عاجلمقالات الرأى

جمال شعبان دكتور القلب الكبير يكتب: إشارات في طريق التغيير

جمال شعبان دكتور القلب الكبير يكتب: إشارات في طريق التغيير

جمال شعبان دكتور القلب الكبير يكتب: إشارات في طريق التغيير
جمال شعبان

على مدار ردح طويل من الزمن، تلقينا إشارات على أننا بحاجة. إلى تغيير ما بأنفسنا، وتبديل ما في سلوكنا ولتقويم كل ما نقوم به، مع ذواتنا ومع العالم، حتى يغير الله ما بأقوامنا وأحوالنا، ولكننا كنا نغض الطرف، ونسد المسامع  . ونُصِرُّ على ما نحن فيه، ولا نلقي بالا لتلكم التحذيرات، والحقيقة أن الجشع للسلطة كان عنوانَ المرحلة، والطموح للثروة كان زاد الرحلة. والصراع من أجل المكانة هو سيد الموقف، والشبق لزهرة الحياة الدنيا ولكل بريق زائل وسراب خادع، هو محور حركتنا في دروب هذه البسيطة، لقد وضعنا كوكبنا على شفا جرف هار، وجعلنا كل أركان حياتنا. في مهب الزوال لقد دأبنا على القيام بكل الموبقات  .

والتي تتهدد مسألة وجودنا وتعرض بقاءنا على الأرض للخطر  ، ولكن بدلاً من حلحلة المشكلة. بدلاً من إنقاذ البيت، الذي استخلفنا الله إياه، طفق البشر يحلمون بالرحيل لكوكب آخر، وراودتهم أضغاث أحلام الانتقال إلى كوكب جديد. غير مدركين أننا نعيب مكاننا و زماننا والعيب فينا. وأن المكان والزمان. إذا ما نطقا لأوسعانا نقدا وهجاء، إن ذلك هو جوهر المشكلة وَلُبُّ الصراع، أينما ذهبنا. وحيثما حللنا أو ارتحلنا، حتى إن انتقلنا لكوكب جديد، سنرتدي النفوس والضمائر ذاتها . والنقائص والمثالب والهَنَات نفسها. ومناهج التدمير لا البناء كلها.

لذا ما العمل ؟ وكيف السبيل ؟

 علينا تقويم سلوكنا تجاه الحياة ….لقد أهلكنا الحرث والنسل وأفسدنا البر والبحر والفضاء. وتمكننا من تسميم الهواء والغذاء. والماء بتدخلاتنا واختراعاتنا، والتي انتهت بتدمير صحتنا وإضعاف لياقتنا، فالأغلب الأعم من أغذيتنا. طالتها أنامل العبث. فهي إما معالجة كيماويا أو معدلة وراثيا. أو منتهكة چينيا للغاية وهلم جرا…وتسببت في فصائل شتى من الأمراض. بسبب فرط المواد الكيميائية والمواد الحافظة المضافة إليها …. مع التربة الملوثة. لقد أضحى من قبيل المستحيل. ومن ضروب الخيال حاليا الحفاظ على نظام غذائي صحي أو الحصول على لقمة نظيفة أو كوب ماء نقي. وأمسينا ونحن في مرمى العلل والأمراض بشكل متفاقم خطير. وكلنا يدفع ثمنا باهظا لخطايانا في حق الطبيعة. واجترائنا على حدود الفطرة ونواميس الكون. وانتهاكنا لبراءة الجَمِّ من الأشياء.إننا ننفق المليارات على ارتياد الفضاء وغزو عوالم أخرى. والبحث والتنقيب عن أمارات الحياة على مسافات. سحيقة من ملايين السنوات الضوئية بعيداً عن الأرض. نبحث عن إبرة صغيرة في قش. الكون غير النهائي  عن الحياة في عوالم أخرى.

 لمَ كل هذا ؟

حالمين بالتغيير من أجل كوكب جديد سعيد. ولكن تشح نفوسنا وتبخل أيدينا في إنفاق دراهم معدودة،  لإنقاذ كوكبنا القديم التعيس.. لماذا لا يستثمرون في بقائنا هنا؟ 

إنه الغرور بقوة العلم وسطوة والمال، لا ريب أن ثمة الكثير من جنون القوة في كل هذا … 

لكنهم ينسون أو يتناسون أن القوة الحقيقية ليست على الأرض. بل تكمن في السماء!، بالطبع ، سوف تنقلب الطبيعة علينا ويثور الكون ضدنا. اليوم أصبح هذا جليا جلاء الشمس في رائعة النهار.

متى ينفض الجميع غبار الكرى 

متى يستيقظ البشر ويروا أن كل شيء يحدث كنتيجة منطقية. لأخطائنا وخطايان، لكنه الكبرياء يمنعهم من الاعتراف. بأننا عاجزون ذاهلون عن اتخاذ الخطوة الأولى …لذا فنحن نخضع لاختبارات عظيمة. ومِحَنٍ مفصلية، ونقف في مفترق طرق وجودي. العزاء أن ثمة فسحة من الوقت. وبحبوحة من الفرصة، لا تزالان بإمكاننا لإنقاذ الكوكب!علينا أن نخلع رداء الكبرياء. وإزار الغطرسةفالكبرياء رداء الله. علينا الانصهار في بوتقة عمل جماعي!

فلا ننظر إلى الآخر بتربص أو تنمر كأنه عدو لدود بل ننظر إليه كأنه ولي حميم. لا تميز لا لون، لا عرق لا لغة .كل متساوِ أمام الإنسانية، إن عرفناها ومارسناها حقا. إنه الدم الإنساني ذاته يضخه قلبك. ويسري في شرايينك ويمتزج بأنسجتك وخلاياك.  هو الدم ذاته الذي كان يجري في عروق أبينا آدم وأمنا حواء، وهو ذاته يجري في عروق الجميع. في الشمال الغني أو الجنوب الفقير هو الهواء ذاته الذي نتنفسه، سواء كنا على ضفاف الأطلنطي، أو على ضفاف بحيرات إفريقيا. أو في كهوف آسيا. هي الأنفاس ذاتها،  إنه الاتحاد والتعاون على البر والتقوى، ومصلحة الكوكب العامة العليا، الذي سينقذنا

 إنه تعاون الجمعي العالمي من خلال عقد عالمي جديد. فالتحدي ليست مجرد تجربة كوڤيد 19،إنه تحدي رأب الصدع، ورتق الفتق الذي دمر العرى الإنسانية الوثقى، التي كانت تربط بني الإنسان، علينا إصلاح ما أفسدته أيدينا. وما نشرته ألسنتنا الحداد. وما كتبته أقلامنا من نصوص الحقد والكراهية ومواثيق الدمار والفناء، علينا إماطة الأذى عن طريق الإنسانية. الذي أصبح متخما بالأحزان والصراعات. والجروح والويلات منذ أمد بعيد، إن الله يعطينا هذه الفرصة. علينا أن نعتبر هذه الفرصة السانحة التي ربما تكون الأخيرة. للحصول على عالم أفضل ….!

لا يحمل سوى الحب والمودة والاحتواء والتعاون…

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!