عاجلمقالات الرأى

فن الحرب عند قدماء المصريين

فن الحرب عند قدماء المصريين

كتب محمد يعقوب

صدر مؤخرا للكاتبه المصريه سميحه المناسترلي كتاب تحت عنوان فن الحرب عند المصريين القدماء .وقد تحدثت الكاتبه عن مؤلفها قائله أنها
ترجو من القارىء أن لا يؤخذ عنوان هذا الكتاب “فن الحرب عندالمصريين
على أنه إعتراض أو مقارنة، أو تقليلاً من قيمة ما نشر سلفاً بنفس المجال ،أو كنوع من المقارنة بين كتاب “فن الحرب” للجينرال والمفكر الإستراتيجي الصينى “سون تزو”، الذي قام بوضع مبادىء وقواعد لفن الحرب قبل الميلاد بقرون قليلة(القرن السادس قبل الميلاد) وهي تري أن كتاب سون توزو مرجعاً عسكرياً قوياً كقائد وحكيم،حيثةانه ضم بين طياته مقالات صنعت منهجاً ،وفكرا استراتيجيا لصاحب رؤى ومبادىء قتالية سليمة تُدَرس بعالم خوض الحروب ، خاصة وأنه يوجه بإستخدام نفس المبادىء في وقت السلم، و تطبيقها بمختلف المناحي
بينما جاء مؤلفها فنالحرب عند قدماء المصريين يذكر حقيقة وحق تاريخي للمصريين القدماء
، فلقد توقفت لوهلة بإندهاش حقيقي وتساءلت : وماذا عن ما حدث من حروب كبرى بالعالم قبل ظهور كتاب “فن الحرب لسون تزو” ؟ !!
لو أطلقنا لأنفسناالعنان

فابلإبحار عبر التاريخ، نجد الإجابة من خلال بانورما سريعة نري معارك عديدة على مر العصور ، اثبت انها كانت تتضمن على بعض من المبادىء و قواعد وركائز، و بالتأكيد نابعة من مكان ما، قامت على أسس وعناصراستخدمت .. فإذا تعمقنا سنجد الإجابة تكمن بالتاريخ المصري القديم، ونجد أنفسنا قبل ثمانية آلاف عام أمام أول جيش (غير نظامي ) أسسه الملك “العقرب “، ثم بعده بألفي عام أى قبل- ستة آلاف عام- نجد أنفسنا أمام أول جيش نظامي بالتاريخ، و الذى أسسه الملك “مينا” موحد القطرين .
نتيجة للحروب والغزوات المتكررة الطامعة ،اكتسبت مصر خبرات قتالية متراكمة، أدت إلى وضعها لركائز و مبادىء لتكوين جيش قوي منظم بكل تقسيماته، ومناهج قتال قد تتغير أدواتها، ونوعية أسلحتها طبقاً لمعطيات العصر، لكن تظل الحروب تعتمد على أساليب و نقاط أساسية لا تتغير (قد تم ذكرها بسياق الكتاب) .
كما نجد هذا محفور على جدران المعابد المصرية القديمة وأوراق البردى ، والمراجع التاريخية الموثقة، و المنشورة ،فهناك جداريات تصور تفاصيل لغزوات الملك( مينا- منتوحتب الثاني- سقنن رع- أكمس- أحمس وطرد الهكسوس- تحتمس الثالث- رمسيس الثاني )و التى تم عض بعض منها داخل الكتاب – مما يؤكد أسبقية المصريين القدماء في تأسيس فنون الحرب ، واضعين مبادىء القتال كما هو مثبت منذ ستة آلاف عام ق.م، فنرى أن قدماء المصريين هم أول من :
قام بتكوين جيش نظامي بالعالم من طبق التجنيد الإجباري/ رسم الأعلام الوطنية/ التكريم بالأوسمة و النياشين و الرتب/ الفرق العسكرية / اختراع الأسلحة وتطويرها/ اختراع الإدارات المكونة من حدود- مخابرات- هندسية – إدارية- مقاتلة/ أول أسطول حربي بالتاريخ / أول من كرم أسر الشهداء و المقاتلين/ أول من طبق مبدأ التسامح والعفو عن الأسرى (حقوق الإنسان) / أول من فكر وطبق نظرية الحروب الإستباقية / القيام بأول معاهدة سلام باالتاريخ/ أعطي الحق لملكات مصرالحق بإصدار قرارات نافذة لمواجهة الأعداء .
عندما نبحث في أسس و مبادىء أى نظام عسكري، وحربي في العالم على مر التاريخ ، سنجد أن مرجعه الأساسي، هو ركائز و مبادىء فن الحرب الذي وضعه المصريين القدماء منذ ستة آلاف عام ق.م بعمق ما قبل التاريخ، نتيجة لخبرات قتالية متراكمة .. وهنا يأتي دور المصري الأصيل في التأكيد على أحقية مصر بإنها أول مؤسس لفنون ومبادىء القتال بالعالم ،كما تم الإستعانة بمحاضر المصريات لواء أ.ح (متقاعد) حمدي لبيب عثمان في تنوع المصادر، والمراجع الهامة الموثقة التى تم ذكرها بالإصدار .. وهذا المجهود المتواضع هو، تأكيداً لما يجب أن نذكره دائما، و يتم توصيله للأجيال المتتالية، كفخرللمصريين بتاريخ الأجداد وحافز للحفاظ على حضاراتنا ماض، وحاضر، ومستقبل ، لذلك قمت بربط التاريخ بالحاضر المعاصر . وتذكر أن كتابها متداول الان بمعرض الكتاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!