أخبار مصرعاجل

الحلقة الخامسة اثار الفقر والحرمان

الحلقة الخامسة
اثار الفقر والحرمان

الحلقة الخامسة
اثار الفقر والحرمان
دراسة انثربولوجيه
التحرر من الجوع والحصول على طعام كافٍ ومناسب للعيش بكرامة هو حق لكل فرد، بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان نظريًا، يشير هذا الأساس القانوني إلى أن توفير الغذاء لجميع الأفراد مسؤولية الدول. ومع ذلك ففي بلجيكا، “لا ينص النظام القانوني صراحة على الحق في غذاء ملائم، رغم الالتزامات الدولية”. وحاليًا، تستند الاستجابات المقترحة تجاه أوضاع انعدام الأمن الغذائي إلى خطط المساعدات الغذائية، والتي وُرث بعضها من تقاليد العمل الخيري العريقة.
الاثار كما فندته برامج الامم المتحدة للتنمية :
اثار الفقر المادية والاقتصادية : تعد ظاهرة الفقر في جميع دول العالم مشكلة مستعصية الحل ، اما في دول العالم الثالث فالارتفاع الكبير في معدلات الفقر هو المشكلة بحد ذاته حيث ينجم عن تلك الظاهرة العديد منها المشكلات الاقتصادية التي يكون اثرها فيما يلي .. زيادة الديون والقروض الدولية والفردية وذلك لسد فجوة الضرورات والحاجات الاستهلاكية بدلا من الخوض في خطط النهضة والبناء والتعمير كما فعلت تجارب سابقة في دول النمور الاسيوية .
تبعية الشعوب الاقتصادية للدول والشعوب المانحة للقروض والديون وما يترتب عليها من اثار سلبية في جميع الجوانب والجبهات واستقلال القرار في الدول المقرضة وتراكم الديون مع الوقت والركون لحل المشكلات التي تواجهها تلك الدول لها مبتعدة عن التنمية الحقيقية في الاقتصاديات المنتجة .
ومعه تتجلي ظاهرة الاستغلال وعدم السيطرة علي الاسعار والسيطرة علي الاسواق من المحتكرين وتكون النتيجة في النهاية ازدياد الفقراء فقرا والاغنياء غني .
انخفاض مستوي الانتاج وبالتالي انخفاض الدخل والاستثمار ومعه زيادة العجز الادخاري والائتماني والرصيد تلجأ الدول للوسائل الاقل تقنية وتطور تكنولوجي لارتفاع اسعارها وبالتالي انت امام انتاجية اقل ومعها ينخفض الناتج القومي .
اثار الفقر الصحية والجسدية :فهو عامل حيوي واساسي اذ يؤثر علي الصحة بل ويدمرها من سوء التغذية وعدم تلقي العناية الصحية وشراء الادوية التي يحتجونها مع انخفاض العملة وزيادة الاسعار .. فيحرم الشخص نفسه من تناول الادوية والعلاج اللازم ليوفر لمن يعولهم احتياجاتهم الاساسية مما يعرضهم للامراض المزمنة والاوبئة والوفاة المبكرة .
اثار الفقر الاجتماعية : فهو يوثر في المقام الاول علي التعليم بصورة كبيرة .. اذ ان الفقير لا يلقي بالا للتعليم وتكمن اولوياته في سد احتياجاته من الاكل والشرب واللباس والعلاج مما يجعل التعليم بالنسبة له امرا ثانوي ويري الافضل له ولابناءه عدم اكمال دراستهم العليا .. انما الالتحاق بما يحقق لهم مصدرا للدخل اضافة الي تسرب الاطفال من التعليم .
ويقتصر التعليم علي القادرين والاغنياء .. وزيادة معدلات البطالة يعيق الفقر تنمية الانسان ليكون انسان صالح بل يصبح العائق الاكبر امام التنمية وخططها ،
فالفقير لا يستطيع استغلال الكثير من الامور المتاحة نتيجة لفقره وبالتالي عدم تطوره كما يحرمه ايضا من الرفاهية مما يؤدي الي انعزاله عن المجتمع .
