Uncategorized

ملحمة بطولية يسطرها اهالى طوخ وبنها فى حادثة قطار طوخ.

ملحمة بطولية يسطرها اهالى طوخ وبنها فى حادثة قطار طوخ..

كتب ؛ اسلام عفيفى

لم يخطئ من وصف المصريين بـ «ملوك الجدعنة»، فقد ظهرت شهامة المصريين وشجاعتهم في حادث قطار طوخ، أول أمس، والذي أسفر عن خروج قطار متجه من القاهرة إلى المنصورة، عن قضبان السكة الحديدية، قرب محطة مركز طوخ في محافظة القليوبية. ما أسفر عن وفاة 11 شخصًا، وإصابة 98 آخرين. وذلك حسب بيان رسمي لوزارة الصحة المصرية.

ووقع الحادث الأليم بالتزامن مع بداية شهر رمضان الكريم، وفور وقوع الحادث استعد أهالي قرية كفر الحصة القريبة من الحادث لتقديم وجبات الإفطار والمياه والعصائر والتمر للعاملين في موقع الحادث من رجال الحماية المدنية، أو من بقي من ذوي أهالي الضحايا الذين ظلوا حتى ساعات المساء يبحثن في أشلاء الضحايا عن ذويهم.

يقول جمال عزت (52 عاما)، أحد أهالي قرية كفر الحصة، أهالي القرية أول ما سمعوا بالحادث طلعوا برجالتهم ووراهم الحريم والعيال يقدموا المساعدات». وتابع أن الحادث الذي وقع حوالي الواحدة ظهرا جعل أهل القرية يد واحدة لمساعدة كل من في القطار.

ويقول «عزت»؛ والدي يعمل مقيمًا للشعائر بمديرية أوقاف القليوبية، إنه كسر بيده زجاج إحد عربات القطار لإنقاذ عدد من المصابين، متابعا «نحن قرية تقع أيضا بالقرب من الطريق السريع.. فإذا وقع أي حادث نهرول لمساعدة الضحايا. هكذا تعلمنا من أهالينا».

«الفقير خرج على قده.. والغني خرج على قده». هكذا يشير «عزت» إلى أن أهالي القرية وزعوا كراتين المياه والعصائر وقت الإفطار. كما قدم عدد من الأهالي الطعام كل بقدر طاقته. ولم تتوقف المساعدات بخصوص الطعام والشراب، ولكن ذهب عدد من شباب قرية كفر الحصة التابعة لمحافظة القليوبية إلى مستشفى بنها من أجل التبرع بالدم؛ وذلك لإنقاذ أكبر عدد ممكن من المصابين.

وعقب الحادث، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لسيدة مصرية ترتدي خمارا زهريا وتحمل صينية من الطعام المصري في وقت الإفطار. وتقول شروق غنيم، المصورة التي التقطت صورة السيدة هنية طه (45 عاما)، إنها كانت من أوائل الذين أتوا إلى موقع الحادث قبيل آذان المغرب، وكانت بصحبة ابنها الصغير الذي يقارب عمره الحادية عشر عاما.

تقول «غنيم»، خلال التصوير في موقع الحادث؛ لمحتُ السيدة تأتي وهي تحمل صينية الطعام، والتي كانت عبارة عن أرز وبطاطس مطبوخة وسلطة. حاولتُ الحديث معها لكنها كانت منشغلة بتوزيع الطعام».

وكانت السيدة هنيه طه قد عادت من عملها وأعدت طعام الإفطار ليكفي أسرتها، لكنها فور أن ترامى إلى مسامعها الحادث الواقع على مقربة من منزلها في القرية الريفية، أخذت تشمر عن ساعدها لإعداد طعام إضافي من حبات البطاطس والأرز، لتقدم الطعام للصائمين في موقع الحادث، والذي بقى فيه عمال الحماية المدنية، وعدد من أهالي الضحايا والمفقودين، بالإضافة لعدد من المصوريين والصحافيين.

وتابعت السيدة هنية في تصريحات لأحد القنوات التلفزيونية المصرية أن زوجها يعمل في محافظة الشرقية، وعندما سمعت بالحادث أقدمت على تقديم الطعام، وتابعت “ربنا كرمني بناس أخذوا الأكل من عمال الإسعاف.. اتحاوطوا حول الصينية لتناول الإفطار”، وتتابع السيدة ” كل واحد كان عندوا حاجة بيطلعها للناس من أهل القرية، اللي طلع مية وعصاير، كلنا لما يحصل أي حاجة محدش بيتردد

ولم تقتصر شهامة المصريين على «صينية هنية»، لكنها امتدت لعشرات من كراتين المياه. تقول «غنيم» إنها رأت جرادل بها أكياس من التمر، وكراتين المياه والعصير تنتشر في موقع الحاد بفضل أهالي قرية الحصة.

وفي سياق متصل، يقول المصور المصري أيمن عارف، والذي كان في موقع الحادث، إن أهالي المنطقة الريفية قدموا المساعدة لكل الموجودين في موقع الحادث، ويتابع “كان أي حد واقف بياخد أكل وعصير، أهالي القرية قدموا المساعدة لرجال الحماية المدنية التي تعمل في موقع الحادث خلال محاولتهم لإعادة قضبان القطار للعمل عقب الحادث”.

ويتابع عارف أن وقوع حادث القطار في شهر رمضان أظهر القيمة الطيبة في نفوس المصريين، ورأى بنفسه المساعدات التي وصلت لكل من كان في موقع الحادث.

ولم يقتصر الامر على ذلك فقط بل قام بعض اصحاب المطاعم والكافيهات بمدينة بنها بالاعلان عن تقديم وجبات مجانية لجميع ركاب القطار وايضا القطارات التى توقفت بالانتظار ليسطر اهالى مدينة طوخ وبنها اقوى الملاحم البطوليه فى الجدعنه

وكانت وزيرة الصحة والسكان المصرية الدكتورة هالة زايد قد تفقدت الحالة الصحية لمصابي حادث القطار، وقد وجهت بتوفير كافة الخدمات الطبية اللازمة وسبل الرعاية الصحية لجميع المصابين، كما انتقل المهندس كامل الوزير وزير النقل إلى موقع الحادث للوقوف على أسباب وقوعه، بجانب قراره بتشكيل لجنة فنية لمعرفة الأسباب التي أدت لوقوع الحادث وخروج العربات عن القضبان ووقوع عشرات الإصابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!