عاجلمقالات الرأى

حرية الاختيار ! بقلم وفاء أنور

حرية الاختيار !
بقلم وفاء أنور

أراها قادمة نحونا كشعاع شمس تشرق في سماء الكون لأول مرة . تدفع بها سنوات مرت عليها أخذت منها ، ومن أحلامها أعوامًا ليست بالقليلة . العمر قد مر بها ، ولكنها لم تمر به مطلقًا حتى الآن ، ولم تطأ جزيرة أحلامها بعد بقدميها . شيدت من تلك الأحلام صروحًا بداخلها وسكنتها . لم يتبدد حلمها القديم في إيجاد ذاتها ، والعثور عليها . حلمها الآن يناديها يحدثها ، يتردد صداه بداخلها ! يدعوها أن تقوم ، فتجاهد ، وألا تعود بكفيها فارغتين . يدفعها الأمل في أنه سوف يأتي اليوم الذي ستتمكن فيه من تحطيم قيدها .

أراها تسارع بخطوات تشبه خطوات طفل أتقن تعلم السير حديثًا حين امتزجت السعادة مع خطواته الأولى ، تسابق مع ظله فرحًا حين استطاع أن يتقدم ، ويلفت إليه الانتباه ، أراها تعبر الطريق الذي حجب عنها عمرًا طويلًا بعد أن طوته المسئوليات كأنه صفحة من كتاب طويت في غفلة منها عليها ، فسجنتها داخل منطقة حيرتها عقودًا .

الآن أراها تتحرك بعد أن تمكنت من تدمير مانعها الجاثم على صدرها لعقود مضت . انطلقت بإصرار ، وعناد ، كأنها قد تحررت من عبودية الظروف والأقدار . قررت ألا تهدأ ، ولا تتوقف حتى تحقق مافات من أحلام عمرها . تشكو أحيانًا من حزن يعاودها ، كلما تذكرت أنها لم تقم بإعداد طريقها الذي أرادته منذ طفولتها ، وسنوات شبابها الأولى بعد أن قام شخص آخر بمهمة إعداده لها .

مجتمعنا العربي يخلط أحيانًا بين مفهومي طاعة الكبار ، وبين هذا أنا ، أو أنا أريد ! حين يتعلق الأمر باختيار تعليم ما ، أوعمل ما ، يجب علينا أن نقف مع أنفسنا وقفة حق ، فحين يمسك الكبار ببوصلة مستقبل أبنائهم يسطرون بذلك صفحات اغترابهم عن أنفسهم . لطفًا ، ساعدوهم بأن تتركوا لهم حرية الاختيار .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!