أخبار مصرعاجل

المناخ كاد أن يفشل

المناخ كاد أن يفشل

استطاعت مصر إنقاذ مؤتمر المناخ بعد أن كاد أن يفشل بعد مرور اسبوعين من الحوارات ولم يصل إلا حلول جذرية واضحة، وكانت هناك محاولات لافشاله كثيرة، واستطاعت الإدارة المصرية ان تمده يومان، عندما شعرت بمحاولة تملص الدول الكبري المسؤولة عن معظم التلوث البيئي التملص من المسئولية، وبالحكمة والحنكة المصرية أعلنت مصر (محدش هيروح إلا لما نتفق وأغلقت الأبواب) ضرورة التوصل لحلول قبل الإعلان عن انتهاء المؤتمر والموافقة على انشاء صندوق خاص للتغيرات المناخية على الأقل، وكانت تعارض أمريكا وتريدها وعود وردية وفقط، وتشترط أوربا للمشاركة مشاركة الصين اولا، وهو ما يشعرنا بالمراوغة ومحاولات التملص واضاعة الوقت، ولكن ذكاء الجانب المصري المنظم للحوار احتوي الجميع للخروج بنجاحات تاريخية في بعض الملفات، لكنه أيضا كان مخيبا للآمال في ملفات أخرى لضيق الوقت واحترافية المحاور من الجانب الاقوى الدول العظمة في المراوغة وضعف المحاور من الجانب الثاني المتضرر الأضعف دول الجنوب وتمركز حوارهم حول التعويضات، هذا ما أضعف موقفهم وأظهر شكل طلبهم للمساعدات فقط، ولم يقدموا حلول حول تقليل الانبعاثت والتكيف.
لذلك ليس في الإمكان أفضل مما كان من الجانب المصري الذي عرض حلول ومشروعات كبري مثل الاكسجين الأخضر وغيره على الرغم من تضررنا ايضا من تأكل الشواطئ وموت الزراعات وغيرها، وكان أكبر انتصار في هذه القمة هو إنشاء صندوق للخسائر والأضرار للدول المنكوبة لتعويض بعض خسائرها جراء التغير المناخي من قبل كبار الملوثين من الدول الصناعية المتقدمة، وبفضل ضغط مصر من أول يوم وتصريحات سيادة الرئيس الإنسان عبدالفتاح السيسي ان هذا المؤتمر هو مؤتمر التنفيذ وليس للشعارات.
وقد استمرت أعمال المؤتمر أكثر من أسبوعين ليصبح أحد أطول مؤتمرات المناخ، بالإضافة لعدم السماح للمشركين بالمراوغة أو التملص من مسؤوليتهم وتعهداتهم.
ولكن المعركة لن تنتهي مع إقرار الصندوق في شرم الشيخ إذ أن القرار لم يحدد بعض النقاط التي تثير جدلا.
وستحدد التفاصيل العملية لهذا الصندوق لاحقا بهدف إقرارها في مؤتمر الأطراف المقبل نهاية 2023 في دولة الإمارات العربية الشقيقة مع توقع مواجهة جديدة لا سيما على صعيد البلدان المساهمة إذ تشدد الدول المتطورة على أن تكون الصين من بينها.
وفشل على مستوى التزامات الدول الكبري تجاه التغير المناخي والاحترار وتقليل استخدام الملوثات المتنوعة.
وأُقر الإعلان الختامي بعد الكثير من التسويات، الدعوة إلى خفض سريع لانبعاثات غازات الدفيئة من دون تحديد أهداف جديدة.
وكان النص المتعلق بخفض الانبعاثات موضع نقاشات حادة إذ نددت دول كثيرة بما اعتبرته تراجعا في الأهداف المحددة خلال المؤتمرات السابقة.
إلا أن تطوير مصادر الطاقة المتجددة ذكر للمرة الأولى إلى جانب مصادر الطاقة في إشارة إلى الطاقة النووية.
وقال رئيس المؤتمر وزير خارجية مصر السيد سامح شكري لقد نفذنا مهمتنا ولم يكن الأمر سهلا لكن نفذنا مهمتنا في نهاية المطاف.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ان مؤتمر الأطراف فشل في وضع خطة لخفض الانبعاثات بشكل جذري، وكوكبنا لا يزال في قسم الطوارئ، ونحتاج إلى خفض الانبعاثات الآن.
وأنا أقول، ان هذا نجاح كبير، وخطوة مهمة جداً، وإثبات حق الدول المتضررة، واستطاعت مصر بفضل الله إثباته من خلال الحنكة المصرية، ولأن مصر كانت مستعدة للتكييف والتكيف وعرض مشروعات متكامله فكانت اكبر المستفيدين لانعاش السياحة وتوقيع عدة اتفاقيات ومشروعات قومية جديدة لتحسين الاقتصاد المصري والمناخ العالمي.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها وتحيا مصر.

الدكتور/ يوسف محمد خبير التطوير المؤسسي وريادة الأعمال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!