عاجلمنوعات

شتات روح

شتات روح

بقلم :سهيله جبريل

اختنق عقلي و قلبي معاً رغم أنهم لم يتفقوا يوماً، ويوم إتفاقهم كانت لحظه إختناق لي ، لحظه بين الموت والحياه وكأنها روح معلقه بين العنق والسماء فقد توقف عقلي تماماً عن التفكير للحظات و احترق قلبي كثيراً من فرط ذلك التفكير، لقد وقعت في ذلك الفخ المسمي بالتعطل والشتات وعلمت أن ذلك الإحتراق لم يجد متطوع واحد فقط ليحاول نجدته من ما هو فيه
ليفاجئني صوت الإدراك الواقعي قائلا :
ما بك يا عزيزتي في صدمه صامته !..
ماذا توقعتي أن يهتم أحد لحقك المفقود حتي وإن كان المسئول عن رجوعه ؟
هل انتظرتي الإنصاف من ضعيف !! أم كان من المجاهرين بمعصية الصمت بدلا من قول الحق ! لماذا ظننتي للحظه أن جوهرك يقدره كل المحبين و المقربين لقلبك ؟
هل هم منقبون عن الآثار و الكنوز ! أم إنك لا تعلمين أن عاده ما يأتي الإهمال من كل مسئول عن الإهتمام لأمرك !!
هل كنت تحلمين أن الموده و الرحمه أساس كل محب ؟
لم تعلمي أن ذلك المحب ليس بودود ولا رحيم من الأساس ! و أنه من أنصار الإنكار وإدعاء البراءه و عدم الإدراك !! أم إن الخدعه كانت محكمه حقاً في إظهار تلك المحبه المزيفه!!
لماذا انتظرتي الحنان من أناس تفعل ذلك فقط لغرض ما وإن نالته لن تنولي بضع من ذلك الحنان مره أخري حتي وإن تذللتي سنين ؟
أتظنين أنهم من الراحمين الودودين !
أم إنك لا تعلمين أنهم يرمحون وراء مصالحهم حتي وانك كان ثمنها قلبك !

لقد كان صوت الإدراك قاسياً ولكنه كان محقاً

ثم قاطعت منطقية عقلي صوت الإدراك قائله :
لننقب عن كل مسئول يهتم بواجباته قبل المطالبة بحقوقة
وكل حنون ودود يعلم أن بناء العلاقات بذلك الود غير المشروط والرحمه من القلب بطيب خاطره
وعن كل رحيم يعلم كيف يرحم قلوب مزقها الظلم و الفقد والخذلان
وعن تلك الخصال التي قلت في زمن لا تخلو منه قسوه العباد و قله دينهم التي كانت سبب في خراب و تمزيق قلوب ليس لها مداوي الان
و ننقب عن كل قلب لم يلوث بذلك الزمن الذي قل فيه ذو القيم الأخلاقية والإنسانية و………..

ليصحوا قلبي منتفضاً بكل أمل مقاطعاً لمنطقية العقل قائلا :
لقد تعثرنا كثيراً و جميعاً فقدنا شيء من أنفسنا في تلك المنطقة التي تسمي بالشتات بين عواطف القلب و منطقية العقل و صدمات الإدراك الواقعية ولكن سيظل أصحاب القلوب المتشبثه بتلك القيم و الموده و الرحمه والحنان والإنسانية وتحمل المسؤولية في عالمنا حتي وان تفرقوا سنبحث عنهم وفي أرزاقنا سنفوز بهم بكل أمل و يقين سيأتي يوما ونرتطم بهم فى أنحاء العالم لأننا سنظل عنكم باحثين فأنتم جواهر الارض و كنوزها لذلك لا نعجب لقله وجودكم حولنا سنصل إليكم وإن كنتم في بقاع الأرض متفرقين لتجمعنا قلوب متشابهه نقيه في يوم سواء كان على الارض أو في السماء ولكنها نهايتنا السعيده التي طال انتظارها بدم قلوبنا الممزقه على مدار ومدى أعمارنا
ورغم عدم إتفاق منطقية العقل مع عواطف القلب و صدمات الإدراك الواقعية او أي طرف منهم مع الآخر
إلا أنهم إجتمعوا علي شئ وهو أن سكينتهم
ستكون في لقاء من يشبههم سواء كان في الأرض أو السماء و يوماً ما ستداوى قلوبنا ببعضها البعض من كل أذي حتي نقول لم نرى ضرر في حياتنا قد

وأخيراً وفي نهايتنا أوصيكم بوصية من القلب وهي

ابحثوا عن قلوب تشبهكم فالإختلاف أحيانا يقتلنا في صمت
لا تبحثوا عن الارتباط ذاته .بل ابحثوا عن القيم والقلوب التي تلمس قلوبكم
ابحثوا عن قلوب تملأها الألفه التي تولد الانتماء
فتلك القلوب هي الواقيه من الشتات
عن اي شتات اتحدث ؟!
عن شتات العقل والقلب في العلاقات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!