عاجلمنوعات

تربية الأبناء وصناعة المجد

تربية الأبناء وصناعة المجد

بقلم د/مصطفى النجار

أردت تبديل خطى تليفون بينه وبين أخيه الأكبر لاعتبارات الشبكة، حيث سيتلقى الأخير المحاضرات على التليفون، ولم يمانع الكبير وكرهت ايقاظ الأخر (11عاما) لأستاذنه ظانا موافقته، وما أن خرجت حتى اتصل فألقى السلام فرددت، قال حضرتك أخذت التليفون بدون إذن يا بابا عشان تبدل الخط، وانا ما بخدش حاجة تخصك بدون إذنك، أنا مش موافق أصحابى أخدوا النمرة.

فاندهشت، ولمست فى الصبى رجولة مبكرة إمتزجت بشجاعة فى أدب واعتزاز، وهالنى سلامة منطقه، وتقديره لذاته، ومعرفته لحقوقه، ورفضه للتعدى عليها ولو من والده.

فسرنى ذلك وأحببت أن أدعم تلك القيم النبيلة. بل وأضيف إليها قيمة النزول على الحق، فاعتذرت، وقلت ما دمت مش موافق مش هبدل الخطوط يا أحمد، أنا مرضتش أزعجك وأصحيك، ولو أعرف إنك مش هتوافق مكنتش خدت التليفون.

وتذكرت حين استأذن سيدنا صبيا على يمينه، ليسقى الكبار قبله، فرفض، فنزل النبى على رأى الصبى.

ورأيت الفاروق عمر عندما فر منه الصبية إلا أحدهم، فقال له لما لم تفر مع أقرانك، قال الصبى لم أفعل خطا لأفر، وليس الطريق ضيقا، فابتسم الفاروق، وأشار للصبى قال هذا سيكون له شأن، فكان سيدى أمير المؤمنين عبدالله بن الزبير.

العدوان على الأبناء، وانتقاص حقوقهم، ومعاملتهم كصغار وقهرهم ينشئ جيلا من العبيد، لا يقوموا معوجا، ولا يشيدوا حضارة، ولا يعرفون لأخلاق الفرسان و لا للإبداع سبيلا.

إن معاملة الأبناء كرجال واحترامهم والنزول على صحيح رأيهم يصنع منهم الأبطال والعظماء وصناع الحضارة، الذين على أيديهم تنهض الأمم، وتتحقق بهم الأمجاد المشرقة، أمثال بن الزبير و عقبة بن نافع وصلاح الدين، وما ذلك على الله بعزيز.

اللهم اهدنا لتربية أبنائنا، واهدهم لنا، واجعلهم كما تحب، ذخرا لدينهم وأوطانهم، وقرة عين لنا.

تحياتى وتقديرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!