*نَعِيبُ زَمَانُنَا وَالْعَيْبُ فِينَا*

بقلم احمد قطب زايد
حديثي في هذا المقال عن عبارات تتردد وكلمات نسمعها في حياتنااليومية من بعض البشر بسبب همومهم ومشكلاتهم عن طريق سب الدهر أو سب الزمن، فإذا أصابهم شدة أو ضيق ومحنة أو بلاء يسبون ويلعنون الساعة أو اليوم أو الزمن الذي حدث فيه ما أصابهم من هذه المحن. يقول علي بن أبي طالب:
يعيبُ رِجالٌ زَماناً مَضى وَما لِزَمانٍ مَضى مِن غِيَر
أَرى اللَيلَ يَجري كَعَهدي بِهِ وَأَنَّ النَهارَ عَلَينا يَكِر
وَلَم تَحبِسِ القَطرَ عَنّا السَما وَلَم تَنكَشف شَمسُنا وَالقَمَر
فَقُل لِلَّذي ذَمَّ صَرفَ الزَمانِ ظَلَمتَ الزَمانَ فَذُمَّ البَشَر
عزيزي القارئ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﺐ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺴﺐ- ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ- ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﻩ الأﻣﻮﺭ ﻭﻗﺪﺭﻫﺎ، ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﺃﺿﺎﻑ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻫﺮ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻫﺮ لا ﻓﻌﻞ ﻟﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻫﻮ ﺭﺏ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ، ﺍﻟﺨﺎﻓﺾ ﺍﻟﺮﺍﻓﻊ، ﺍﻟﻤﻌﺰ ﺍﻟﻤﺬﻝ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ الأﻣﺮ ﺷﻲﺀ.
لماذا نرمي بأخطائنا على الزمن والعيب فينا نحن وليس للزمن دخل في أمورنا؟ فإن سب الزمن يعود على خالق الزمن، ولا تسبوا الدهر؛ لأن الدهر ليس عنده تصرف، المتصرف في الدهر هو الله وحده، عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله- ﷺ- قال: قال الله- تعالى- “يؤذيني ابن آدم؛ يسب الدهر، وأنا الدهر؛ بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار” فعلى الإنسان ألا يلقي التبعة واللوم على الدهر والزمان الذي لا يملك من أمره شيئا اقرأ هذه الأبيات المشهورة ذات المعنى العميق والرائع للإمام الشافعي:
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا * وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا * وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ * وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
فيا أخي الكريم إذا ضاقت بك احوال المعيشة وجاءت الأمور على غير ما تريد فلا تجزع ولا تسخط فالبلاء يذهب ويبقى أثره وأجره .لا تفقد صبرك أن ضاق بك الحال سئل الشافعي – رضي الله عنه – “أي الأحوال أحب إلى الله العطاء أم البلاء؟ فقال: ما جاء العطاء إلا بعد البلاء فاصبر على البلاء تبشر بالعطاء… واعلم إن مسنا الضر أو ضاقت بنا الحيل فلن يخيب لنا في ربنا أمل وتذكر قول الشاعر إيليا أبو ماضي في قصيدة من ذهب:
إذا ألقى الزمان عليك شرا وصار العيش في دنياك مرا
فلا تجزع لحالك بل تذكر كم امضيت في الخيرات عمرا
وإن ضاقت عليك الارض يوماً وبت تأن من دنياك قهرا
فرب الكون ما أبكاك الا لتعلم أن بعد العسر يسرا
ومد يداك للرحمن دوماً فربك لن يرد يداك صفرا
استبشروا فإن ربك يسبغ النعم، ويدفع النقم، ويزيل الهم، ويكشف الغم، ويريح القلب، ويسمع النداء، ويجيب الدعاء، مع قلب قانع بالعطاء راض بالقضاء. اللهم إني بلغت اللهم فأشهد.
Post Views: 395
التالي
منذ 4 ساعات
ختام قوي لبطولة منطقة القاهرة للخماسي الحديث
منذ 6 ساعات
المشروم … غداء الآلهه ونبتة الخلود . لماذا حرم القداماء المصرييون الفطر على عامة الشعب؟
منذ 6 ساعات
“ساندي حسنين الملكة حتشبسوت ملكة الإزدهار و السلام”
منذ 7 ساعات
عبدالله الزيات مدرب الثقبة السعودي يهنئ السعودية باليوم الوطني الـ93
منذ 11 ساعة
مجلس مدينة بدر يحتفل بالعيد القومى للبحيره بمشاركة من شباب الوطن للرياده
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!