عاجلمقالات الرأى

* رَاحَة اَلضَّمِيرِ وَسَادَةٍ مِنْ حَرِيرٍ *

* رَاحَة اَلضَّمِيرِ وَسَادَةٍ مِنْ حَرِيرٍ *

بقلم احمد قطب زايد

حديثي عن واقع مخز يمر بالإنسان في حياته وما يراه في تعامله مع غيره من بعض الناس معدومة الضمير نحن مع الأسف الشديد نعيش أزمة انعدام الضمير الإنساني، والله أنا في غاية الحزن لما يحدث لنا في هذه الأيام من انعدام ضمائر البشر التي سادت وانتشرت بصورة لا مثيل لها أن حياتنا تلوثت بضمائرانتهت إنسانيتها وصلاحيتها وعادت لا تصلح إلا في زمن الغدر والغش والكذب والنفاق أصبح إنسان هذا الزمان غير مفهوم، لا ضمير له، لايهمة لا رقابة لا من الله تعالى ولا من مسؤول أصبح همه الأكبر ذاته نرى ونسمع عن حرمات تنتهك، وانتشار السرقات، والنظرات المحرمة، وأموال تسلب بالحرام دون وجه حق، وأخرى تؤخذ ولو كانت من ربا أو رشوة، غش في الميزان وغش في السلعة نفسها
هذا واقع حقيقي ولم أكتب إلا عندما رأيت بنفسي والناس بطيبتهم ونواياهم لا يتشككون في البائع لأنه صديق وفي مخلص برأيهم يتعاملون معه ويثقون في كلامه مع أنه عديم الضميروكاذب ولايتق الله. نرى أحداثا مؤسفة لانعدام الضمير في حياتنا اليومية والناس في غفلة لقد بات الضمير عملة نادرة وبات الإنسان مجرد خادم لرغباته، والمصالح أصبحت هي الغالبة والمسيطرة، والاستغلال والنفاق بات شعار الكثير للوصول إلى مآربهم عزيزي القارئ… أين الضمائر الحية النقية الصافية؟
ان حياتنا تلوثت بتلك الضمائر التي انتهت إنسانيتها وانتهت معها صلاحيتها فعادت لا تنفع إلا في زمن الغدر والنفاق إن الضمير هو الرقيب على أفعالناوهو البوصلة التي تحدد لنا أي طريق نسلك والمصباح الذي ينير لنا الحقيقة يقول الله تعالى: ” “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ” {ق: 16} هذه الوسوسة أو هذا الصوت الخفي، هو صوت الضمير الذي نسمعه كل يوم يناجي عقلك ويصرفك عن الشر. يقول الشاعر:
اذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً، فلا تَقُلْ خَلَوْتُ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ مَا مضَى وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيب
لهَوْنَا، لَعَمرُ اللّهِ، حتى تَتابَعَتْ ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ
فَيا لَيتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُ ما مضَى ويأْذَنُ فِي تَوْباتِنَا فنتُوبُ
ولو أننا اليوم بدأنا بما بدأ به رسول الله ﷺ، في بناء المجتمع وإصلاح الضمائر، لما كان حال المسلمين اليوم في اختلاف وتمزق وتفرق، وأحقاد وأنانية وبغضاء وحروب واقتتال وغش وخداع. فى ختام مقالتى أوجه رسالة الى من انعدمت ضمائركم ان العمر يمضي ولا يبقى إلا العمل الصالح فلنراجع ضمائرنا ولندون أخطاءنا فليس عيبا أن ننقح أنفسنا فالعمر يزول لكن أفعالكم باقية لا تزول اللهم ارزقنا ضميرا حيا حاضرا يقظا وأن يبعد عنا الضمير الغائب. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!