عاجلمقالات الرأى

رمضان عرفة يكتب.. يسألونك عن فساد الاعلام

رمضان عرفة يكتب.. يسألونك عن فساد الاعلام


كثيرا ما كنا نسمع عن الفساد فى بعض المؤسسات سواء كانت الحكومية او الاهلية او فساد بعض رجال الاعمال، لكن فى الاونة الاخيرة يتردد بقوة فساد منظومة الاعلام وبعض الاعلاميين، مع أن الآثار المترتبة على ممارسة مثل هذا الفساد كبيرة وخطيرة للغاية وتمس قيم المجتمع وعقول ونفوس ابناءه وسلوكيات الملايين من البشر، وفساد الاعلام والاعلاميين خطر لو تعلمون عظيم
لقد تعلمنا ان الإعلام ينبغى ان يكون موضوعيا وشريفا وصادقا ومنحازا للمصلحة العامة، وبالتالى فهو رأس الحربة الموجه الى قلب مقاومة ومحاربة ظواهر الفساد، فإذا سمح لنفسه الدخول فى لعبة الفساد فما الذى يبقى للجمهور من مصادر المعرفة المنزهة والأخبار الصادقة ومراقبة أدوات السلطة ونقدها وتوعية الجماهير وتجييشها ضد الفساد والمفسدين؟
نعلم مسبقا ان الفاشلين بارعين فى النميمة فقط، وأنصاف الموهوبين هم الأكثر ثرثرة فى سوق الإعلام، فلا يمر يوم من دون كذبة جديدة فى مجتمع الفضائيات، ولا تمر ساعة دون أن تخرج شائعة عرجاء فى محاولة لالهاء الرأى العام.
ونتيجة لذلك يمكن لاى متابع ان يلاحظ انصراف ملايين المشاهدين عن الفضائيات المصرية والاعتماد على وسائل اعلام اجنبية في التزود بالأخبار والمعلومات والتحليلات التي تتعلق بقضايانا الوطنية والقومية.
ويقترح خبراء الاعلام ثلاثة حلول للخروج من هذا المأزق:
أولها أن الدولة من حقها أن تمتلك وتشرف على إدارة منظومة من وسائل الإعلام، تُسمى «وسائل الإعلام العامة»، لبث الرسائل والمضامين التي تخدم المصالح الوطنية العليا، وتجسد الرؤى العمومية التي تحظى بالتوافق.
وثاني تلك الحلول يكمن في جعل المجال الإعلامي حراً ومتنوعاً ومتعدداً، بحيث يجد كل تيار واتجاه وصاحب مصلحة فيه فرصة للتعبير عن نفسه، ما دام ذلك يخضع لاعتبارات قانونية ومهنية مُلزمة.
أما ثالث تلك الحلول، فيتجسد في منح المجتمع فرصة لإدارة مجاله الإعلامي الوطني، عبر تمثيل متنوع وعريض ومتوازن لفئاته المختلفة، ومن هنا سينتفي الجزء الأكبر من ذرائع الشكوى، ويحظى الإعلام بالقدر المناسب من ثقة الجمهور ورضاه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!