رمضان عرفة يكتب عن رحلة العائلة المقدسة الى مصر

رمضان عرفة يكتب عن رحلة العائلة المقدسة الى مصر

تحتفل مصر فى الاول من يونيو من كل عام بذكرى زيارة العائلة المقدسة إلى أرض مصر، حيث هاجرت السيدة مريم البتول إلى مصر، هى وابنها الصغير يسوع المسيح، ومعهم يوسف النجار، هروبا من بطش الرومان الذين أرادوا قتل الطفل الرضيع فى مهده، وخلال إقامتهم فى مصر تواجدوا فى العديد من الأماكن التى خلدت فى التاريخ، هذه الرحلة التى قامت بها العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر عبر طريق العريش ووصلوا إلى بابليون أو ما يعرف اليوم بمصر القديمة ثم تحركوا نحو الصعيد اختبأوا هناك فترة ثم عادوا للشمال مرورا بوادى النطرون واجتازوا الدلتا مرورًا بسخا ثم واصلوا طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين من حيث أتوا، ويعرف خط سير هذه الرحلة برحلة العائلة المقدسة.
زارت العائلة المقدسة مواقع بوادى النطرون وهى دير الأنبا بيشوى الذى يوجد فيه مزار نيافة الأنبا شنودة، ودير السريان، ودير الباراموس، ومنطقة أبى سرجة، التى مكثت بها ٣ أشهر فى رحلة المجىء وثلاثة أيام فى رحلة العودة، وتل بسطا التى سقطت بها الاوثان أمام وجه الطفل يسوع ودير المحرق الذى مكثت به العائلة ١٨٩ يوما.، واستمرت الرحلة عامين وستة أشهر وعشرة أيام وعادت العائلة من القوصية للمعادى بالنيل ثم لحصن بابليون، حيث كهف أسفل كنيسة ابوسرجة، ثم شمالا لمسطرد ثم لبلبيس ثم القنطرة ثم لفلسطين.
ونجحت مصر فى تسجيل احتفالات العائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى للإنسانية، إذ استطاعت خلال الدورة السابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية التابعة لليونسكو لصون التراث الثقافى غير المادى، المقامة فى العاصمة المغربية الرباط فى ديسمبر 2022 حشد تأييد واسع وصل إلى حد الإجماع على تسجيلها للعنصر.
حتى سنوات قليلة ماضية لم يكن لدى مصر سوى عنصر واحد مسجل بقوائم اليونسكو للتراث غير المادى، وبتسجيل العنصر الأخير أصبح لديها 7 عناصر مسجلة هى: السيرة الهلالية، والتحطيب، والممارسات المرتبطة بالنخلة، وفنون الخط العربى، والنسيج اليدوى فى صعيد مصر، والأراجوز، وأخيرًا الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة
جدير بالذكر إن مصر تقدمت لليونسكو بملف متكامل تم خلاله رصد الاحتفالات المتعلقة بالعائلة المقدسة وطقوس تلك الاحتفالات الشعبية، وكل ما يرتبط بها من ترانيم وأطعمة وحرف وتراث فى كل نقاط المسار الخاص بالرحلة، وكيف حافظت مصر على هذا التراث حتى وقتنا الحاضر، فضلًا عن توثيق عيد دخول العائلة فى الأول من يونيو، والاحتفالات بمنطقة كوم ماريا جنوبى محافظة المنيا فى فبراير، والاحتفالية الكبرى بصوم السيدة العذراء مريم فى شهر أغسطس.