عاجلعرب وعالم

الولايات المتحدة ومساعي بسط النفوذ الكامل على الأراضي الليبية

الولايات المتحدة ومساعي بسط النفوذ الكامل على الأراضي الليبية

 

تعمل الولايات المتحدة الأمريكية منذ وقتٍ طويل وبشتى الطرق المشروعة والغير مشروعة لتحقيق هدف واحد وهو إثارة الفوضى في الداخل الليبي لنهب ثروات الشعب من غاز ونفط. وبعدما فشلت في تحقيق ذلك قررت أن تدفع حلف الناتو لقصف البلاد عام 2011 وهو ما أسفر عن سقوط نظام حكم الرئيس معمر القذافي، ومن بعدها تدخل البلاد في دوامة الفوضى السياسية والأمنية حتى يومنا هذا.
وكما فعلت واشنطن من قبل وأشعلت حرباً بتحريضها للناتو لقصف ليبيا، هاهي تعمل اليوم في ليبيا عن طريق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والتي ترأستها سابقاً ستيفاني ويليامز ومن بعدها عبدالله باثيلي، الذي جاء بمبادرة لحل الأزمة الليبية حسب قوله لم تتضمن أي خطوات واضحة تدل على ذلك. والمثير للجدل هو الدعم الغير مسبوق لهذه المبادرة الهشة من قِبل الولايات المتحدة.

 

حيث إعتبرت السفارة الأمريكية في ليبيا، أن مقترح المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبدالله باثيلي، لآلية تمكن الإنتخابات، يحفز الجسم السياسي الليبي، ودعت القادة الليبيين للتعاطي بإيجابية مع المقترح الأممي الجديد لإجراء الإنتخابات في العام 2023.
والجدير بالذكر أن النقطة الوحيدة التي إستفاض باثيلي في حديثه عنها هي ضرورة وضع آلية شفافة لإدارة عائدات النفط الليبي بما يحقق التوزيع العادل والشفاف مع التنويه إلى أن تتماشى الآلية مع قرارت

مجلس الأمن الدولي. هذه العبارة بحسب المحللين المقصود منها أن تتماشى الآلية مع أجندات دول الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي تُعاني من أزمة في الطاقة ويسعى لتعويضها من النفط الليبي.
وللسيطرة على النفط الليبي، تبذل الولايات المتحدة الأمريكية جهودها لتحييد كل من يقف عائقاً ضد أطماعها، ويُعتبر القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية المشير، خليفة حفتر، أحد أكبر العقبات أمام تحقيق أجنداتهم في المنطقة الشرقية لاسيما أن أكبر حقول النفط تقع تحت سيطرته.
وفي هذا السياق، تسعى واشنطن لإزاحته من منصبه بشتى الطرق بما فيها تقديم رشوة لشراء الذمم في المنطقة الشرقية لتنفيذ خططتهم. حيث كشف موقع رصد حركة الطائرات، بيانات طائرة أمريكية قامت بأكثر من خمس رحلات جوية ما بين 20 إلى 22 من فبراير الماضي، هبطت في مطار بنينا بضواحي بنغازي. وبحسب ما تداوله شهود عيان على مواقع التواصل الإجتماعي تم تفريغ حمولات كبيرة من الأموال ونقلها تحت حراسة مشددة إلى منطقة الأبيار.
هذه التحركات والأنباء جاءت بالتزامن مع دعوات واشنطن المتواصلة تحت غطاء توحيد الجيش وجمع القادة العسكريين من المنطقة الشرقية والغربية إلى طاولة الحوار، وبالنظر إلى حجم الأموال التي نقلتها واشنطن إلى بنينا فهي بهدف دفع رشوات وإقناع القادة من المنطقة الشرقية للإنقلاب على المشير خليفة حفتر.
على الجانب الآخر فإن رشوة القادة بالجيش الوطني الليبي ليست كافية، فهنالك شوكة تقف أمام الأجندات الأمريكية في ليبيا والمنطقة الشرقية على وجه الخصوص متمثلة في قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر المتواجد إلى جانب قوات الجيش الوطني الليبي وتعمل على تأمين حقول وآبار النفط.
وفي هذا السياق تعمل واشنطن على الترويج إلى أن قوات فاغنر العسكرية الخاصة هي سبب النزاع المستمر في الداخل الليبي. وقد صرح أحد المسؤولين بالبيت الأبيض أن الوجود المستمر لمقاتلي فاغنر في ليبيا يزعزع بشكل كبير إستقرار ليبيا والمنطقة، وأن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء وجود فاغنر في ليبيا.
الكاتب والمحلل السياسي الليبي، أحمد الفايض، يرى أن تحركات الولايات المتحدة في ليبيا الهدف منها عرقلة المسار السياسي السلمي في البلاد والذي سيقود حتماً نحو إنتخابات رئاسية حرة ونزيهة لاسيما بعدما توافق مجلسي النواب والدولة على التعديل الدستوري الثالث عشر والذي بدوره سيُنهي الخلاف ويمهد الطريق نحو صناديق الإقتراع.
وأضاف الفايض أن مساعي واشنطن لإضعاف الجيش الوطني الليبي في المنطقة الشرقية لن تنجح إلا في حال خروج قوات فاغنر العسكرية من ليبيا، فبوجود فاغنر إلى جانب الجيش الوطني لن تنجح الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها بالسيطرة على حقول النفط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!