عاجلمقالات الرأى

التحدي العسير والنجاح المثير

 بقلم طارق درويش رئيس تحرير بوابة التايم المصرية
اجتزت اختبارات النادي الاهلي والتي اقيمت علي ملعب المؤسسة العمالية بشبرا الخيمةعام ١٩٨٠ واختارني الحاج جمعة كشاف القلعة الحمراء وطلب مني الحضور لملعب مختار التيتش بالجزيرة وكان معي مجموعة كبيرة من اصدقائي الحريفة ومنهم سعيد فتحي ومحمد حسني واخرين ..المهم توجهت الي النادي الكبير بصحبة والدي رحمه الله وما ان دخلت النادي تركني وانصرف ..ونزلت الملعب ومع استلام اول كرة وترقيصة السبعة ناداني الكابتن مصطفي حسين ابو الاشبال واعطاني ميعاد لاختبار اخر بكارت اخضر فاتح اللون عليه شعار النادي الاهلي وتكرر الاختبار ووصلت للمرحلة الاخيرة ..
وفي اخر مرة وصلت لملعب النادي الاهلي متأخرا و امام بكائي وتوسلي للكابتن عبد العزيز عبد الشافي (زيزو) لنزول الملعب اعطاني فرصة اللعب لمدة دقيقة واحدة واطلق صفارة انتهاء الاختبارات .اصابتني حالة من الذهول وعدت علي اقدامي الي كوبري قصر النيل ومنه الي اتوبيس ٢٦ المتجه من التحرير الي شبرا الخيمة..بعدها بايام ذهبت للاختبارات بنادي اسكو مع الكابتن امام ابو دقة وبالفعل وقعت استمارات القيد مع فريق تحت ١٣ سنة ولعبت مع زملائي واتذكر منهم محمد غازي الباك رايت وعبد العزيز فهد و وليد صلاح الدين وعلي اسكو..وفي العام التالي انتقلت لفريق ١٤ سنة مع الكابتن سيد والد لاعب اسمه دوقرم وكان هذا الابن حريف جدا .وما ان بدأت فترة الاعداد تركت النادي بسبب ظروف الدراسة..
وعاودتني فكرة العودة فانتقلت للعب بالنيل للادوية عام ٨٢ثم انتقلت للطيران في عام ١٩٨٣ ثم لعبت للمؤسسة العمالية عام ١٩٨٤-١٩٨٥ وفي عام ١٩٨٧ اصيبت بكسر مضاعف قوي بساقي اليسري ما زالت اثاره موجودة حتي الان ..
وربا ضارة نافعة بطلت الكرة نهائيا وبدأت الاتجاه الي الكتابة الصحفية بجريدة شباب الاحرار وكذا جريدة العمال مع المرحوم محمود عبد الفتاح الصحفي بالمساء وكان المسئول عن صفحة الرياضة بالعمال ايضا..ونظرا لانني انشغلت عن الدراسة واهملتها للعب الكرة نجحت في الثانوية العامة بمجموع ضئيل التحقت به بالمعهد الكيماوي بشبرا ..
وحصلت علي المؤهل فوق متوسط ..وبعد ان ارتبطت بالكتابة الصحفية وبعد ان صارت تجري في عروقي انتقلت للعمل بجريدة الاحرار وهنا كانت الطامة ان الاستاذ وحيد غازي رئيس تحرير جريدة الاحرار الاسبوعية انذاك قابلني وامام الراحل مصطفي مراد .قال لي ابحث عن مهنة اخري لانك مش هتتعين صحفي..نزلت كلمات الاستاذ وحيد غازي علي كالصاعقة ..في البداية اصابتني حالة نفسبة وسرعان ما قررت تحقيق الحلم مهما بلغ الامر ومهما بلغت التحديات ..
وكان المعهد العالي للتعاون الزراعي بشبرا الخيمة قد اعلن عن قبول دفعة من الحاصلين علي شعبة البيولوجي بتقدير جيد جدا وكأن ابواب السماء قد فتحت لقبول دعائي وبالفعل التحقت بالمعهد العالي وبدأت اضع اقدامي علي اول الطريق والمعروف بطريق الاشواك وخلال اربعة سنوات تحقق المراد وظللت متمسكا بحقي في التعين بجريدة الاحرار اليومية وحدث ما لم يحمد عقباه ترك الاستاذ مصطفي بكري رئاسة التحرير وتغير الحال من حال الي حال وانتقلت من القسم الرياضي الي الحوادث وعملت بجميع اقسام الجريدة الي ان جاء الفرج وقرر الدكتور صلاح قبضايا تعيني انا واخرين من فئة الرواد ومنهم حسام سليمان ومحمد عبد الجليل ورمضان عبد العال وعبد الناصر محمد واخرين ..
وفي النهاية دخلت نقابة الصحفيين ..المثير انني انتصرت علي نفسي واصبحت مفجرا لاكبر قضايا الرأي العام ومنها علي سبيل المثال وليس الحصر نواب القروض وهايدلينا و النصر للتصدير والاستيراد و تميزت في حصاد جوائز نقابة الصحفيين بفضل من الله وتوفيقه..واثارت علي نفسي ان لا ابتز احد او انصب علي احد او ان امد يدي للحرام ورضيت بما قل من المال وسط الظروف القهرية مؤمنا ان تقوي الله والخوف منه الطريق للنجاة والانتصار ..وان العزيمة والاخلاص طريقان للفلاح ..ارادت ان اكتب هذة السطور للتأكيد انني لا استسلم للضعف او الهزيمة موقنا ان الله علي كل شئ قدير وان الانسان يستطيع ان يحقق ذاته ويقفز فوق اعلي الاسوار لتحقيق احلامه بالصبر والعطاء والتمسك بالامل مهما بلغت التحديات ومهما كانت الصعوبات ..ولتطمئن كل نفس صادقة راضية ان طريق الالف ميل يبدأ بخطوة ..
مع الوضع في الاعتبار ان ارادة الله فوق كل شي وانما امره اذا اراد شئ ان يقول له كن فيكون .وانه علي الانسان ان يثق في قدرته الكامنة التي ربما تمنعها الظروف غير الطبيعية من الظهور في فترة خمول مرت بها حياته ..وللكلام بقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!