عاجلمقالات الرأى

التسامح بقلم دكتور .محسن علي

التسامح
بقلم دكتور .محسن علي

هل يوجد سبب قوي يجعلنا لا نسامح؟!!

أتساءل كثيرا هل نحن ندرك معنى التسامح حقًا، ونقدر على تحقيقه قولا وفعلا؟!
في دوامة الحياة، تواجهنا العديد والعديد من المواقف الكثيرة المؤلمة …
مواقف قام فيها البعض بجرحنا، فأوجعونا بقصد أو بدون قصد …
أو مواقف جرحنا فيها آخرين وآلمناهم في لحظة تسرع وغياب تفكير وبالطبع دون قصد أو عمد …

تمر المواقف ويبقى الأثر مهما مر عليه الوقت …
فالجرح وقعه وقدره من قدر من جَرَحَنا عندنا …
والألم وكل ما وقر في القلب يكون على قدر المخطيء ومكانته بداخله …
ولكي نواصل الحياة مع الأشخاص والقلوب المتباينة …
يأتي دور التغافل والتجاوز والتسامح …
ولكن هل كل الجراح يمكن أن تُنسى بسهولة؟!
وهل كل شخص يستحق فرصة التسامح حقًا؟!
تساؤلات لا ثوابت فيها ولا أسس وقواعد معروفة …
كل ما أوقن به حقا أن من أجل أن تسير وتستمر الحياة … فيجب على الجميع أن يسامحوا ويتسامحوا …
ويتحلوا بشيمة الصفح والغفران …
حتى وان كان البعض لا يستحق …
لان التسامح والمحبة والعطاء انعكاس لما في القلوب …
وهم رمز لمكنونك …
وتجلٍ لدواخل روحك …
واختصار لسمات شخصيتك …
لذلك حتى وإن جُرحت من كل الناس من حولك …
سواء كان غريب لا عَتَب على جُرحه …
أو قريب أدمانا جرمُه …
فالأصل يعود علينا نحن وعلى قلوبنا …
فمن يحب بحق لا يعرف القسوة ورد الجرح بمثله …
حتى وان كان مجروح
ومن يحب يسامح حتى وإن تمزقت من القسوة نياط قلبه …
يسامح ويعفو ويصفو …
فتزهر أيامه مرة أخرى كأرض خريفية جافة تحتاج فقط لبعض قطرات الماء العذب الرائق لكي ترتوي، فتعود لها الحياة ويعود معها للكون الربيع …
فقط لا تهمل قلبك وتضغطه وتجعله يضيع بين زحام دروب الحيرة والألم والتفكير …
بل ترفق به وكن لينا متسامحا ودودا

وإن كان جرحك أكبر من أن تسامح من كان سببا فيه …
وكأن ألمك حقا فوق طاقتك وتحملك وخارج حدود تفكيرك …
فجاهد نفسك واصبر وتحمل واحتسب …
ثم ابتسم واصفح …
فكلنا نخطيء ونجرح ونقسو …
وكلنا يجب أن ننسى ونعفو …
و كلنا يجب أن نتسامح ونسامح ونحب …

ليتني أستطيع الذهاب لأقول لكل من جرحني:
-“سامحتك”
وأقول لكل من جرحته:
-“أرجوك سامحني، وصدقني، فأبدا لم يكن عن قصد مني”

???

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!