عاجلمقالات الرأى

الشتاء بين هموم الفقراء والبذل والعطاء

 الشتاء بين هموم الفقراء والبذل والعطاء

بقلم احمد قطب زايد 

إذا كان فصل الشتاء غنيمة لأهل التعبد والصيام، وفرصة لأهل البذل والعطاء؛ فهو هموم وأوجاع على المحتاجين والمرضى من الفقراء. إن هناك فقراء يفترس البرد أجسادهم وأجساد أطفالهم، ولا طعام يكفي ليمنحهم الدفء والقوة، ولا كساء أو غطاء يخفف البرد، إلا شيئا قليلا يبقي على الحياة، ويجعلها عذابا عليهم، وكمْ يموت من أطفالهم من شدة البرد يقول الحبيب- صلى الله عليه وسلم-: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”. إن هذه الأيام والليالي خزائن لأعمالنا، ومحفوظة لنا، شاهدة علينا بما عملنا فيها من خير أو شر، وهذا يذكر الإنسان في كل فترة من

عامه كيف أحواله مع ذهاب أيامه وأعوامه، وهو في غفلة عن الموت، قد انغمس في شهوات الدنيا وملذاتها ونسى هموم الفقراءالمتعففين في برد الشتاء يقول أحد الشعراء عن فقراء الشتاء:
أتدري كيف جارك يا ابن أمي * * * يهدده من الفقر العناء
وكيف يداه ترتجفان بؤسا * * * وتصدمه المذلة والشقاء
يصب الزمهرير عليه ثلجا * * * فتجمد في الشرايين الدماء
أخي بالله لا تجرح شعوري * * * ألا يكفيك ما جرح الشتاء
عزيزي قارئ المقال يجب علينا مساعدة الفقراء، والله- سبحانه وتعالى- يحب المحسنين المتصدقين ويحب إذا أنعم على عبده نعمة أن يرى أثر نعمته عليه، وعلينا أن نعلم أن من شُكر النعمة أن نعطي المساعدة إلى إخواننا الفقراء المحتاجين، وأن نجبر قلوبهم بتلك المشاعر الطيبة، وأن نعينهم على شدة البرد المؤذي بما أعطانا ربنا- عز وجل- من نعم ولا تجود يد إلا بما تجد من عطاء الله عز وجل.
لقد آن الأوان لنتحرك ولو بالقليل لنساعد الفقراء في فصل الشتاء ولنشعر بمفهوم الإنسانية ونساهم بما نستطيع من بذل وعطاء لنشعر بطعم

العطاء وسعادته وننشر البسمة والدفء بأيدينا في قلوب الأطفال والفقراء. نسأل الله تعالى أن يوفقنا لاغتنام موسم الشتاء بالإكثار من الطاعات والعبادات، والاعتناء بهؤلاء الفقراء والمحتاجين بمساعدتهم وإعانتهم، وتوفير ما يحتاجون إليه، جزاكم الله خيرا يا أهل البذل والعطاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!