بحور الدم التى قد تستمر لعدة عقود ويتوارثُها الأبناء بل والأحفاد..!!

نعود لموضوعنا وهو تأثير البُعد عن العادات والتقاليد التى نشأنا عليها وكوِّنت شخصياتنا بل وأسلوب ونمَط حياتنا.
فى الأونة الأخيرة إتغيَّرت أساليب الحياة فى مجتمعاتنا العربية ،وبالطبع جميعُنا يعلم السبب الأساسى فى هذا التغيِير وهو
” العولمة ” ..!!
هذا ” العالم الإفتراضى” الذى فُرِض علينا من خلال وسائل التواصل الإجتماعى بجميع أنواعها، وفى رأيى الشخصى أصِفها بأنها
( وسائل التباعد الإجتماعى )
بالفعل أدت هذه الوسائل إلى التفكك الأسرى والمجتمعى وأصبح الأبناء يتواصلون مع والديهم عبر الهاتف الخلوى من غرفهم، أصبحوا يعيشون فى عالم آخر يخلوا من الدفئ العائلى والرحمه،
أصبح بيت العائلة يخلوا من الرحمه والمودة وإختفت ( البركة)
ونادراً ما يتجمعون على مائدة الطعام رغم وجود كل الأسرة فى نفس البيت، أصبحوا الأبناء يتناولون الطعام فى غرفهم،
يمسكون الهاتف بإحدى اليدين ويأكلون باليد الأخرى ..!!

أصبحت الأجيال الجديدة تأخد معلوماتها من الآخرين بل وتكتسب منهم الكثير من السلوكيات الخاطئة والتى لا تُناسب مجتمعنا العربى والشرقى….
نحن كمجتمع عربى لنا عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة والتى لم ولن نجد لها مثيل فى مجتمعات أخرى وعن يقين بما أننى أُقيم فى شمال أوروبا منذ عدة عقود وبالتحديد فى الدانمارك ،فى العديد من المناسبات كانوا الأصدقاء الدانماركيين يتحدثون معى ومع بعض صديقاتى العربيات عن إعجابهم بالمجتمع العربى وعن عاداتنا وتقاليدنا التى سمعوا عنها وعرفوها من خلال عِشرتهم لنا والتى تمنوا أن تكون نشأتهم على مثل هذه العادات والتقاليد والقيَم،ودائماً يمدحون فى علاقة الأبناء وإهتمامهم بالوالدين فى مجمتعاتنا العربية وأن لهم الأولوية فى كل شيئ .

لكن للأسف الشديد لاحظت فى الأجيال الجديدة التباعد عن كل ما نشأنا عليه من أصول وسلوك وتربية وعادات وتقاليد وقيَم وأخلاق نفتخر بهما..
نشأنا على أن الأبوين قيمة وقامة
ولهم الأولويات فى كل شيئ دون إستثناء، لكن ما آراه الآن عكس ذلك تماماً، يا له من سلوك مؤسف ومُخجل ومُحزن ..!!
ولا أعلم ألوم مَن ولا مَن …
لكن بكل تأكيد هناك تقصير شديد فى المدارس وأسلوب التعليم وبالأخص فى الحصص الدينية والتى من خلالها إتغرس فينا الإهتمام بالوالدين وبالأخلاقيات الطيبة تجاههم وبأن لهم الأولوية فى حياتنا فى كل شيئ..
اليوم أرى الأبناء يتطاولون ويقسوا على الآباء والأمهات بكلمات جارحة وبعض الأحيان يصل التطاول إلى اليد بكل أسف وحَسره ..!!

يُهيئ لهم بأن الخروج عن المألوف والعادات والتقاليد ( تحضُّر )

يا أبناء العرب والشرق أين التحضُر فى هذا..!!
أفيقوا من غفلتكُم ولا تسمحوا لأى حضارة أخرى أن تغزوكم .فأنتم لديكم حضارة بل حضارات من المفروض أن تفتخروا بها .
هل تعلمون أن ما أنتم فيه وما وصلتوا إليه خطة مُمنهجة للقضاء على المجتمع العربى والشرقى من خلالكم عن طريق القضاء على أخلاقكم الطيبة التى إكتسبتموها من عاداتنا وتقاليدنا وعُرفنا ، هل تفهمون هذا أم أنتم بالفعل فى غفلة ومُغيَّبون ..!!

أيها الأباء والأمهات ..!!
الأجيال الجديدة فى حالة إستنكار
وإستنفار شديدين….
نحن بحاجة مُلحة بإستعادة حياتنا الجميلة والأصيلة.
فرجاءًا حاولوا جاهدين لإستعادة كل ما هو جميل نشأنا عليه من عادات وتقاليد..
حفظ الله أبناءنا وبناتنا من الغفلة.

تحيتى لمعالى المواطن
بنت مصر/ حنان زكريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!