عاجلمقالات الرأى

” أنا وأسرتى وزواجي ” ” لستِ عانسًا أنتِ تستحقين الأعظم “

” أنا وأسرتى وزواجي “
” لستِ عانسًا أنتِ تستحقين الأعظم “

بقلم : زينب مدكور

إن كلمة ” عانس ” وهى العنس وتعني شدة في الشئ وقوة ، وهو اسم من أسماء الإبل ، إذ تقدم في السن ، وزاد قوته ، وقَدِم عظامه وأعضائه ،
ففي البداية أحب أن أعبر عن رأيي بتلك الكلمة التي خطرت على أذني في البداية ، وخلقت الكثير من الألم والضغط النفسي ، وهذا لأنني أرى ألمًا أكثر من هذه الكلمة.
وهذا لأنني أرى الألم من هذه الكلمة ، فيبدو لي أن هذه الكلمة غير عادلة للمتأخرين عن الزواج لأنها أكثر ملاءمة لمن يعانون من قسوة القلب والمشاعر والرحمة من المتزوجون أنفسهم
كلمة عانس أقولها لامرأة متزوجة أو رجل متزوج قاسي ، بلا قلب ، فبالنسبة لي ، أعني بها الزوجة التي لا تهتم ببيتها وزوجها وأطفالها والزوج المتكبر القاسي الغير مستعد لإنشاء أسرة وأبناء سيكونون هم المجتمع الكبير فيما بعد ، فما الهدف من الزواج من فتاة تخلت عن دينها وأخلاقها ولم تحمي زوجها ومنزلها فقط للتخلص من هذا اللقب ” عانس ” ؟ بسبب الأسرة أو الأقارب والابتعاد عن هذه الكلمة وبعد الزواج ، بالنسبة للرجل أو المرأة دون إستعداد ووعي لمعني إنشاء أسرة ، تنشأ الخلافات بسبب عصيانه حق الزواج وتسرعه في اختيار شريك حياته بسبب نظرة المجتمع إليه عندما لا يكون متزوجًا .
هل أصبح الزواج الآن مشروعًا بين طرفين للتخلص من شيء وليس لبناء شيء؟
فإن المعنى أصبح مشوه في عادات مجتمعاتنا العربية ، وحتى لو كان في الأصل أحد أسماء الإبل! .. فللأسف لقد أصبح مطبقًا على النساء فقط ، وليس بمعناه اللغوي ، ولكن بمعناه المجتمعي المعيب والمهين ضد المرأة ، فإذا أردت أن تسيء إلى امرأة في منتصف العمر لم تتزوج ، فقل لها “العانس”! .. وفي المنظور العام لمجتمعاتنا العربية ، المرأة هي إنسان غير مكتمل لا يكتمل بدون وجود الرجل ، وكما تقول بعض الأمثال الشعبية: “ظل الرجل ولا ظل حيطة ” فمثل هذه الأمثال لا يقصد منها أن تُكًّوْن تعاطفًا
وانسجامًا وشراكة حياتية ، بل يُقصد بها أن يُكمٍل الرجل قصور المرأة ، ويجبرها على الانكسار في عيون المجتمع ، حتى لو كان هو زوجًا سيئا ، حيث ظِلُه أهون من أن تكون وحيدة ، وتكون تحت جناحيه ، فهى مخلوق ذو جناحين مقوض باسم العادات والتقاليد الموروثة .
فوجع هذه الكلمة وراء كثير من المصائب ومن أصعب المصائب وآثارها على المجتمعات العربية ويلات الطلاق.
فكل أب وأم ، من أجل عدم استخدام هذه الكلمة على بناتهم ، يسيء اختيار الزوج ويرمون بناتهم إلى الشخص الأول الذي يتزوج ابنتهم حتى لا تبلغ السن الذي تسمى فيه العانس ، فخوفا من الكلام يلقون ببناتهم لأي رجل حتى لو كان سيئا .
