عاجلمقالات الرأى

أحضان الوجع

أحضان الوجع

شكرا جزيلا للشاعر والقارئ المبدع أستاذ عبد اللطيف لقراءة نصي أحضان الوجع

أحضان الوجع

أحضان الوجع

جرى الخوف خلفه
وارتعب السراب
ربما صوتي المثرثر داخلي
يرتب خطة لقتلي
ألتفت عن يميني وعن يساري
إنه يمسك ظهري
يود أن يقبلني بسم أفكاري
ربما أغير لوني المفضل لديه
بعد موتي الجديد
رن جرس الماسنجر
لعلي أستطيع إرفاق الحياة
ببعض من أحضان الوجع
هدى عز الدين 12/10/2021

الشاعرة هدى عز الدين عالم قائم بذاته متميزة عن الجميع شعرها من ذاتها من أناها من كيانها من جوارحها من روحها موهبتها في الشعر خامة من معدن أثير قليل ناذر تنثر أحاسيسها نثرا تستطيع التكيف باللغة ومعها بطريقة مدهشة اللغة شعلة في قلبها تتأوهها ترسم بها أدق مشاعرها الصورة الشعرية في قصائدها تصور أحوالا نفسية عميقة في لا شعورها وشعورها هي تحكي نفسها تحلل بنياتها النفسية بنفسها تنثرها شعرا كلاما أنا من أشد المعجبين بشعرها ومن قرائها الأوائل

دائما أنتظر روائعها اللغوية دعونا نتأمل قصيدتها الأخيرة أحضان الوجع ولما أقول تنتأمل فهي مقاربة من أجل الفهم لأن هذه القصيدة مرتبطة جدا بأحوالها النفسية ومتعمقة في أناها بعمق شديد الشاعرة بالنسبة لي كقارئ كانت عند ولادة القصيدة مختلية بنفسها في بيتها أو غرفتها ثم أحست بأحاسيس نفسية عميقة مؤثرة فقالت(جرى الخوف خلفه)أنظروا معي إلى هذه الصورة الشعرية المغرقة في الإنزياح الخوف تجسم وجرى خلفه من هو سنرى ثم تقول(وارتعب السراب)صورة شعرية أخرى هي أحاسيس إرتعب السراب والسراب بين الحلم والحقيقة المهم هو ليس جسما إذن الخوف جرى والسراب ارتعب هي حالة نفسية يغلب عليها الخوف فالشاعرة وحيدة كما لو أن وحدتها بدأت تميل إلى خوف ثم تقول( ربما صوتي المثرثر داخلي يرتب خطة لقتلي) صوت هدى عز الدين بداخلها دائما يتكلم إلى درجة الثرثرة هي أمواج شعر تتلاطم لذلك فهي غزيرة الكتابة صوتها المثرثر داخلها يرتب خطة لقتلها إنها هواجس نفسية عميقة حتى أن القصيدة تخيفها لما تتراآ خيوطها أنظروا معي كيف أن القصيدة داخل الشاعرة تولد وبدواخلها مع جيناتها تتفاعل وتتأسس ثم تقول(ألتفت عن يميني وعن شمالي) هي من شدة خوفها من أن تقتل في وحدتها وتكاثر هواجسها تلتفت يمينا وشمالا كأنها سترى ما تحس به مجسما أمامها ثم تقول(إنه يمسك ظهري) هو ذلك الشخص الذي جرى الخوف خلفه في مطلع القصيدة يمسك ظهرها أنظروا معي إلى رهافة التصوير ثم طريقة إستعمال اللغة ثم الحكي أو السرد شخص يمسك ظهرها خرج من داخلها تجسم(يود أن يقبلني بسم أفكاري) الصورة قوية جدا فأفكار الشاعرة بالنسبة لها مسمومة والسم قاتل إنها هواجس قوية تمتزج بقبلة رجل يجري الخوف خلفه هي هواجس قوية مقلقة تحاول الشاعرة أن تلطفها وتستلطفها لما تقول قبلة ثم تقول(ربما أغير لوني المفضل لديه بعد موتي الجديد)هو حبيب يريدها أن تكون في شكل لا يناسبها وهي تجاريه تتغير من أجله فقط وذلك بالنسبة لها موت هي لا تريد أن تتغير ولكنها تفعل من أجله فتتجرع بذلك طعم الموت صورة قوية ثم تقول(رن جرس الميسانجر لعلي أستطيع إرفاق الحياة بوجع جديد) وهي تعيش كابوس القبلة المسمومة القاتلة رن جرس الميسانجر فخرجت من بين أحضان وجع لتستقبل وجعا جديدا في الحقيقة هو وجعها مستمرإلا أنها لما تخرج منه لتحاور الناس تعود إليه لتذوقه بطعم آخر إنها هدى عز الدين ولن أضيف شيئا آخر
بقلم بنصغير عبد اللطيف مقاربة تحليلية لقصيدة الشاعرة هدى عز الدين أحضان الوجع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!