عاجلمقالات الرأى

الإسلام الرياضي وهستريا المونديال

الإسلام الرياضي وهستريا المونديال

بقلم/مؤمن المزلاوي

ما أن أوشكنا من التخلص من ظاهرة الإسلام السياسي التي ظهرت لنا في حقبة الستينات
حتي طفت لنا على السطح هذه الأيام ظاهرة الإسلام الرياضي وهستريا المونديال الإسلامي

وعاد بنا هؤلاء إلي لعبة الإستخفاف بالعقول وإلهاء الشعوب عن قضاياها الأساسية
وجاءوا لنا بالدين هذه المرة
في عباءة الرياضة
حيث فعاليات مونديال كأس العالم لكرة القدم الذي سيقام في دويلة قطر.

وخرج علينا جهابزة البترودولار تصفق وتطبل وتتغني بحناجر جوفاء بعظمة هذا المونديال
وكيف أنه سوف يكون سبباً في دخول الألآف من مجتمعات الغرب في الإسلام
وكعادتها قطر التي لا تترك فرصة لأي حدث عالمي لإطفاء صبغة دينية عليه
من أجل مكاسب سياسية وملئ خزائنها بأموال الشعوب المغيبة الغارقة في وهم الخلافة الإسلامية
التى سوف تأتي على يد الأمير المبجل في الدوحة والخليفة العثماني في أنقرة

وعلي الفور أخذ يردد المغيبون فاعليات الدعاية والبرامج التي وضعتها قطر لضيوف المونديال لمعرفة الدين الإسلامي الحنيف وأصبح أمير قطر كأنه رسولاً يبعث من جديد لإنقاذ البشرية ودخول الغرب في الإسلام أفواجاً أفواجاً

وكأن هذه الدول الغربية خالية من الإسلام والمسلمين وكأننا نحن المسلمين في دول الخليج والدول العربية فقط في هذا العالم
وكأنه لا يوجد أكثر من مليار ونصف المليار مسلم على سطح الأرض معظمهم ليسوا بعرب.

تناست دويلة قطر أنها تُمارس الإسلام بشكل سطحي مُتمثل في ثوب أبيض ولحية طويلة وسبحة حلقاتها مغمٌسة بدماء الألآف من المسلمين تحت شعار الجهاد الإسلامي وتمويل الجماعات المتطرفة.

تناست دويلة قطر أن هذه المجتمعات الغربية تطبق نظرية الإسلام في مسألة الدين المعاملة أكثر منٌا نحن العرب
فهم مثال في الإنضباط والرقى والعمل
ولهم قواعد لمكافحة الفساد وحرية الرأي
وقوانين صارمة تنظم التعامل بين الأشخاص وإحترام حقوق الإنسان

وهنا يحضر إلي ذهني المقولة الشهيرة لفضيلة الإمام محمد عبده
عندما ذهب إلى فرنسا وعاد إلى مصر
فقال: ذهبت إلى فرنسا فوجدت إسلاماً بدون مسلمين ثم عوت إلي القاهرة فوجدت مسلمين بدون إسلام
في إشارة منه بأن الدين عند الله المعاملة
الصدق والأمانة والعمل والإخلاص موجود في شعوب الغرب
وهنا أذكر الشعوب وليست الحكومات ..

فلقد فشلنا في إثبات الذات والنجاح في الصناعة والتجارة فأصبحنا شعوب مستهلكة وأصبح النفط والغاز آفة هذه الأمة وسبب رئيسي في إنتكاسة الشعوب

نعيب على الغرب ونكفرهم ثم نستمتع بكل ما يقدمونه لنا من تكنولوجيا وأفكار
فلقد قدم لنا الغرب جميع الوجبات إفطار غداء عشاء ونحن متكئين على وسادة النفط تقتُلنا التخمة ويستنزف أموالنا أطباء الغرب وأساتذة العلاج الطبيعي

إعلمٍ يا قطر أن كاميرات البطولة صناعة غربية ومكونات الإستاد صناعة غربية والقنوات الفضائية والفضاء نفسه غربي

لا يوجد صناعة عربية سوي نحن المشاهدون المصابون بالإنبهار بكل ما يقدمه لنا الغرب

كفانا إستخفاف بالعقول
فهي بطولة كمثل باقي البطولات والخاسر الوحيد في هذه الحفلة الدولية هم أُسر الشهداء من العمال الذين شيٌدوا تلك الملاعب دون أن يذْكرهم أحد بكلمة واحدة أو تعويض بسيط من فُتات هذه الكعكة الكروية التي دفعوا حياتهم ثمناً لإخراجها إلي النور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!