فكل أب وكل أم حتى لا تُستخدم هذه الكلمة مع بناتهم ، يسيء اختيار الزوج ويرمون بناتهم لأول من يتزوج ابنتهم حتى لا تبلغ السن التي تسمى فيه بالعانس ، وخوفًا من الكلام ألقوا بناتهم على أي رجل حتى لو كان سيئًا .
” لإرضاء المجتمع والتخلص من لقب عانس”
وللتخلص من هذه الكلمة “العانس” ، سارعت العديد من الفتيات إلى قبول أول من يتقدم لهن والوالدين لتزويج بناتهن إلى أول من يتقدم لهن بالزواج ، لذلك نذكر أن هناك فتاة حصلت أخيرًا على الوظيفة التي كانت تحلم بها ، حيث تستطيع مراجعة وتطوير مهاراتها التسويقية داخل شركة عملاقة ولكن الفتاة كانت محاطة بعدد من الزميلات في سنها ، بعضهن متزوجات والبعض مخطوب ، كلهن يتحدثن عن شريك الحياة والتعامل معه ، وعلى الرغم من كفاءتها في عملها إلا أنها عانت من نقص معقد ، فلماذا لا تشارك الأحاديث معهم؟ أليس هذا هو الوقت المناسب للارتباط ؟ لكن لم يتقدم لها أحد ، ربما لم يعد أحد يريدها ، وقد تقدمت في السن .. وبدأ زملاؤها في تأجيج أفكار العنوسة وتأخير الزواج في عقلها ، حتى تقدم لها أحد معارفهم ، ولكن سرعان ما نشبت خلافات بينهما بسبب عملها وطموحها وأنه كان متزوجًا منها لعملها فكان يأخذ راتبها منها كل شهر ، ورغم أن والدته أخبرتها قبل زواجها أنه غير ملتزم دينًا وأنه كان مفلس وليس لديه عمل ، ولكنها وسط دهشة والديها وافقت ، حتى تتخلص من لقب العانس ، وكل هذا لتلتحق بفريق النساء المتزوجات في العمل. وعبرت أتمنى لو أنني فكرت أكثر قبل أن أوافق “، واختتمت الفتاة كلامها بحسرة وقالت :” المئات من الفتيات اللواتي اخترن زواجًا غير صحيح للهروب من العنوسة ، بدلاً من انتظار نصيب مُرضٍيًا ، وقعن في فخ أكبر وأقبح ، وهو لقب المطلقة .
وحتى الآن ، لا أعرف أي فائدة لتطبيق هذه الكلمة على أولئك الذين لم يأت نصيبهم من الزواج بعد .
فهذه الظاهرة تحدث في المجتمع العربي منذ سنوات عديدة ، ولم يستطع انفتاح ولا استقلال المرأة وتطورها على جميع المستويات القضاء على فكرة التضحية بطموحاتها وراحتها ، حتى لا تؤخر إرتباطها ، بينما تصرخ جمعيات حقوق المرأة والمختصون الاجتماعيون والنفسيون باستمرار وعبر العديد من المنصات بضرورة اختيار الشريك بعناية وإن ظاهرة الطلاق والتفكك الأسري وما ينجم عنها من شرور اجتماعية أشد خطورة من التأخير في إيجاد شريك الحياة المثالي.
أخيرًا لكل أب وكل أم الزواج ليس هو الستر بالنسبة لإبنتك … فالتنشئة الصحيحة والتربية هي الستر … فأي أب يظن أن ابنته تزوجت من أجل الستر فهو خاطئ … فالكثير من الفضائح التي نراها للمرأة المتزوجة والخيانات الزوجية كثيرة جدا .. فمن أراد ستر ابنته ملزم بتربيتها وتعليمها دينها حتى تستطيع أن تبقي رأسك مرفوعا سواء كانت متزوجة أم لا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!