عاجلمقالات الرأى

رحلتك اليومية .. إلى أين ؟

رحلتك اليومية .. إلى أين ؟

وفاء أنور

حين قمت بتحليل مايمر بك عقب متابعتك لمواقع التواصل الاجتماعي حين تختلط مشاعرك بشكل تلقائي ، ومفاجيء مابين لحظة وأخرى مع مايتم عرضه أو نشره وهذا مايؤثر عليك بشكل كبير لتقوم بترجمته مزاجيتك وتحوله إلى حالة من العصبية الزائدة فيما بعد ، أدركت حينها أني ربما قد وجدت التفسير الصحيح لما يحدث لك .

إن نفسك التي عهدتها مستقرة تجدها فجأة تتأرجح كترمومتر زئبقي يعلو ، ويهبط كشخص أصابته هيستيريا مفاجئة ، أو مسه بعض من جنون ، ليقوم بتوجيهك بعدها ويدفعك في الطريق الذي يريد .

تلك المرة ستجد من كتب عن حدث أسعده فيقوم القلب بالتوحد مع العقل ، فيتفاعلا مع الأمر ثم ترتسم الابتسامة على وجهك ، لتشعر بعدها بالسلام النفسي يملأ أركانك ، ويستوطن روحك .

انتظر ستقع عيناك الآن على خبر آخر يضج بالألم ، والحزن ، أراك مسافرًا معه دون تردد ، لأنك من اعتدت اقتسام مشاعرك مع الآخرين لأنك هذا الإنسان الذي اعتنق الإنسانية منذ صغره ، ومازال متمسكًا بها ، فهى من جعلت منك شخصًا استثنائيًا ، وإنسانًا غير اعتيادي .

تمر بصفحة أحدهم فتجد حدثًا ، أو صورة تثير الضحك لديك ، فتسافر معها وتتعالى ضحكاتك حتى يسمعها من يجاورونك في أي مكان فينظرون إليك بدهشة فهم يراقبونك دون أن تدري حين تتبدل حالتك المزاجية من حين إلى آخر فتترجمها ملامح وجهك ، وكأنك أصبحت مصابًا بالهذيان .

تسير بك الأمور متنقلًا مابين خبر ، وآخر ، مابين حدث ، ونقيضه حتى تجد نفسك وقد أصابها حالة من عدم الاستقرار بمصطلح توضيح حالة الطقس في نشرات الأحوال الجوية .

أعتقد أن الأمر أصبح شاقًا علينا جميعًا فسرعة التنقل والتفاعل مع مايتم نشره أو عرضه أصبح مرهقًا للغاية ليس فقط بالنسبة لنا ، بل ولكل من يشبهوننا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!