عاجل

هل نحن جاهزون ليوم الفراق؟

هل نحن جاهزون ليوم الفراق؟

بقلم/غادة علي عبد المقصود

نلاحظ في هذه الأيام كثرة الجنازات فنجد في اليوم الواحد أكثر من جنازة، كل يوم جنازة تلوي الآخري، والكثير من الأقارب والأحباب و الأصحاب اللذين كانوا معنا الأمس القريب نجدنا نمشي في جنازاتهم اليوم، نجد في كل بيت مكان أب أو أم أو أبن أواخ ٠٠٠٠٠٠ نجد أماكنهم فارغه الآن في معظم بيوتنا مكان فاضي لحبيب وغالي كان يلهو ويتحدث معنا والآن هو أين ونحن أين؟ كل يوم نودع حبيب أو صديق إلي الأبد ، والدور علينا عاجلا أو آجلا ٠
لأننا في قطار ولابد من النزول عندما تأتي المحطة ينزل من عليه الدور دون انظار فهل نحن علي إستعداد لهذا؟
هل جاهزون لهذا اليوم؟
فلابد إلي التفكير ثم التفكير قبل إجابة هذه الأسئلة ٠
فلابد من مراجعة علاقاتنا مع ربنا؟
ولابد من التفكير في علاقاتنا بالآخرين؟
ويجب تصحيح أخطأنا ومراجعة ما فعلناه في أنفسنا ومواجهة أنفسنا قبل فوات الأوان ٠

نعم حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ٠

لابد من وقفه مع النفس، لأن الحياه التي نعشها الآن لا تساوي شئ، فكم الحقد والكره الذي بين الناس الآن فإنه من الشيطان، و كذلك قاطع صله الرحم لو علم إن هذا من الكبائر لعض علي أنامله من الندم و الحصره علي هذه الأفعال ٠
وكذلك حوارات النميمه والغيبه فإنها من الكبائر ، فيجب علينا التوبة لله والندم علي هذه التصرفات والأفعال ويجب الافاقة قبل فوات الأوان ٠
قبل النزول في المحطة لأن هذا الوقت ليس معلوم فمن المؤكد إنه آتي، ولكن هل نحن علي إستعداد؟
هل كل منا قام بواجبه في أداء ما عليه من واجبات وحقوق إلي الآخرين؟
نسأل الله السلامة والعافية والافاقه، لأنه لا مفر من النزول في المحطة وقت إرادة الله سبحانه وتعالى ٠

في مشهد الجنازات ينتابني الفزع من لحظة إغلاق القبر وتسارع الناس لترك ميتهم !
أعلى القبر أحدهم يبكي.. والآخر حزين .. وآخر هناك لا يبالي!
وفي داخل القبر أحدهم يقول : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صل الله عليه وسلم.. وآخر يقول: هاه هاه لا أدري!

في الأعلى يُحكمون إغلاق القبر من هنا ومن هناك وكأنهم يخشون خروجه !
وفي داخل القبر أحدهم يقول : رب أقم الساعة، وأحدهم ينادي: رب ارجعونيِ لعلي أعمل صالحا فيما تركت.

في الأعلى يتأفف أحدهم من التراب، وترهقه حرارة الشمس، ويمل من طول الدعاء!
وفي داخل القبر لا يملك أحدهم إلا مترين في متر من كون فسيح، وقطعة قماش، وعمله، ودعوات صالحات.

في الأعلى لا تكاد تمضي ربع ساعة إلا وقد فرغ المكان وساد السكون، وخيم الصمت ورحل الزوار!
وفي الداخل ضجيج!
أحدهم يُنعّم ويرى مقعده من الجنة.. وآخر يصرخ من ضيق المكان وظلمته ومن الهول والفزع.

في الأعلى أناس قد انتقلوا من بيت مكيف، لمسجد مكيف، بسيارة مكيفة، ويتعجلون الرحيل من الحرّ!
وفي داخل القبر يسمعون قرع نعال أحبتهم وهم يغادرون، احدهم في سعة ولطف ورحمة، وآخر في ضيق وحر ونكد.

أفي النعيم المقيم نحيا، أم في العذاب نشقى؟
“لمثل هذا فليعمل العاملون” (لا نجاة من الموت )
أللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك ٠

الله المستعان ٠

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!