عاجلمنوعات

المساكنة بين الحقيقة والخداع

المساكنة بين الحقيقة والخداع

بقلم د/مصطفى النجار

يوحى الشياطين لأوليائهم وتابعيهم بكبائر الموبقات ودنايا الرزائل ، يزينونها للغفالى بزخارف القول ، ليبتهج الآثمون بما يقترفون دون حمرة من خجل ولا وخز من ضمير.

لقد كان السبق والريادة فى تزيين الإثم من حظ إبليس وصنعه ، تلك أفاعيله التى يحسنها ويوحي بها لأتباعه ومريديه فى كل زمان.

يضفى على الآثام والرزائل بريقا آخاذا خادعا وعنوانا مزيفا كاذبا ، ليخفى عن المخدوعين قبح بضاعته ، كمن يغطى الجيفة بالورود ليقع بها الغفالى ، فتنضح عليهم من سوئتها ما يلوث طهرهم ويزكم أنوفهم.

لقد سوق إبليس شجرة الخطيئة لآدم وحواء على أنها شجرة الخلد والملك الذى لا يبلى “قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى” ، الله الله أى خلد وأى ملك هذا ؟ ومنذ متى جلبت معصية الخالق الخلد والملك لفاعلها؟

لكنها الأسماء البراقة على غير مسمياتها ، فلما ترددا فى الأكل منها ، أقسم أنه لهما من الناصحين “وقاسمهما إنى لكما لمن الناصحين” ، يا سلام ، إبليس يسمى غوايته لآدم وحواء بالنصيحة ، أي والله.

وبين حبائل الشيطان وتزييفه من الأسماء الخادعة والوعود الكاذبة إلى نسيان آدم وزوجه ولين عزيمتيهما أكلا من الشجرة ، فما يشهدا خلدا ولا ملكا ، وإنما شهدا السوءة التى ووريت عنهما ، وخسر آدم جنانا كان لا يجوع فيها ولا يعرى ولا يظمأ فيها ولا يصحى ، لينزل لأرض يكابد فى الجوع والبرد والحر .

إن تسمية إبليس لشجرة الخطيئة بشجرة الخلد والملك لم يغير حقيقتها ، ورفعه لراية النصيحة على فعل الغوايه لم يوارى من سوءة الغواية شئ ، وكل تلك الممارسات الشيطانية ما هى إلا أوصاف خادعة وأسماء مزيفة يزين بها الجيفة المنكرة ، ليغرى آدم بتجرع السم القاتل على أنه العسل المصفى ، وتلك طريقة إبليس وأتباعه فى كل زمان ومكان.

ولو غيرت الأسماء المزيفة من حقيقة شجرة الخطيئة شئ ، ولو حولت الأوصاف الخادعة غواية إبليس لنصح وهداية ، لتغيرت حقيقة البغاء القبيح المعلن الذى يسمونه بالمساكنة ، لكن بريق الأسماء والأوصاف المزيفة لا يغير من حقيقة الآثام شئ.

إن لقاء ذكر بأنثى لقاء الأنعام ، دون عقد ولا قيد ولا شرط ، ولا ضمان لحقوق ولا التزام بواجبات ، وعلى مرأى ومسمع من المجتمع ما هو إلا إثم مبين وتفحش قبيح معلن ، أما أن نسميه بالمساكنة فهى هى تسمية إبليس لشجرة الخطيئة بشجرة الخلد والملك ، ووصفه للغواية بالنصيحة والهداية ، ولن يغنى بريق الأسماء عن قبح المسميات شئ.

شباب مصر وأمتنا الغالية لا يغرنكم الأسماء عن المسميات ، وإذا التبس عليكم الأمر فأنوار القرآن كاشفة عودوا إليه يبصركم “قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين” ، فالبغاء بغى ، والرزائل دنايا ، والقبح قبيح ، ولو البسوا كل ذلك الحلل البراقة الزائفة والأسماء المنمقة الخادعة.

يا بنى آدم إذا كان الشيطان أخرج أبويكم من الجنة ، فلا تمكنوه وأتباعه أن يحرمكم العودة إليها.

حفظ الله مصر والعالم الإسلامى والبشرية من كل سوء.

تحياتى وتقديرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!