عاجلمقالات الرأى

د أمل قنصوة تكتب.. وداعا مهرجان القوة الناعمة السينمائى

د أمل قنصوة تكتب.. وداعا مهرجان القوة الناعمة السينمائى

يظل شعبنا المصرى العظيم فخور بالقوة الناعمة لبلاده خاصة أنها برزت في المنطقة العربية من العالم قبل انتشار هذا المصطلح في تسعينيات القرن الماضي على يد جوزيف ناي ففي العالم العربي تعتبر مصر الدولة الأكثر سكانا وذات الجيش الأقوى، بالإضافة إلى تمتعها بموقع هام وجهاز مخابرات ذي نفوذ كبير، وقد كان يقال بأن القاهرة إذا عطست، فإن المنطقة بأكملها قد تصاب بالزكام.

القوة الناعمة هي سلاح مصر الأول منذ عشرات السنين وستظل في المستقبل القريب والبعيد تثبت جداراتها كما يحدث الآن ،وما زال العالم العربي، وسيبقى، يعيش على قوة مصر الناعمة عبر فنونها السينمائية والغنائية والدراما التليفزيونية التي ماتزال تستقطب الجماهير العربية في المشرق والمغرب.
ومعروف إن السينما التي تعتبر أحد أزرع القوى الناعمة يمتد عمرها في مصر لأكثر من مائة عام استطاعت فيها تجسيد المجتمع وازدواجيته، فضلا عن التعبير عن هموم الناس باختلاف طبقاتهم الاجتماعية، بداية من الفنان “علي الكسار، ثم نجيب الريحاني وبديع خيري، ورمسيس نجيب أشهر باشاوات السينما، وأنتجت آنذاك مجموعة من الأفلام التي جسدت المجتمع المصري بحذافيره وتناقضاته.

واليوم الخميس 10 ديسمبر اسدل الستار عن اهم مصادر القوة الناعمة المصرية وهو مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 42، بدار الاوبرا المصرية وسط حضور كبير لنجوم الفن وصناع السينما في العالم وقد احيت حفل الختام الفنانه السورية الارمينية لينا شاماميان.
شهد مهرجان هذا العام في الفترة من 2 الى 10 ديسمبر 2020 عرض 83 فيلما من 43 دولة، من بينها 20 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى، بالإضافة إلى 52 فيلما في عرضها الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكرم في حفل الافتتاح بجائزة الهرم الذهبي التقديرية الكاتب المصري الكبير وحيد حامد، والكاتب والمخرج البريطاني كريستوفر هامبتون، والفنانة منى زكي بجائزة فاتن حمامة للتميز.
وجدير بالذكر ان مهرجان القاهرة السينمائى الدولى هو واحد من 15 مهرجانا فقط تم تصنيفهم ضمن فئة أ من قبل الاتحاد الدولى لجمعيات منتجى الافلام، انه مهرجان الافلام الاقدم الذى تم اعتمادة دوليا فى العالم العربى وافريقيا والشرق الاوسط
ولمن لا يعرف فقد بدأ مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فعالياته بعد حرب أكتوبر بثلاث سنوات، وبالتحديد فى 16 أغسطس عام 1976 حين أسسته الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين، برئاسة كمال الملاخ وعضوية فوميل لبيب وعبد المنعم سعد ومارى غضبان وأحمد ماهر، وأدار الملاخ هذا المهرجان لمدة سبع سنوات حتى عام 1983، ثم شُكلت لجنة مشتركة من وزارة الثقافة واتحاد نقابات الفنانين وضمت أعضاء الجمعية للإشراف على المهرجان عام 1985، حيث تولى رئاسته بعد ذلك الكاتب سعد الدين وهبة.
واحتل مهرجان القاهرة خلال هذه الفترة مكانة عالمية، فحين أجرى “الاتحاد الدولى لجمعيات المنتجين السينمائيين” دراسة عام 1990، عن أهم ثلاثة مهرجانات سينمائية على مستوى العالم، جاء مهرجان القاهرة فى المركز الثانى، بعد “مهرجان لندن” السينمائى، وتبعه مهرجان “ستوكهولم السينمائى” فى المركز الثالث، وهو ما نتمنى أن يعود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!