عاجلمنوعات

أحمديات طائر فوق الأشواك (قصة قصيرة)

أحمديات
طائر فوق الأشواك (قصة قصيرة)

بقلم الكاتب الصحفي الكبير 

احمد عبدالكريم 

لمحته يقف فوق عش من الأشواك ..إنه هذا الطائر الجميل الذي يتردد علي حافة نافذتي ..ما الذي جاء به إلي هذا العش البعيد المكون من الأشواك ؟!
إنه طائر جميل و يتمتع بصوت فيه شجن ..
اقتربت منه وجته يزرف الدموع و يحاول إخفائها عني و عن أي طائر آخر يراه في هذه الحالة من الحزن و الشجن !!
نظرت إليه وأنا أتأمله عندما كان يغرد فوق أغصان الأشجار التي أمام بيتي ..أو عندما كان يطير مع وليفته و هما في غاية السعادة يملآن السماء ألحاناً و يقفان معا علي بعض الزهور المتفتحة ..إنهما يرسلان رسالة من الحب و الحنان .. كنت أراه يلتقط الحبوب و يضعها في فم محبوبته .
لقد جاء يوما علي حافة نافذتي و هو في هذه الحالة من الحزن و الضعف وقتها عرفت أن وليفته الأولي غدرت به ..حاولت بلغة الحب أن أشد من أزره و عرفته أن هذا شئ يحدث كثيرا مع البشر فلا تحزن يا صديقي ..شعر وقتها بالإطمئنان وأنه يوجد من يحس بمشاعره حتي ولو كان من غير عالم الطيور .. إنها يا صديقي مشاعر المحبين العامرة قلوبهم بالحب و الحنان ة الرأفة ..لمست بيدي الحانية علي جسده النحيل و النحيف ..يومها نظر إلي نظرة كلها حب ومن يومها لم أنس تلك النظرة الحانيه.
لا أدري ما الذي دفعني إلي السير في هذا المكان الخالي من السكان و الأشجار و الحدائق ؟!
إنها إرادة الله التي جعلتني السير الي هذا المكان ليرسل رسالة الي صديق الطائر ان الله سبحانه و تعالي يقف بجواره و يبعث إليه بصديقه الحنون ليمسح دموعه و يخفف من آلامه..عندما لمست يدي وجهه و مسحت دموعه..عبر لي بنظراته الحميمة أنه للمرة الثانية يتعرض للحيانه من محبوبته التي أعطاها كل الحب و الحنان و كانت تبادله نفس المشاعر و كلمات الهيام ..صدقها كعادة الأوفياء ..و نظر نظرت نظرة أخري فهمت منها ان صديقته الذي تعرف عليها منذ وقت قصير قالتله : يا صديقي للبلبل إنني جربت بختي مرة. وكان بختي مائلا ولم أجربه مرة أخري فقد نفذ كل رصيدي من الحب الذي أعطيته لأول حبيب دخل في حياتي .
قلتله : لقد صدقت صديقتك و يبدو أنني سأتعلم منها هذه الحكمة و أنصحك يا عزيزى بأن تنصاع إلي نصيحة صديقتك حتي لا تعرف الحزن مرة أخرى.. اخرج من فوق الأشواك و انطلق و غرد ولا يهزمك أي شئ ففي الحياه أشياء كثيرة تسعدنا. ..انطلق يا صديقي العزيز إلي البساتين و الحدائق و النهر و البحر و الي كل شئ جميل في الكون فالطبيعة لن تخنك و لن تحزنك بل ستسبب لك السعادة ..هيا انطلق و أسمعني و أسمع الكون تغريدك وألحانك ..
إسعد نفسك و أسعد من حولك بل اسعد الكون كله .
ابتسم صديقي الطائر الجميل و طار من فوق الأشواك يغرد و يغرد و ودعته بنظرة حب علي أمل اللقاء علي حافة نافذتي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!