تحقيقاتعاجل

هل الأمن الغذائي في أوروبا مهددا بعد الحرب في أوكرانيا

هل الأمن الغذائي في أوروبا مهددا بعد الحرب في أوكرانيا

كتبت منى توفيق

مع استمرار الحرب في أوكرانيا تشعر الأسر في أوروبا بل في سائر مختلف أنحاء العالم بارتفاع شديد في الأسعار وبالأخص المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والسكر والزيوت النباتية التي ارتفعت بأرقام قياسية وصلت نسبتها إلى 4.1% بالإضافة إلى اللحوم التي وصل سعرها إلى 139.1 أي بنسبة 3.90% والخبز والحبوب إلى 146.1بنسبة 606% واللبن والجبن 139.8 بنسبة 5.4% وكذلك الزيوت 164.1 أي بنسبة 10.2% والسكر 127.7 بنسبة 2.9% وفقا لمؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء في دول الاتحاد الأوروبي
وفي هذا الشأن قال أرييل برونر، خبير الزراعة في مؤسسة “بيرد لايف أوروبا ووسط آسيا Birdlife” – وهي منظمة تركز على الحفاظ على الطبيعة أن الأمر في أوروبا يتعلق أكثر بالتضخم
ويرى بيكا بيسونين، الأمين العام لمجموعة الضغط الزراعية الأوروبية كوبا كوجيكا Copa-Cogeca، أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى التعلم من الماضي وأن يصبح أكثر مرونة. مضيفا بيسونين إنه عندما كانت فلندا جزء من روسيا وبسبب الصعوبات السياسية والحروب الثورية في روسيا تم إغلاق الحدود وبالفعل واجهة فلندا نقص في الغذاء وخاصة في جنوب البلاد فكان لا بد من اللجوء إلى خطة الاستعداد وهذا ما يتطلب من تكتل الاتحاد الأوروبي القيام به لكي يحصل سكانها على المواد الغذائية بشكل جيد وان ويكون لديها إمدادات مستقرة وبالنسبة إلى الأمن الغذائي في أوروبا اجد إنه ليس في خطر لأن الدول الأوروبية قادرة على معالجته حتى خارج حدودها
والجدير بالذكر أن خبراء الاقتصاد يجدوا أن تداعيات حرب روسيا على أوكرانيا اجتاحت أسواق المال والطاقة التي تؤثر على الوقود الازم لتصنيع وتصدير المنتجات الغذائية والزراعية مما تنذر بأزمة غذاء عالمية مرجحين أن السبب يعود إلى أن هذه الحرب الدائرة الآن إنما هي لبلدين من أكبر منتجي الحبوب والزيوت الطعام في العالم حيث توفر روسيا وأوكرانيا نحو 80% من صادرات الزيت النباتي كما يساهم البلدان في 29 % من صادرات القمح العالمية
وأوضح الخبراء أن نقص إمدادات الغذاء لا يتعلق فقط بصعوبات اللوجستية الناجمة عن تعطيل عملية الشحن في منطقة البحر الاسود وإنما بالمحاصيل الزراعية نفسها التي قد تحول الحرب دون حصادها ولا سيما في أوكرانيا التي تعتبر مخزن أوروبا حتى تلك اللحظة
ومن جهة أخري تشير تقارير منظمة الفاو أن خطر الجوع يوشك أن يتحول إلى حقيقة ولا سيما في بعض الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعتمد بشكل كبير على الواردات من روسيا وأوكرانيا لتحقيق أمنها الغذائي وادت تفاقم الحرب المستمرة حتى تلك اللحظة إلى دفع بلدان كثيرة منتجة تتخذ تدابير طارئة لمجابهة ارتفاع الأسعار في السوق الداخلية حيث أعلنت صربيا حظر تصدير القمح والذرة والدقيق وزيت الطعام كما قررت المجر فرض حظر تصدير كافة أنواع الحبوب وفي رومانيا احدى اكبر الدول إنتاجا على مستوى العالم تناقصت فيها إمدادات الحبوب جراء سعي المشترين الدوليين إلى إيجاد بدائل للامتدادات الروسية والأوكرانية .
وتتسأل منظمة الفاو هل يدرك العالم حقيقة ما يهدد أمنه الغذائي ويبذل اقصى جهده لانتهاء الحرب الروسية على أوكرانيا لكبح ازمه الغذاء المحيقه بالبشر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!