عاجلمنوعات

من أعلام أمتنا ستيتة بنت المحاملي البغدادية

من أعلام أمتنا ستيتة بنت المحاملي البغدادية

بقلم : سميرة عبد المنعم

لا نكاد نقف على علم من العلوم إلا ونجد فضل للعرب والمسلمين ، فلقد سجل علماء الإسلام إبتكارات وإنجازات مهمة أثارت وادهشت علماء الغرب.
وللنساء المسلمات دور وإسهامات في هذه العلوم ، فلقد تألقت المرأة العالمة المسلمة وعلا شأنها وذاع صيتها وسجل التاريخ سيرتها وأخبارها في رحلة التعليم والعلم الطويلة.
ومن الشخصيات البارزة في الحضارة الإنسانية والإسلامية ، أمة الواحد بنت الحسين المعروفة بستيتة بنت المحاملي ولقبها بنت المحاملي وكنيتها أم عبد الواحد ، ولدت في بدايات القرن الرابع الهجري و العاشر الميلادي وعاشت في النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي في بغداد في حكم الدولة العباسية حتى توفيت في رمضان عام ٣٧٧ هجريا .
عاشت وسط عائلة متعلمة فجدها هو إسماعيل الضبي محدث بغداد سمع من أصحاب مالك ووالدها هو القاضي المحاملي الف عدة كتب منها كتاب ( كتاب في الفقه ) و ( صلاة العيدين) ، وعمها من علماء الحديث وابنه القاضي أبو الحسين محمد بن أحمد الذي عرف بعدله ومواهبه وحفيدها هو القاضي أبو الحسن المحاملي صاحب كتاب ( اللباب في الفقه الشافعي ).
وفي بيان علمها وفضلها يقول المؤرخون ، أنها لم تتخصص في علم واحد لكن أتقنت وبرعت في عديد من العلوم منها الأدب العربي والنحو وعلوم العربية والحديث وهى أحفظ الناس للفقه على مذهب الشافعي كما نبغت في علم الفرائض ( علم المواريث) وحسابها والدور والرياضيات ، فهي حافظة القرآن الفقيهه على المذهب الشافعي المفتيه المحدثه من رواة الحديث النبوي وعالمة الرياضيات والحساب ، واشتهرت بجانب علمها بتواضعها وأخلاقها .
درست وتعلمت على يد العديد من العلماء أولهم والدها القاضي وعمر بن عبد العزيز الهاشمي وأبا الحسن المصري وإسماعيل بن العباس الوراق وحمزة الهاشمي الإمام وابي حمزة بن القاسم وعبد الغافر بن سلامة الحمصي.
أثنى عليها المؤرخون مثل ابن كثير وابن الجوزي وابن الخطيب البغدادي ، قال أبو بكر الباقلاني عنها أنها كانت تفتي مع أبي علي بن هريرة ، وكانت بعلمها مرجعاً يرجع إليه قضاة بغداد حيث كانوا يستعينون بها في حل المسائل المستعصيه عليهم ، يقول عنها البروفيسور سليم الحسني رئيس مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة : ” إن الرياضيات في العصر العباسي كان لها خدمة إجتماعية ، يتوجه الناس بشكواهم إلي القاضي فيلجأ إلي خبراء الحساب مثل ستيتة التي يتم الإستعانة بها بإعتبارها شاهدا علمياً في محاكم بغداد ، كانت تستخدم الرياضيات في حل المسائل المستعصية على القضاة”.
أول من ترجم لها ترجمة واضحة الخطيب البغدادي وروى عنها الحسن بن محمد الخلال.
وبذلك تكون ستيتة قد سجلت حضوراً علمياً مهما بخوضها في هذه الجوانب العلمية الهامة وما يتعلق بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!