عاجلمنوعات

مُنتهى الأحلام

مُنتهى الأحلام

 

بقلم / محموددرويش

مُنتهى الأحلام ، أعظم الكؤوس وأم البطولات ، خُلقت في أورغواي ونجت من حرب عالمية ، أُخفيت تحت فراش في إيطاليا ودُفنت تحت شجرة في إنجلترا ، صُهرت وتم بيعها ذهبًا في البرازيل قبل أن تعود للحياة كالعنقاء بشكلٍ جديد ، شهدت مُنتخبين ألمانيين وانهار في حضرتها سور برلين لتُرفع من جديد بأيادي ألمانية مُوحدة الشرق والغرب.

عانقها بيليه وملاك ذو ساقين ملتويين يُدعى غارينشا ، وأعرضت عن كرويف وبوشكاش ودي ستيفانو ، رفعها مارادونا مُسجلًا أعظم الأهداف وأكثرها غشًا في مُباراة واحدة ، بكى من أجلها باجيو وافتتح بها زيزو تاريخًا من ذهب ، ولأجلها قاتل بيكنباور بذراعٍ مَكسورة ومُعلّقَة فوق عنقه وخرج روسي من خلف قضبان حديدية ليعود بعدها ملكًا مُتوجًا.

للظفر بها أحدث ديلبييرو انقلابًا مدويًا ، إغتال رونالدو أسدًا اسمه أوليفر “كان” في طريقه إليها ، ووضع أراغونيس بذورها حلمًا في شبه الجزيرة الإيبيرية قبل أن يحصدها ديل بوسكي ليحملها قديس العاصمة مدريد ومن خلفه أسد أسود كتالونيا وقائد مجدها.

بلغت من العُمر 92 عامًا، وترحلت من قارة إلى أخرى تنشر البهجة وتوحد الناس حولها ، واليوم عادت من مدينة النور إلى قطر محمولة على الأعناق وكأنها عذراء أورليان، ستبقى هُناك لمدة 28 يوم إلى أن يجد حالمون جُدد طريقهم إليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!