نظرية ثقافة الفقر
حيث عرف “اوسكار لويس ” ثقافة الفقر بانها طريقة لحياه تنتقل من جيل الى جيل و تزود الافراد باسلوب مميز للمعيشة ، و يمكن و صف ثقافة الفقر من خلال خصائص متعددة اقتصادية و اجتماعية و نفسية مترابطة،ومن الخصائص الاقتصادية : الصراع من اجل البقاء، و البطالة ، و البطالة الجزئية ،و انخفاض الاجور ، و غياب المدخرات ، و تنوع المهن ذات المهارات المنخفضة ، ونمط الشراء المستمر للطعام بكميات قليلة كلما دعت الضرورة الى ذلك ، و استعمال الاثاث و الملابس المستعملة ، و شيوع التسليف المنظم بين الجيران ،و الاقتراض بفوائد مرتفعة ، و غياب المخزون السلعى من الطعام فى المنزل ، اما الخصائص الاجتماعية لثقافة الفقر : منها انعدام الخصوصية ، و افتقاد الوازع الدينى ،و ارتفاع معدلات الوفاة ، و كثرة هجر الزوجة و الاولاد ،و الشعور بالاستسلام و القدرية ، و الممارسة المبكرة للجنس
قد ميز ” اوسكار لويس ” ثقافة الفقر بثلاثة عناصر مميزة لها و هى :
العنصر الاول :
و هو شيوع مستوى متدنى للمعيشة حيث الدخل المنخفض و البطالة ، و المستوى التعليمى المتواضع و الصحة المعتلة ،و امكانية الاصابة بالامراض .
العنصر الثانى :
و هو تغلب نسق خاص من القيم و المعتقدات و الاتجاهات ، و منها المشاعر المعادية للسلطة ، فلسفة الخلاص الفردى مما يعنى ضعف القدرة على العمل الجماعى و النظرة قصيرة المدى للامور و نقص القدرة على التخطيط ، و الاسراف فى الاستهلاك و عدم القدرة على تأجيل اشباع الحاجات .
العنصر الثالث :
و هو غلبة بعض الانماط السلوكية غير السوية ، مثل تفكك الاسرة والممارسات الجنسية المبكرة ، و كثرة الاطفال غير الشرعيين ، و العنف سواء فى داخل الاسرة او خارجها ، و العزوف عن المشاركة الاجتماعية و شيوع الاجرام .
تبنى الباحث والأنثروبولوجي الأمريكي المختص، من جامعة شيكاغو، لويس أوسكار مفهوم “ثقافة الفقر” في الستينيات من القرن الماضي باعتبارها طبقة خاصة. وقد استمدّ الفكرة من خلال ملاحظاته العميقة للمجتمعات الفقيرة بأمريكا الوسطى والجنوبية، وبالخصوص في منطقة بورتوريكو بالمكسيك، والتي اتخذها ميداناً لدراساته.
إنّ النقطة الحيوية في الجدل الذي أُثير بشأن مفهوم “ثقافة الفقر” – كما طورها أوسكار لويس- يتمثل في كون الفقر منتشراً في كل مكان؛ فهل يتقاسم هؤلاء الفقراء ثقافة مشتركة تميزهم عن غير الفقراء؟ يُركِّز المؤلف على الفرد في تفسيره للفقر مبتعداً بذلك عن التفسيرات البنيوية والمؤسساتية التي تركز على الخصائص والسمات الجماعية. لقد أراد أوسكار – بوصفه عالم أنثروبولوجيا- فهم الفقر والسمات المرافقة له باعتباره ثقافة وطريقة حياة تنتقل من جيل إلى جيل عبر مسارات العائلة؛ فالأطفال يتشربون عادة القيم والسلوكيات الأساسية لثقافتهم من هؤلاء، مما يجعلهم غير مهيئين نفسياً للاستفادة من الفرص التي تتاح لهم لإحداث تغيير حقيقي في حياتهم مستقبلاً.
