عاجلمنوعات

الشمعة المكسورة

الشمعة المكسورة

بقلم / عبده مرقص عبد الملاك

منذ ثلاثين عاماً روى لى صديقى حدثاً طريفاً ،حدث أثناء احتفال بمنزله لمناسبة (سبوع مولود جديد)، و كالعادة ،فإن كل المدعوين يحملون شمعاً مضيئاً و يدورون حول الوليد الجديد , و هم يغنون و قد قام بتوزيع الشموع عليهم و لم يتبق سوى شمعتين إحداهما مكسورة ،أعطاها لطفلته الكبرى و أعطى الصغرى الشمعة السليمة ،الأولى فرحت بالشمعة و صارت تتباهى بها أما الثانية فقد وقفت تبكى و لما سألها عن السبب ،أجابت بإنها تريد شمعة مكسورة ، و أخذنا نتندر على النفس البشرية و الغيرة،فقلت له إن ذلك حدث معى أثناء عودتى للمنزل تسابقت طفلتاى لاستقبالى ،و قد كان معى بعض أكياس من الفاكهة و الخضار و لذا فانا اعطيت لمن أ تت أولاً ثمرة صغيرة و أنتظرت الثانية و فى يدى ثمرة كبيرة ،فإذا بها تتذمر و تطلب الثمرة التى بيد أختها و التى أقنعتها بجهد جهيد أن تبادلها موضحاً لهما أن الثانية أفضل و عنفتهما ملفتاً نظرهما إن حب ما فى يد الغير لا يجعلنا ننعم بطيب ما لدينا .
كلنا نريد الشمعة المكسورة طالما فى يد الآخرين أليس كذلك ؟
هل نظر كل منا للشمعة أو الثمرة التى فى يده؟
كم منا شعر بالتعاسة بالرغم مما يعيش فيه و ينعم به لأن فكره و نظره مشغولان بما لدى الأخرين
مهما كان قليلاً ،ألم يحسد أخوة يوسف أخاهم على حلم ،لو تحقق لكان فيه خيرهم و خير الجميع و إن لم يتحقق فلن يضر أحد و كذلك العمدة عتمان (فى الزوجة الثانية ) حسد أبا العلا على جناحى الأوزة بالرغم إأنه لديه بطة ووزة
ربنا يكرمنا و إياكم بالقناعة و حب الخير لأنفسنا و للغير
……………………………………………..
تحياتى
عبده مرقص عبد الملاك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!