عاجلمقالات الرأى

*اَلْمُؤْنِسَاتِ اَلْغَالِيَاتِ*

*اَلْمُؤْنِسَاتِ اَلْغَالِيَاتِ*

بقلم/ احمد قطب زايد

البنات نعمة من نعم الله- عز وجل- علينا، ورمز الحياء، وعنوان العفة فالبنت هي الأنثى الرقيقة والرفيقة إنها الابنة والأم والأخت والصديقة. لقد كان العرب في الجاهلية لا يحبون البنات، ويترقبون الأولاد، للوقوف إلى جانبهم في حياتهم وحروبهم، أما البنت فكانوا لا يحبونها، وكان عدم حبهم لها والخوف من عارها يحمل بعضهم على كراهتها بل وعلي قتلها ووأدها، قال الله تعالى: “وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ”[سورة النحل: 58]، مع أن الخوف من العار، مشترك بين الذكر والأنثى، فهناك بعض الأولاد الذكور يجلبون العار على آبائهم وأسرهم وهناك الذرية الصالحة من الأبناء الذين يبرون الآباء والأمهات والإحسان إليهما والرفق بهما والأدب معهما في القول والعمل.
إن البنات مؤنسات غاليات، مؤنسات للوالدين وللأزواج وغاليات بما وهبهن الله من رقة وحنان وإحسان، وكان رسول الله ﷺالقدوة في الأدب مع البنات القريبات منه والبعيدات في النسب عنه؛ عن أبي قتادة الأنصاري، «أن رسول اللهﷺ كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله ﷺ فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها» لقد رفع رسول الله ﷺ قيمة ومنزلة البنات، وجعل لمن رزقه الله بنات بل بنتا واحدة من الفضائل والمنح، ما تمتد نحوها الأعناق، وتهفو إليها القلوب وقد رحب أحد الصالحين بابنته فقال: أهلا وسهلا بعقيلة النساء وأم الأبناء وجالبة الأصهار والمبشرة بإخوة يتناسقون ونجباء يتلاقون.
عزيزي القارئ: البنات أجمل وأروع شيء رزقك الله به، فلا تبخل على بناتك بحبك وحنانك فالبنات في البيت تنشرالفرح والسعادة وتبعد الاكتئاب عن وجه الأب والأم، فمجرد أن تنظر في وجه بناتك تنسى كل الهموم والأوجاع. يقول أحد الشعراء عن حبه لبناته:
يا وَرْدَةً فِي الـبَيْـتِ مَـا أَحْـــــــــلاَهَا سَكَـبَتْ بِرُوحِي عِطْــــرَهَا وَشَــذَاهَا
مَــلأَتْ فــــُؤَادِيَ بَهْجَـــةً وَتــألـُّـــــقاً وَسَـعَـادَةً ، فِي صُـبْحِـــهَا وَمَسَــاهَا
زَرَعَتْ لَنَا فِي الـبَيْـتِ هَــرْجــًا دَائِــمًا بِضَجِـيْجِـهَا ، وَعَجِـيجِـهَا ، وَنِــــــدَاهَا
إِنْ عُـدْتُ تلـقَــانِي بِوَجْـــهٍ ضَـــاحِـكٍ فَيَــذُوبُ هَـمِّي عِـنْــدَمَا أَلـقَـــــــاهَا
أوجه رسالة إلى عائل البنات: أبشر بحجاب من النار، وأبشر بالجنة بصحبة رسول الله ﷺ فهو القائل: (من عال ابنتين أو ثلاثا، أو أختين أو ثلاثا حتى يبن أو يموت عنهن كنت أنا وهو في الجنة كهاتين- وأشار بأصبعه الوسطى والتي تليها) ” يبن ” أي: ينفصلن عنه بتزويج أو موت. لقد أنجب لنا التاريخ نساء صالحات وسيدات مباركات، شيدن منارات للعز والشرف، عز فعلها على كثير من الرجال والأبطال.
هنيئا لك أخي الكريم بالمؤنسات الغاليات، فكمْ من أب فرح يوم أن بشر بمقدم ولد ذكر ثم كان وبالا عليه، وكمْ من أب صار حزينا يوم أن بشر بمقدم بنت في حين كان يترقب الذكر فتكون هذه البنت يدا حانية وقلبا رحيما وعونا على نوائب الدهر فتحمل عنه أثقاله وتواسيه. وليس بأن يكون المولود ذكرا بالضرورة أو أنثى إنما تتحقق إذا كانت ذرية صالحة طيبة ومدى برهما وإخلاصهما. وكن على يقين أخي الكريم أن بنات اليوم هن أمهات الغد فإذا أحسنا اليوم تربيتهن وتدريبهن فإننا نكون قد أعددنا جيلا من البنات الصالحات المهيآت لتربية أبنائهن وقيادة بيوتهن؛ اللهم بارك لنا في أولادنا وبناتنا وأحفظهم من كل مكروه ووفقهم لطاعتك آمين يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!