عاجلمنوعات

محمد الدمرداش بدر: لجنة التحكيم التي أكتشفتني

محمد الدمرداش بدر: لجنة التحكيم التي أكتشفتني.

كتبت – ريهام علم الدين

عُرف منذ حصدت قصته «سُخط فراشة» جائزة عصير الكتب للقصة القصيرة لعام 2018، وأكمل بعدها الكاتب المصري الشاب محمد الدمرداش بدر روايته الأولى “زمير طائر النعام” في عام 2019، ونشرها في 2020، وفي حوار أجريناه معه، قال الدمرداش بدر إنه رُبما يكون مصاب حقًا بداء الكتابة عن المعاناة، معتبرًا ذلك داء حميد ومميت في نفس الوقت. وكشف عن عكوفه حاليًا على مشروع رواية جديدة، بالاضافة إلى الجزء الثاني من رواية زمير طائر النعام. والذي سيكملها ثلاثية، ليسميها: “ثلاثية الوجود”.

– ماذا تقصد بأنك تميل للكتابة عن المعاناة؟

قُلت قبل ذلك بأنني رُبما أكون مُصابٌ حقًا بداءِ الكتابة عن المعاناة، ذلك الداء الحَميد المُميت الذي يجعلني عاجز عن سَرد حكاية حب أفلاطوني على سَواحل الإسكندرية أو كتابة نص يصلح سيناريو أكشن من إنتاجات «نتفليكس» في حين تَنضح الأرض بالدِماء والفَقر والتشـرُد.لا أقول أنني لا أستطيع، ولكني لا اميل، بدليل أنني شاركت في رواية “ربما في حياة أخرى” وهي رواية رومانسية خيالية. ولكني لا أعتقد أنه يوجد في عمري براحٌ للكتابة عن «الجان» أو أثارة الضَحكات المُزَيفة بنص كوميدي أبيض وهناك في أقاصي الأرض طفل يتالم. متى يا تُرى يَعي كافة الكُتَّأب والمثقفين وأصحاب الرأي أن العالم بعينه حاليًا، هو غاية الرعب والكوميديا ولعل أفضل ما أقدِّمهُ لذلك العالم، أن أسردهُ كما هو.

– لنرجع إلى نقطة المهد، من هو محمد الدمرداش بدر؟

محمد الدمرداش بدر هو شاب بسيط حد التعقيد، ككثير من الشباب المصري في جيلي، لقد ولدت في المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في المدينة المنورة، وهذا هو سبب تسميتي محمد.وأقول ككثير من أبناء جيلي، لأن الوالدين غالبًا من يكونوا وقتها من الباحثين عن العمل في الخليج. أنا على مشارف الثلاثين، ولدي مشروع أدبي حقيقي لا بدَّ من انجازه، أوَّد أن أُكرث ما تبقى أنفث التراب عن الحقيقة المُغطاة والنائية.
لقد دفعني ما يحدث في كل بُقعة تعلو البسيطة منذ وَعيت، ليقين كبير بأن الدمويَّة والمعاناة هي الرواية الوحيدة التي يجب أن نقرأها جميعًا كي يبزغ غُرَّة من الأمل والحب والحياة. وسلَّمت إلى حقيقة بأنني هُنا لأسطُر هُراء العالم ومُتناقضاته على صَفحاته الدَميمة البَالية، إذ ربما يُحدث قلمي حين يشاء الله، سيلًا من الهواء اللَّطيف.

– كيف كانت بداياتك؟ متى بدأت الكتابة ومن أكتشف موهبتك؟

أنا أكتب مذ الأبتدائية، لقد كتبت أول قصة لي في الصف الثالث الابتدائي ووضعتها في مكتبة المدرسة، ولا أذكر حتى عما كانت تتحدث، ولكنها كانت تنتمي إلى أدب الرعب، ذلك لأنني كنت مغرم بأفلام الرعب وأنا صغيرًا، وشريت كتاب مترجم في أدب الرعب ايضًا قبلها بوقت قليل، ويبدو أنني تأثرت به. جيلي وهو أنا من جيل التسعينيات تأثر بشدة بمثل تلك الأفلام، لتوطد المدنية والأمان أكثر في العالم في ذلك الوقت. وخاصة منذ انتهاء الحرب الباردة.
أما عن سؤالي عمن اكتشف موهبتي،
من أكتشف موهبتي هي لجنة التقييم بمسابقة “عصير الكتب” الكتب للقصة القصيرة، وأعلنت عصير الكتب وقتها أن اللجنة تتكون من: الدكتور أحمد خالد توفيق عليه رحمة الله، والراحل الدكتور بهاء طاهر، والكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد.بالتأكيد أظن أن واحد منهم فقط هو من قرأ قصتي وقد يكون أثنان، وهذا يكفي بالنسبة لي.

– من الذي يشجعك على الكتابة الآن؟

زوجتي هي التي شجعتني، من 2018 وحتى الآن، وتذكرني كل يوم بما على أن أفعل، وعلى الرغم من أن تذكيراتها لا تفلح في معظك الأحيان، نظرًا لطبيعة عملي الذي أكسب قوت يومي منه وضياع وقتي ما بيت العمل وبين الوفاء بمتطلبات البيت من التسوق وخلافه، وأيضًا وقت أسرتي الذي لا يمكن المساس به، زوجتي وأبني هما الأولوية الأولى في حياتي.

– هل تتعارض الهندسة مع الكتابة الأدبية؟

كثيرًا ما يرى أن تطبيقية الهندسة تتعارض مع الفنون الأدبية، ولكني أقول لا، أنا أحب الهندسة، وأحب الكتابة، وأقول دائمًا أن المزج بين العلم والخيال يُنتج المعجزات.

نلاحظ أنك قليل الإنتاج بالمقارنة بأقرانك، ما سر ذلك؟

أنا لا أؤمن بتاتًا بالتسويد والكمية، ولا أجيد فنون العرض التي لا تأتي بعد إنتاج قوي مكثف، يمكنني أن أكتب كل شهر مسودة، ولكنها لن تكون كما أحب أن أقرأها، أنا أحترم عقول القراء، ويجب على الجميع فعل ذلك. لكي يخرج عملي إلى النور، يجب أن يرضي ذائقتي أولًا. حتى أنني حاليًا لو أقرأ “زمير طائر النعام” قد أسحبها من السوق فورًا لولا أرتباطاتي القانونية، لقد تطورت كثير مذ نشرها، ومع ذلك ما زلت مغرم بها.

– وما هي طقوسكم في الكتابة؟ وكيف توافق بين الحياة الأسرية والعمل والتاليف؟

ليس لي طقوس معينة، ولكني أحب أن أكون منفردًا بالطبع وكل شيء حولي مهندم ومنظم. وحاليًا أجد صعوبة في التوفيق بين كل ذلك، ولكني أعلم أنها مرحلة وستمر، وبالتأكيد استكتتب نفسي كل يوم. هذا شيء لا بدَّ فعله، أنه الهواء الذي أتنفسه.

– أخيرًا ما هي خططك الأدبية القادمة؟

أنا أكتب الآن الجزء الثاني من رواية زمير طائر النعام، وفي نفس الوقت أحول الجزء الأول إلى سيناريو، سأكمل الثلاثية والتي سأسميها: “ثلاثية الوجود” . وهناك عمل أخر عبارة عن رواية صغيرة، سميته: المنطقة الفارغة، هو الآن في المسودة قبل النهائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!