عاجلمنوعات

لا تندهشى عزيزتى

لا تندهشى عزيزتى

بقلم د/مصطفى النجار

يعلوا صياح الضحية حين يداهمها الجانى، تطلب النجدة علها تنجو، ويتداعى لنجدتها ذوى الإنسانية والأخلاق والمروءة ممن يملكون القوة، وتنفطر قلوب قليلى الحيلة لحالها فتلهج ألسنتهم بالدعوات، ذاك تفاعل إنسانى طبيعى، خلفه ضمير حى ورحمة فطر الله الناس كل الناس عليها، لكن ذلك لا يروق للجانى الظلوم، بل تصيبه الدهشة ويتملكه العجب من مقاومة الضحية المكلومة، وتداعى الأفاضل من الناس لإغاثتها أو التعاطف معها.

إن الوحوش فى الغابات تفترس لتأكل، وقد يكون لها فى ذلك مبرر منطقى فى عالم الأنعام، لكن الفتك بالرضع والأطفال والنساء والعجزة والشيوخ فى فلسطين وسفك الدماء وإهلاك الحرث والنسل لا لمأكل ولا مشرب بل للإفساد والاستعلاء فى الأرض، هذا ماتعالت وترفعت عنه الوحوش فى الغابات، وما لا نجد له مبررا أخلاقيا كان أو دينيا، والله من وراء الظالمين محيط ولهم بالمرصاد، لا يحب فساد المفسدين، ولا عدوان المستكبرين، سبحانه فطر الناس على نصرة المظلوم وبغض الظالمين، وذلك ما شهد به مونديال قطر، ورأته عيون الصهاينة.

لدرجة أن تكتب الإعلامية الصهيونية ميخال أهروني مقال بصحيفة “يسرائيل هيوم”، بعنوان “الفلسطينيون كلهم في قطر” تقول”ها نحن نكتشف أن هناك شعبا فلسطينيا ينبض بالحياة، ولندرك ذلك كان يتعين على وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تطير حتى قطر لنتذكر هذه الحقيقة”، ووصفت التضامن الجماهيرى مع فلسطين بـ”الصدمة، والدهشة”.

لا تندهشى عزيزتى، لا تندهشى، فتلك ثمار فعالكم، وما جنته ايديكم من قتل وهدم وعدوان على العزل الآمنين فى فلسطين.

واضافت أهرونى “هؤلاء هم الناس الحقيقيون -“بالإشارة للجمهور العربي”- لا يحبون إسرائيل، ويتضامنون مع إخوانهم الفلسطينيين في الضفة الغربية، ولن ينجح أي اتفاق، مهما كان احتفاليا وناجحا، أن ينسيهم واقع الصراع”.

كذلك نشر مراسل صحيفة هآرتس، تقريرا تحت عنوان “المنتصر في قطر هي فلسطين بغض النظر من سيفوز يوم الاحد بالمونديال الارجنتين او فرنسا”.

وأضاف ، إن الانتصار الكبير هو التضامن العربي مع الفلسطينيين، وأن العلم الفلسطيني كان الأكثر شعبية في هذا المونديال، والشعور هو أن الدولة الــ33 المشاركة في المونديال هي الأكثر أهمية (فلسطين).

وتابع المراسل “القمة كانت عندما أعلن مغربي في مكبرات الصوت بالملعب “تعيش المغرب تعيش فلسطين، تحرير فلسطين المحتلة” وهم لا يقصدون في المناطق التي احتلت عام 67 وانما من البحر إلى النهر.

كما قال مراسلوا صحيفة “يديعوت أحرنوت” إنهم فهموا إلى أي حد أن “إسرائيل” مكروهة في العالم العربي، مشيرين إلى أنّه “ليس فقط لدى الحكومات والحكام، بل إن الكراهية لإسرائيل هي لدى الناس أيضاً في الشارع”.

لذلك أشار الصحافيون إلى أنهم قرروا التعريف عن أنفسهم كصحافيين من الإكوادور.

ولفت صحافيو الجريدة إلى أن “البعض من الإعلاميين قال إنّه عرف، في قطر، مدى الكراهية بين الناس في الشارع. كم يريدون مسحنا من على وجه الأرض” انتهى.

تلك لعنة دماء بريئة سفكتموها وأجساد أبدعها الخالق مزقتها قنابلكم، ودموع اطفال مساكين يتمتموهم، ودعوة مظلوم مقهور مسالم شردتموه من بيته وأرضه، وشعبا وأمة وبشرية اكتوت بنيران مؤامراتكم وعدوانكم الغشوم.

فلما الدهشة إذن، وما وجه والعجب فى كراهية القريب والبعيد لكم، ودعم ضحيتكم فلسطين، وما يجوز الدهشة والعجب والله إلا من أفاعيلكم، وما ينتظركم عند الله أمر وأخزى، وعند الله تجتمع الخصوم، وسيعلم الظالمون أى منقلب ينقلبون.
الحرية لفلسطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!