الاثار النفسية والمعنوية للفقر : ابرزها الحرمان والعزلة والاغتراب والاعتماد علي الغير فنقص الاصول الاقتصادية والخيارات تزيد الوهن وعدم الاستقرار وانخفاض نسبة المشاركة في صنع القرار
انظر واسال نفسك هل هناك احد اشركك في القرارات التي تتحكم في مصيرك وهل لديك قاعدة بيانات حقيقية تستطيع ان تقيم منها الاحداث وما يجري حولك .. شعوب تعيش في عصرعشاق الحديده والخطب الرنانة والتضليل وحجب الحقيقة عن شعوبهم ويتشدقون بالشفافية ..اية شفافية يتحدثون عنها وكل تصريحات المسئولين ..وشعوبهم لا تستطيع مواجهة الاسعار وعندما تخسر الشركات بالمليارات تصرح بكل بجاحة نحن لسنا مسؤلين عن هذه الخسائر وكأن هذه الشركات التي ضيعت المليارات في دولة اخري وليست في دولة تسيطر عليها حكومة في دولة ذات قوام ثابت وليست دولة فاشلة .
إنّ القضاء على الجوع في العالم هو أحد أكبر التحديات في عصرنا. هناك نحو 828 مليون شخص في جميع أنحاء العالم ليس لديهم ما يكفيهم من الطعام. ووفقًا للتقديرات الأخيرة، يواجه 49 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم مستويات مرتفعة من الجوع تصل إلى حد الطوارئ – هناك بالفعل أجزاء من اليمن وجنوب السودان وإثيوبيا ونيجيريا على حافة المجاعة أو ربما وقعت بالفعل في قبضة المجاعة.
تؤثر تبعات النظم الغذائية التي تفتقر إلى الفيتامينات والمعادن والمواد المغذية الأخرى على الصحة حياة ملايين آخرين، وتلقي بظلالها على مستقبل هذه المجتمعات وبلدان بأكملها.
على الرغم من إنتاج ما يكفي من الغذاء لإطعام جميع من على هذا الكوكب، يظل هدف عالم خالٍ من الجوع، المنصوص عليه في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وتحديداً في الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة، بمثابة تحد كبير نظرًا للمزيج السام من النزاعات، وتغير المناخ والكوارث والفقر وعدم المساواة.
الغذاء والصحة والاستدامة البيئية
الغذاء هو استحقاق وينبغي النظر إليه على هذا النحو، وليس إطارا لقضية النمو السكاني أو عدم كفاية إنتاج الغذاء. والفقر والتفاوتات المنهجية هي الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي. ومن الضروري إبقاء هذه الفكرة مركزية في المناقشات حول إطعام العالم.
ونحن بحاجة إلى سياسات تدعم النظم الغذائية الصحية والمنتجة بشكل مستدام والمتوازن لمعالجة الأمراض المزمنة المرتبطة بالنظام الغذائي والقضايا البيئية وتغير المناخ. وبحاجة إلى المزيد من المبادرات التي تمكن من التوزيع العادل للأراضي والمياه والدخل على مستوى العالم. وكذلك إلى سياسات تعالج انعدام الأمن الغذائي من خلال مبادرات مثل أنظمة السيادة الغذائية القائمة على الحقوق.
