عاجلمقالات الرأى

عن المرأة أكتب. بقلم عادل القليعي

عن المرأة أكتب.
بقلم عادل القليعي أستاذ الفلسفة الإسلامية بآداب حلوان.

من قال أن المرأة مخلوق ضعيف فقد خانه التوفيق في التعبير ولكن نقول المرأة مخلوق رقيق حساس فياض بالمشاعر والأحاسيس الرقيقة فرفقا بهن يا سادة.
وإن رأيتم منهن مكر ودهاء فاصبروا عليهن فهذا المكر والدهاء يختبئ خلفه عطف وحنان. ولا تنسوا أنها الأم والأخت والزوجة والأبنة. ليس هذا وحسب بل هي صمام الأمان في البيت ، بل هي التي تدفع الرجال دفعا إلي الأمام.
ولابد أن نعي جيدا نحن معاشر الرجال أن إمراة الأمس ليست إمراة اليوم ، فامرأة اليوم أصبح الاعتماد عليها في كافة مجالات الحياة.
وإذا أردنا حقا أن نتحدث عن المرأة فلابد أن يكون حديثنا منصفا، بمعني أن نعطيهن حقوقهن كاملة غير منقوصة، لماذا لأنهن شقائق الرجال، ولنبدأ بالحديث عن حقوقهن، التي طالما نادت المجالس القومية للمرأة في كل مكان بحقوق المرأة.
ما لها من حقوق فإذا وفيت ما لها فعليها أن تفي بما عليها.
ونبدأ بما لها من حقوق :المرأة الزوجة ما هي حقوقها علي زوجها؟ حقوقها بسيطة جدا ومشروعة وأهمها : أن تعامل معاملة حسنة بأن يتقي الله فيها ويحسن لها ويحفظها في سرها وعلنها ويهيئ لها حياة كريمة وأن يعينها علي طاعة الله وأن ينفذ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها :أوصيكم بالنساء خيرا فانهن عوان عندكم استحللتم فروجهن بكلمة الله. أيضا لا يحملها ما لا تطيق فالحياة لا يمكن أن تستقيم دون المشاركة .
فلا يلقي بالأعباء كاملة عليها فتكون المرأة والرجل في وقت واحد.
كذلك لا يتجبر ولا يتكبر عليها فبمجرد أن يمن الله عليه بقدر من المال أو الجاه أوالسلطان يتمرد عليها، فهي الأمن والأمان والسلامة والاستقرار والحضن الدافئ الذي نسكن إليه في ليل شتاء قارص البرد ، وفي ليل ربيع فيمتزج ربيع القلب بربيع العمر، وتصفو الحياة وتتحقق الأماني والأمنيات
يا سادة ما أحيلاها لحظة صفاء ونقاء حينما يفضي كل منهما بمشاعره الجياشة للآخر.
كذلك لابد أن يعاملها زوجها معاملة رقيقة كأن يقول لها كلمة حب نابعة من القلب تتحطم معها كل القيود وتتكسر معها رتابة وملل الحياة المادية.
فبالحب نحيا وبالحب نسود وبالحب نبني حياتنا وبالحب نصنع المعجزات.
يا سادتي المسألة في غاية البساطة الكلمة الطيبة صدقة فهل تصدقنا علي أحبابنا.
قد يظن البعض أنني أتحدث عن المرأة الزوجة، وقد يظن البعض أنني لا أري في المرأة إلا المرأة التي تقبع في بيتها وتربي أولادها وإن كان هذا دور نبيل لا أحد ينكره .
إلا إنني لا أنكر عليها دورها المهم في الحياة العملية فالمرأة بالإضافة إلى دورها النبيل في صون بيتها إلا إنها خرجت إلي الشارع وأثبتت وجودها فأصبحت قاضية وأستاذة جامعية ومعلمة ومع كل هذه الانشغالات إلا أنها لم تنس دورها الفاعل في بيتها. هذا للتوضيح.
هذا بالنسبة لحقوق المرأة، أما ما عليها من واجبات، فعليها مسؤوليات جسام تقع علي عاتقها، فهي المرأة الأم
فالأم مدرسة إذا اعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق فما هو دورها تجاه أبناءها؟التربية الصالحة تربية تتمثل في ترسيخ القيم النبيلة والسامية وتثبيت المعتقد في قلوب الأبناء. غرس قيم الحب والتسامح والعدالة وحب الحق والخير والجمال.
غرس مفهوم المواطنة فوطننا موطننا حياتنا ماءنا الذي نشربه وهواءنا الذي نتنفسه بل وعمرنا الذي نحياه وموروثنا الذي سيرثه أبناءنا. تربيتهم علي السمع والطاعة. السمع والطاعة في كل ما يرضي الله ورسوله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
أن تزرع بداخلهم قيم الحرية المسئولة دون إفراط أو تفريط.
هذا بالنسبة لأولادها وبيتها، أما بالنسبة لزوجها، فينبغي علي المرأة الزوجة أن تتعامل مع زوجها بالحب والإخلاص والود، فلا يري منها إلا كل طيب وجميل ولا يسمع منها إلا عبارات الحنان والعطف، فإذا نظر إليها أسرته، وإذا غاب عنها حفظته في دينه وولده وماله.
وعليها السمع والطاعة فلا تمتنع إذا طلبها لحاجته دونما عذر شرعي، بل وتدفعه دفعا للإمام نحو تحقيق أهدافه التي في النهاية تصب في معينها ومعين أسرتهما، وأن تتلطف في الطلب لأمر ما سواء في الشراء أو الأغراض المادية، وأن تنظر إليه فتعرف من وجهه ما يطلبه وما يريد أن يتحدث عنه، وما يريد أن يسكت عنه.
وإن استطاعت راغبة إن كانت تعمل أن تساعد وتعين علي أعباء الحياة رغبة منها لا إجبارها علي ذلك.
أما واجباتها تجاه مجتمعها الذي تحياه، فإن كانت متعلمة ينبغي عليها أن تساهم في حل مشكلات الأمية، كذلك تمارس دورها في الحياة السياسية فمن الممكن أن تشارك في العمليات الإنتخابية واختيار الأعضاء، وان كانت لديها القدرة بعد أخذ رأي زوجها وأسرتها ان تخوض الانتخابات وبذلك تصبح فاعلة في بناء وطنها.
حقا النساء مصابيح البيوت، حقا النساء هن اللواتي يأخذن بأيدي أزواجهن إلي بناء مستقبل مشرق، حقا النساء زينة الحياة الدنيا فبدونهن لا تستقيم الحياة.
وقد كرمهن الله تعالي في أكثر من موضع في القرآن، قوله تعالي والذاكرين الله كثيرا والذاكرات.
أما في حديث النبي هن عوان عندكم، فسر البعض كلمة عوان أنهن أسيرات عند الرجال، وبرجوعنا إلي كلمة عون في معاجم اللغة تبين أنها تعني النصف والوسط، أو الخيار، فلا أعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن تكون النساء أسيرات، لأن الأسير يكون ذليلا مكسور النفس، والمعصوم صلي الله عليه وسلم، ما أجمل ولا أروع، بل ضرب أروع الأمثلة في معاملة نسائه، فكان لا يضع تمرة في فم أحداهن إلا ووضع أخري في فم زوجة أخري، فهل يقبل النبي بمعاملة النساء باللين علي أساس أنهن وقعن في الأسر عند الرجال .
الموضوع يحتاج تدقيقا وتمحيصا، دونما إفراط أو تفريط.
وأختتم حديثي بهذه العبارة، المرأة حياة، لا المرأة هي الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!