عاجلمقالات الرأى

د. سيد خاطر: حسماً للخلاف السنوي حول 25 يناير مؤامرة ثورية

د. سيد خاطر: حسماً للخلاف السنوي حول 25 يناير مؤامرة ثورية

سيد خاطر

رغم مرور عشر سنوات كاملة .. لا يزال الصراع الفيسبوكي السنوي يشتد حول كون 25 يناير 2011 مؤامرة .. أم ثورة ؟!
يحدث هذا رغم أن كل الدلائل قد أشارت إلى أن التحضير لها كان تآمرياً بامتياز .. وأنه قد تم سراً فيما يتعلق بأركانها ومفردات وسائل تأجيجها ، وتم علناً فيما يتعلق بدعوة جموع الشعب إلي المشاركة بها وتبني شعارات تبدو في ظاهرها شريفة عفيفة طاهرة تنشد الإصلاح .. حيث المطالبة بأبسط الحقوق الإنسانية ( عيش / حرية / عدالة اجتماعية / كرامة إنسانية ) ، بينما في باطنها تستهدف التخريب والدمار وتسليم مفتاح الوطن لأعداء يسعون للتغلغل إلى عُمق هذا الوطن ومن ثَمَ تفتيته إلى طوائف تتناحر فلا يُبقي تناحرها ولا يذر ، إلى أن تنتهي مصر من الوجود كدولة فاعلة مؤثرة قائدة بالمنطقة ، وتتبوأ إسرائيل مكانها بكل السلاسة واليُسر كقائد بديل سياسياً واقتصادياً وعسكرياً .
لقد تم التحضير لهذه الثورة خارج مصر .. وداخل مصر .. تم بكل البراعة والخسة في ذات الوقت .. وهكذا انخرط ببداية أحداثها جموع وحشود لمصريين أنقياء شرفاء لديهم أسبابهم الوطنية ودوافعهم الاجتماعية في مواجهة نظام استشرى فساده لثلاثين عاماً .. ثم ما لبثت خيوط التآمر تتضح وتكتمل عندما كشفت جماعة ميكيافيلية إرهابية تتستر بالدين عن وجهها الحقيقي البشع .. وبات واضحاً ضلوعها في المؤامرة .. إذ أنكرت في بداية الأمر مشاركتها الرسمية تحسباً لأي فشل قد يصيب مسار الأحداث كما تم التخطيط لها ، فلما انهارت الشرطة وانهار النظام بكامله وبات نجاح المؤامرة واضحاً .. هيمنت كاشفة عن وجهها القبيح وطمعها في حكم مصر .. حتى إن اتصالاتها وتنسيقها السري مع الأمريكان أضحت علنية يشهدها مقرهم ليل نهار دون أدنى خجل !
فأما جموع وحشود المصريين الأنقياء الشرفاء الوطنيين .. فقد انقسموا إلى فُسطاطين .. أولهما أدرك أنه قد تم استخدامه باستغلال معاناته الحياتية لتنفيذ تلك المؤامرة الجهنمية فقرر الإفاقة من غفوته مُضحياً بكل شيء من أجل الوقوف سداً منيعاً في مواجهة محاولات إسقاط الوطن وتسليمه لعصابة تنتوي تفتيته إلى دويلات تابعة لخليفة عثماني حالم بإعادة مجد أجداده في الاحتلال والهيمنة والسيطرة واستنزاف الموارد ، وأما الفُسطاط الآخر فلا زال يعيش أوهامه الثورية دون أي وعي بأنه كان مجرد وسيلة ، ولا زال هذا الفُسطاط مترحماً على أيام وسهرات الخيام بالميدان وما صاحبها من حالة ثورية سادها التكاتف وتخللها الغناء والهتاف فضلاً عن ليالي الأُنس ، لا زال يمصمص الشفاه متحسراً على روعة تلك الأيام التي توقف خلالها الالتزام بأي شيء .. فلا عمل ولا دراسة ولا تقيد بمواعيد نوم أو صحو ، فضلاً عن اكتساب علاقات وصداقات جديدة .. إلى آخره .
وحسماً لأمر الخلاف السنوي رغم مرور عشر سنوات حول كون 25 يناير 2011 ثورة أم مؤامرة .. فإنه يمكن القول إنها : مؤامرة ثورية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!