عاجلمنوعات

الآذان بعيون الأديب الجزء الثانى

الآذان بعيون الأديب الجزء الثانى

بقلم د/مصطفى النجار

ويستغرق الأديب العقاد بريشته البديعة وقلمه العبقرى ، ليرسم لمسات الآذان فى أعماق النفس ، وريه لذرات القلب سكينة وإيمانا ، وصياغة ذاك النداء العلوى الندى لمشاعر الإنسان منذ الطفولة ، لينسجم طفلا وشابا وشيبا مع السماوات والأرض بكل ما فيهما ، وليدخل بقلبه فى الملأ الكونى الشاسع الكبير مع الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب مسبحا ساجدا لخالقه ومولاه ، ” ألم تر أن الله يسجد له من فى السموات ومن فى الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدوآب وكثيرا من الناس وكثيرا حق عليه العذاب ” (الحج – 18) فيتماهى متذاوبا منسجما بذاته فى الخضوع للقدوس مع المخلوقات ، فلا صدام ولا اصطدام.

وإلى رائعة صاحب العبقريات رحمة الله عليه.

حي على الصلاة! ، حي على الفلاح!

نعم هذا هو الفلاح جد الفلاح؛ لأن كل فلاح بغير الإيمان هو الخسار كل الخسار.

وما يُعْرَفُ وقعُ الأذان من شيء كما يُعْرَف مِنْ وقْعِه بمعزل عن العقيدة، ومعزل عن العادة والسنة المتبعة، أو كما يُعرف مِنْ وَقْعه في بدائه الأطفال، وبدائه الغرباء عن البلاد، وعن عقيدة الإسلام.

ففي الطفولة نسمع الأذان، ولا نفهمه ولكننا نميزه حين يحيط بنا بين دعوات هذه الأرض وبين صيحات اللعب، وصيحات البيع والشراء، ونؤخذ به ونحن لا ندري بم نؤخذ، ونود لو نساجله، ونصعد إليه، ونستجيب دعاءه، ويفسره المفسرون لنا بأمر الله فنكاد نفهم كلمة الأمر، ونكاد نفهم كلمة الله، ولكننا نحار في البقية ونحيلها إلى الزمن المقبل.

ثم نقضي السنوات بعد السنوات من ذلك الزمن المقبل ونحن نتعزى من حيرة الطفولة بأننا ما نزال حائرين، وإن سُمِّيت الحيرة بأسماء بعد أسماء، وأطلق عليها عنوان بعد عنوان.
وفي الذكريات أصداء تكمن في النفس من بعيد، ويلتفت المرء لحظةً من اللحظات، فكأنما هو قد فرغ من سماع تلك الأصداء منذ هنيهة عابرة، ثم التفت على حين غرة؛ ليرقب مصدر ذلك الصدى الذي سرى إليه.

إن أبقى هذه الأصداء في كل ذاكرة لهي صيحة الأذان الأولى التي تنبهت إليها آذان الطفولة لأول مرة، وما تزال تبتعد في وادي الذاكرة، ثم تنثني إليه من بعض ثنياتها القريبة، فإذا المرء من طفولته الباكرة على مدى وثبة مستطاعة لو تستطاع وثبة إلى ماض بعيد أو قريب.

تأثر المستشرقين:
أما الغرباء عن البلاد وعن عقيدة الإسلام فما يلفتهم – – – –

ونكمل فى الجزء الثالث بإذن الله.
تحياتى وتقديرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!