وامام ذلك عقدت المؤتمرات في الامم المتحدة – من أجل التغذية
في 1 نيسان/ أبريل 2016، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الفترة من 2016 إلى 2025 عقداً للأمم المتحدة للعمل من أجل التغذية. ويُعد هذا العقد فرصة غير مسبوقة للتصدي لجميع أشكال سوء التغذية. فهو يحدد إطار زمني فعلي لتنفيذ الالتزامات التي قُطعت في المؤتمر الدولي الثاني بشأن التغذية، بتحقيق مجموعة من الغايات العالمية الخاصة بالتغذية وبالأمراض السارية المتعلقة بالنظام الغذائي بحلول عام 2025، فضلاً عن الغايات ذات الصلة التي حددتها خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ولاسيما الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة (القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة) والهدف 3 (ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار)
وتتولى منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة قيادة عقد الأمم المتحدة للعمل من أجل التغذية الذي يدعو إلى العمل السياسي على نطاق 6 مجالات رئيسية، وهي:
• إنشاء نُظم غذائية مستدامة وقادرة على الصمود لتحقيق نُظم غذائية صحية؛
• توفير الحماية الاجتماعية والتثقيف بشأن التغذية للجميع؛
• مواءمة النُظم الصحية مع الاحتياجات التغذوية وتحقيق التغطية الشاملة بالتدخلات التغذوية الأساسية؛
• ضمان أن السياسات الخاصة بالتجارة والاستثمار تحسّن التغذية؛
• تهيئة بيئات مأمونة وداعمة للتغذية في جميع الأعمار؛
• تدعيم تصريف الشؤون والمساءلة وتعزيزهما في مجال التغذية، في كل مكان.
استجابة المنظمة
تهدف المنظمة إلى تحقيق عالم خال من كل أشكال سوء التغذية، يتمتع فيه الجميع بالصحة والعافية. ووفقاً لاستراتيجية التغذية للفترة 2016-2025، تعمل المنظمة مع الدول الأعضاء والشركاء من أجل تحقيق الإتاحة الشاملة للتدخلات التغذوية الفعّالة والنُظم الغذائية الصحية المستمدة من النُظم الغذائية المستدامة والقادرة على الصمود. وتستخدم المنظمة قدرتها على تجميع الأطراف في المساعدة على تحديد الأولويات والسياسات ومواءمتها والدعوة بشأنها من أجل النهوض بالتغذية على الصعيد العالمي؛ وتضع الإرشادات التي تسترشد بالبيّنات وتستند إلى الأُطر العلمية والأخلاقية الوثيقة؛ وتدعم اعتماد الإرشادات وتنفيذ الإجراءات التغذوية الفعّالة؛ وترصد تنفيذ السياسات والبرامج والحصائل التغذوية وتقييمها.
ويجري هذا العمل في إطار خطة التنفيذ الشاملة بشأن تغذية الأمهات والرضع وصغار الأطفال، التي اعتمدتها الدول الأعضاء بموجب قرار صادر عن جمعية الصحة العالمية في عام 2012. ويُعد العمل بشأن القضاء على سوء التغذية حاسم الأهمية أيضاً من أجل تحقيق الغايات المتعلقة بالنُظم الغذائية في خطة العمل العالمية بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها 2013-2020، والاستراتيجية العالمية بشأن صحة المرأة والطفل والمراهق 2016-2030، وخطة التنمية المستدامة لعام 2030
يولد الفقر شعورا متناميا بقلة الحيلة وعدم القدرة علي التفكير او التخطيط او الجنوح بالخيال الي ما يتجاوز واقع الكفاح اليومي لمجرد البقاء .. ليس كافيا ان تتجمل بان الشعب احتمل الكثير وهو سندك بوعود لن تستطيع تحقيقها .. والسؤال ما الحكمة ان تتمسك بحكومة طالت وصدأت افكارها وهاهي النتيجة امامك لا تحتاج تقارير امنية ولا غيرها .. اننا نئن من الحاجة والضرائب وغيرها من الفواتير في نواحي الخدمات حتي اصبحنا فريسة للتجار ودولاب الدولة الاداري وتركنا وحدنا امامهم وظهورنا للحائط كل ذلك يضيف خلق روح النقمة ويعيق النمو وتؤجج الاضطرابات وتحول دون تقدم البلدان الفقيرة علي طريق التنمية المستدامة .
فرج احمد فرج
باحث انثربولوجيا

انثربولوجيا الحرمان والجوعالحلقة الاخيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!