عاجلمقالات الرأى

وقائع مريرة  .. بقلم هناء موسى جاد الله

وقائع مريرة  .. بقلم هناء موسى جاد الله

 

وقائع مريرة بقلم هناء موسى جاد اله
هناء موسى

وقائع مريرة  .. تحدثت من قبل عن السفهِ في معظم كتاباتي لوجودهِ بكثرة، نحن لا نسمع عنه فقط و إنما نراه بأعيننا و أحيانا نتحاشاه كعادتنا. و لذا نجده يتمادى. ويتشعب بصورة مُهينه جدا فوق استيعاب البشر، فما تراه أعيننا الآن على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت آفة تتوغل وسط اللهو و اللامبالاة و عدم الوعي و الهمجية و البطالة و عُهر الفكر و ضمور الإنسانية. و الاسقاطات و العبثية و كل من يبحث عن كيفية إثارة الناس من افتعال مشاكل و نزاعات و انتهاكات. و اضطرابات بطرق مثيرة للجدل و السلبية.

وما رأيناه خلال الفترات السابقة و لا زلنا نراه و نسمع عنه انه لمن أقبح ما يكون علي وجه الخليقة كلها مثل من يبحثون عن الشهرة. و كسب مشاهدات علي الفيس بوك أو اليوتيوب أو أيا ما كان من سوشال ميديا فقط دون مراعاة للآخرين أو مشاعرهم بنشرهم القبح وسط الجمال فتكون الصورة النهائية أطفال، ومراهقين يتحولون لعاهات بشرية

 

كمن رأيناهم يتنمرون علي رجل معاق بسبب اعاقته يستهزئون به برميه في ترع و نحن نعلم جيدا ما تحويه و بصرف النظر عما يوجد داخلها و كم الأمراض الناتجة عن تلك المزبلة لمن يعيشون هناك. و لكن حديثي ليس عن كمية الرجعية. و عدم الوعي لهؤلاء، دعونا لا نتطرق لهذا الأمر و ليس أيضا عن عدم النظافة و لكن عن افكار البشر

 

عذرا لألفاظ كنت لا اريد ابدا كتابتها ضمن كلماتي و لكن لا مفر لأنه الغضب الذي يعتريني الآن من أشد أنواع الغضب الذي قد ينسكب على كل من يرى ما يحدث فيشعر أن العالم حقا على حافة الانهيار بشتى الأنواع و أعلاهم الانهيار العقلي و النفسي الذي لا مثيل له حتي بين الكائنات الغير عاقلة لن تصل لهذا الحد ابدا, و لكن النيابة تحرت الأمر و سيعاقبوا ليكونوا عبرة لامثالهم .

و من هنا أيضا نتسائل في قصة أخرى

 

كيف لأطفال سِمَتهم البراءة و النقاء أن تتجرد منهم الإنسانية و يعذبوا. و ينتهكوا حقوق أطفال مثلهم و كيف لطفل عمرة ٩ سنوات يستغيث بمن ينجده من حريق. وصل تقريبا لجسده كاملا أدى لموتهِ بسبب أطفال مثله أشعلوا النيران فيه داخل صندوق قمامة لسخريتهم من مهنة والده عامل النظافة ! لست أدري يا شعب الحضارة من أين لنا بكل هذا التدني ؟

فالقذارة ليس لهذا الذي يمسكها بيده و إنما لمن يترك قذوراته لغيره يرفعها عنه ليس هذا فقط. و انما قذارة فكره أوحت له بالسخرية عمن له الفضل في ترميم و نظافة بيئته يجب أن تخجل من نفسك لجهلك عن تلك الحقيقة!

و من هنا كيف وصلت تلك القسوة للأطفال لست أدري ماذا أقول ؟ فقد عجز عقلي عن التصديق في حدوث تلك البشاعة. و لكن عندما تعمقت في الوقائع الظاهرة فرأيت أن ما خفي كان أشر و اكتشفت أنه ليس لوم على الأطفال اللوم. و كل اللوم والمسؤلية كاملة علي ولاة الأمور الوالدين و من يختص بالتربية بتركهم أولادهم دون توجيه دون ارشاد و دون رقابة سليمة بعقاب للخطأ و مجازاة التمادي فيه، فما حدث و ما سيحدث ان لم يكن هناك رادع لتلك الافعال المنهكة و المميتة لحقوق البشر ايا كانت. لان الموضوع تجاوز الحد و أصبح غير قائم على حقوق الإنسان فقط و إنما تداخلت فيه باقي الكائنات التي لا حول لها و لا قوة كالحيوانات التي تُصطاد للعذاب و الاستمتاع بقتلها أيضا فجميعها أرواح و إن كانت غير عاقلة .

الكل الي الامام يتقدم و نحن الي أسفل ننحدر !

أسفي شديد علي من يُشعل فتيل القهر و العدوة الفكرية المتبجحة بالشر و التلوث الأخلاقي لأنكم أوشكتم على إحراق الجميع. و أنتم أول المُحترقين لأنكم زرعتم الفتن النفسية قبل الفكرية في عقول أبناءكم و بها فضحتم أنفسكم بتلك العاهات التي أنجبتموها لمجتمعاتنا بتدني أخلاقياتكم و نشر البغضاء و العدوانية،

أنتم المدانين و ستتجرعون الألم بأشد تأثيرا له يا من كنتم سببا في معاناة الآخرين, القادم لكم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!