عاجلمقالات الرأى

قبل المدرسة بقلم وفاء أنور

قبل المدرسة

وفاء أنور

أخبروا صغاركم بمحبتكم لاتكفوا عن دعمكم لهم ارشدوهم للطريق ، ولاتفرضوه عليهم دعوهم يحدثونكم ، ويروون لكم مايدور بأذهانهم واعلموا أنهم في بداية رحلتهم الأولى لمدرستهم ، وأولى لحظات الاغتراب عنكم إنما يفعلون هذا كله لأجلكم فلا فكرة المستقبل تعنيهم أو تحتل بعد مداركهم ، لاتشغلهم شهادة أو عمل بل هم يقدمون على إنجاز كل ذلك فقط لإرضائكم فهم يسعدون بسعادتكم .

كونوا لهم عونًا وسندًا ، استمعوا إليهم جيدًا فقد يتعرضون في بعض الأحيان لمضايقات داخل مجتمعهم المدرسي ربما من ابتزاز نفسي أو تنمر يضطرهم الخوف من مواجهتكم لإخفائه عنكم راقبوا ملامحهم دون أن تجعلوهم يشعرون بنفاذ صبركم ، احذروا توبيخهم والتقليل من شأنهم احذروا كسرهم فليس هناك مايجبر كسرهم سيكبرون ، ويتركون لكم مشاهد الندم على مافعلتموه بهم تطاردكم بعد فوات الأوان .

أطفالنا براعم صغيرة تتفتح ببطء ، وتتطلب رعاية وحماية من أقرب الناس إليهم ، انزعوا مخاوفهم ، شاركوهم مايشغلهم ، صفقوا لنجاحاتهم الصغيرة ، اقتسموا معهم سعادتهم حين يتقدمون ولو بخطوات بسيطة ، احتضنوهم ، اربتوا على أيديهم ، انتقوا من بساتين الكلمات أجملها لتعززوهم وتشجعوهم ، وتباركوا خطواتهم .

لاتتركوا الغرباء يغرسون داخل جواهركم الثمينة أسوأ مالديهم ، علموهم معاني الانتماء للوطن في كل وقت ، اذكروا لهم اسم مصر ، وأكدوا لهم بأنكم واثقون من أنهم سوف يضيفون لها الكثير من خلال تقدمهم ، وبأنهم سيصبحون جزءًا من تاريخها ، وفخر لها من بين أبنائها .

الكلمة الطيبة تصنع المعجزات ، فلا تبخلوا بها على أغلى مالديكم ، كونوا حائط الصد الصلب الذي يجنبهم تلك الفوضى التي تنعكس على سلوكيات الكثيرين ممن هم حولهم ، لاتدعوا لفظًا يمر دون تعزيزه إن كان جيدًا ، أو تعديله إن كان غير ذلك .

أولادنا سفراء لنا بأخلاقهم سيستدل علينا سيتعرف الغير على تفاصيلنا ، ثم يترجمونها من خلالهم دون تجميل أو تزييف ، اجعلوا مرآتكم تنطق بالصدق دومًا ، تتحدث عنكم وتمتدح أخلاقكم من دون كلام ، اصحبوهم في رحلتهم إلى مدارسهم ، احملوا معكم كل مالديكم من محبة لهم ، وشعور بالامتنان لعظيم دورهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!