عاجلمنوعات

قصة القهوة الشهيرة في مصر

قصة القهوة الشهيرة في مصر

بقلم/ مرفت عبد القادر

كانت اليمن هي أول الدول التي زرعت حبوب القهوة، وصدّرتها إلى مختلف أنحاء العالم.

ظهرت القهوة بمصر في القرن السادس عشر ميلادي، حين لاحظ طلبة الأزهر المصريون أن زملائهم المغتربين من اليمن يتناولون مشروبا في أثناء الليل للمذاكرة، وبدأوا في تذوقها واعتمدوا عليها في المذاكرة، عوناً لهم على السهر، وبدأ الأمر ينتشر في مصر شيئا فشيئا حتى وصلت إلى البيوت والمقاهي. وكانت القهوة تدخل مصر من بلاد اليمن عن طريق البحر إلى السويس ثم إلى القاهرة.

وانقسم المجتمع المصري حولها حينذاك بين مؤيد ومعارض، ولم يتقبلها إلا بعد جدال عنيف بين العلماء.

وفقاً لمجلة التحرير عام 1953، فقد شن أحد فقهاء المذهب الشافعي حملة عنيفة ضدها، بعد أن طرح عليه أحد السائلين سؤالاً بشأن جواز شربها.

وفي أوائل القرن الثامن عشر، أفتى الشيخ علي أحمد السنباطي بتحريم شرب القهوة باعتبارها مادة مُسكرة ومُخدرة للعقل، مما أثار جدلاً كبيراً وردود أفعال عنيفة بين المؤيدين والمعارضين للفتوى،

وقام رئيس الشرطة بمداهمة مستهلكي القهوة وحبس بعضهم، كما هاجم الأهالي بعض المقاهي وحطموها واعتدوا على روادها، وأغلقوا أماكن تقديمها وكسروا أوانيها، ومنعوا استعمالها أو الجهر بشربها.

ثم حاول تجار البن ومنتجي القهوة، إثناء الشيخ السنباطي عن فتواه، بينما استمر مؤيدوه في إيذاء كل من يشربها، حتى قُتل أحد تجار البن على أيديهم. ليهرب بعد ذلك الشيخ السنباطي إلى أحد المساجد مع مؤيديه، ويقوم تجار البن بمحاصرتهم في المسجد، واعتصموا، وشربوا القهوة دون سكر على روح القتيل، نكاية في الشيخ علي أحمد السنباطي وفتواه، ومن هنا جاءت عادة تقديم القهوة السادة في العزاء.

واستمر اضطراب الوضع في مصر، حتى أفتى القاضي الحنفي محيي الدين بن إلياس فتوى بجواز شرب القهوة. وبذلك أصبح هناك فتوتان متناقضان، واحدة بتحريم شرب القهوة والأخرى بجواز شربها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!