تحقيقاتعاجل

ماذا وراء شراء إسرائيل لميناء صناعي في قبرص

ماذا وراء شراء إسرائيل لميناء صناعي في قبرص

بقلم : يوحنا عزمي

مشروع الرصيف البحري او الميناء الصناعي المؤقت الذي تنوي أمريكا بناءه خلال شهرين قرب سواحل غزة للتحايل به علي إغلاق إسرائيل للمعابر التي يمكن ان تدخل من خلالها المساعدات الغذائية والاغاثية إلي هذه المدينة المنكوبة والمدمرة بصورة كاملة واضطلاعه بجانب من هذا الدور وعدم اعتراض إسرائيل عليه هو مشروع تحيط بدوافعه وأهدافه وتوقيته ظلال كثيفة من الريب والشكوك ، لأنه يأتي أولا من قبل إدارة أمريكية صهيونية متواطئة منذ اليوم الأول لهذه الحرب البربرية من حروب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري مع دولة الإرهاب العنصري الأولي في العالم وهي إسرائيل ، بل كانت هي الدولة الوحيدة التي صوتت في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع القرار الذي كان يدعو إلي وقف هذه الحرب لأسباب إنسانية ولو في شكل هدنة مؤقتة تسمح بادخال مساعدات إنسانية لسكان غزة ..

اي انها برفضها وقف الحرب كانت مع مزيد من القتل والتدمير والإبادة الشاملة للفلسطينيين في خرق فاضح لكل مواثيق حقوق الإنسان ولقواعد القانون الدولي الإنساني بل وفي تحد صارخ للمجتمع الدولي كله .. فما الذي يدعوها اليوم إلي تقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين عبر هذا الميناء الصناعي المزعوم إلا إذا كانت سوف تستخدمه لأهداف أخري سوف تكشف عن نفسها تدريجيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة ؟

وهذا المشروع المريب يدعوني للتساؤل : ما الذي كان يدعو إدارة بايدن إلي بناء هذا الميناء الصناعي المؤقت وقد كان بامكانها ان تجبر إسرائيل علي فتح معابر غزة لادخال تلك المساعدات الإنسانية إليها وأهلها يتضورون جوعا ويعانون من مجاعة حقيقية لا مثيل لفظاعتها ووحشيتها في اي مكان في العالم ؟

لماذا لم تتحرك بهذا المشروع إلا الآن وقد وصل اليأس بشعب غزة من سوء اوضاعه منتهاه ؟

ثم ما هي مصلحة إسرائيل وحكومتها العنصرية الفاشية في إدخال هذه المساعدات الإنسانية إلي غزة وهي التي بامكانها ان تفتح معابرها لتوفر علي شريكها الأمريكي في المؤامرة ما سوف يتكلفه في مشروعه ؟

أليست هذه تساؤلات تتطلب منا البحث لها عن اجابات مقنعة ؟

ما يحدث هو كله خداع في خداع ، وهم يفترضون فينا الغفلة والسذاجة والغباء ولا ننظر ابعد من تحت أقدامنا ، ولا نحاول
ان نحلل دوافعهم من كل هذا الذي يتآمرون به علينا واعتقادي
ان هدفهم لم يتغير ولن يتغير ، فهدفهم الإستراتيجي الأول من حرب الإبادة الجماعية الشاملة علي غرة ، هو إرغام شعبها علي النزوح الجماعي منها إلي غير رجعة ولا يهم ان تقبلهم دول الجوار او ترفضهم ، فالحلول جاهزة لتشتيتهم وتفريغهم وتذويبهم في مجتمعات خارجية سوف تتكفل بالمهمة ، وهذا هو ما يجري تنفيذه بكل الوسائل المباشرة وغير المباشرة علي قدم وساق بمساعدة ودعم الإدارة الأمريكية الحالية حتي وان تظاهرت بأنها ليست مع التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم.

ليس هناك ما يدعونا للتفاؤل بأننا نقترب من حل يضع حدا او
نهاية لهذه النكبة الإنسانية .. فالمرشحان للرئاسة الأمريكية التي باتت علي الأبواب يزايدان بعضهما علي التطرف في التعبير عن صهيونيتهما ، وسوف يسابقان بعضهما في تقديم فروض الطاعة والولاء لإسرائيل ، وسوف يقدمان لها فوق ما تحلم به من المساعدات والتنازلات والتسهيلات ..

وسوف يتركونا غارقين في اوهامنا حول حل الدولتين والدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية إلي آخر هذه المعزوفة التي لا وجود لها إلا في خيالنا وحدنا.

اتمني ان نكون واقعيين مع أنفسنا لنعرف طريقنا إلي ما نريد
لأن للزمن ضريبته وعواقبه .. هذا لمن يقدر معني الزمن وقيمة الوقت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!