عاجل

العودة الي الله سبيل الخلاص من كورونا وغيرها من الكوارث

بقلم طارق درويش رئيس حزب الاحرار الاشتراكيين

 لايقول الله سبحانه وتعالي غير الحق و لايخلق الا بالحق و لايحكم الا بالحق ولايقبل الطيب الا بالحق .سمي نفسه الحق ولايحكم احد في ملكه الا بالحق ..كل شئ في ابداعه حق وهو العلي القدير بالقوة والحق .كتب الله علي نفسه الرحمة ورحمة الله وعد الحق .

ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس .تغيرت النفوس وانتشرت الاحقاد و تفاشت الفتنة  والشماته واستحل الناس الحرام و وزادات الرشوة وفقد الغالبية ضمائرهم واستغل بعض المعنيين وظائفهم للكسب غير المشروع واخلوا بنظام الحق فاهتزت المعايير وتبددت الاحوال .

وسادت المحسوبية والوساطة و ضاعت الحقوق بسبب الصمت علي الباطل وتركه بلا وازع اوضمير ..

ولما تكاسل الناس عن عن الصلاة في اوقاتها وغفلوا السنن و تحايلوا علي الله بمكر الماكرين ونسوا ان الله سبحانه وتعالي خير الماكرين وهو احكم الحاكمين وهو الخبير العليم ..اراد الله ان يدلل عمليا وبحكمه بالغة ان يرسل جند من جنوده الصغيرة وغير المرئية تستطيع ان تزلزل  جميع خلقه في كل بقاع العالم .

سبق ان ظهرت فيروسات وامراض كانت اشارة الي خلق الله بضرورة العودة الي الله و الابتعاد عن كل ماهو محرم والتوبة بسرعة بدون تردد لكنهم استهانوا بما ارسل من الله واصروا علي العناد والتحدي ولذا جاء فيروس كورونا ليكون عبرة وحقيقة لهؤلاء ان الله سبحانه وتعالي طيب لا يقبل الا طيب وان العودة الي الحق واوامر الله هي طريق النجاة مما نحن فيه من كوارث واوجاع طبيغية لا يحول بيننا وبينها الا الله

لن يرفع البلاء عن الناس الا التوبة الصادقة  والاستغفار  والاخلاق النبيلة و النفوس الطيبة فقد حفل القرآن الكريم بذِكر التوبة والاستغفار في آيات عديدة، وسور مختلفة، وبيان فضل الله – سبحانه – في قَبول توبة التائبين، ومغفرة ذنوب المستغفرين.

ومنذ بدأ الخليقة قد أخطأ أبو البشر جميعًا آدم – عليه السلام – فعصى أمر ربه، بإغواءٍ من الشيطان الرجيم، ثم تاب وأناب، فاجتباه الله – تعالى – وتاب عليه.

وهذا هو شأن كل البشر، يذنبون ساعة الغفلة والغواية، ثم يجدون باب رحمة الله أمامهم مفتوحًا لقبول توبتهم، فيستغفرون ويتوبون، فيَقبل الله – تعالى – منهم تلك التوبةَ؛ ليكبت الشيطان، ويرحم الإنسان.

وفي قبول التوبة رحمةٌ من الله – تعالى – تشمل جموعَ التائبين بصدق وإخلاص، ولولاها لفقَدَ الإنسان الأمل في رحمة الله، واستمرأ الذنوب، وظل سائرًا في غيِّه وطغيانه، حتى يوافيه الأجل المحتوم، وهو من رحمة الله محروم، وفي ذلك قنوط ويأسٌ من رحمة الله، لا يرضاهم الله، ومن ثم كانت الآية الجامعة، وهي قوله – تعالى -: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، وكذلك آيات التوبة والاستغفار التي تهبُّ منها نسمات رحمة الله بعباده المذنبين، فاتحةً باب الأمل في قبول التوبة، وغفران الذنوب، بل وإبدال الذنوب حسنات للتائبين الصادقين في توبتهم؛ ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].

وهذا هو هود – عليه السلام – يقول لقومه: ﴿ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52].

أن التوبة سبب لدخول الجنة؛ قال – تعالى -: ﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ… ﴾ إلى قوله: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ [مريم: 58 – 60].

ان التوبة هي طوق النجاة من الامراض والاوبئة وغيرها من الامراض لان الله سبحانه وتعالي هو الطبيب والقادر علي كل شئ وهو اللطيف الخبير يعلم ماتسرون وما تعلنون ويعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور .

وتقوي لله تعالى، فهي عبادة مأمور بها المسلم، حيث جعلها الله -تعالى- سبباً للفرج بعد الشدّة وكشْفاً للكرب بعد الضّيق، حيث قال: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)،[٥] فجعل الله -تعالى- دفع البلاء وكشف الهمّ للأتقياء من عباده.[٦] .

الدّعاء؛ حيث قال ابن القيّم عن بركة الدّعاء : (والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدوّ البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه أو يخففه إذا نزل). كثرةُ الاستغفار؛ حيث قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)،[٧] فكان الاستغفار أماناً من وقوع العذاب حتى بعد انعقاد أسبابه.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!