عاجلمنوعات

الجمال الخادع يطمس الروح النقية

الجمال الخادع يطمس الروح النقية

كتبت : نورهان عمرو

“الحلاوة حلاوة الروح “مقوله اعتاد الكثيرون قولها للسخرية من الشخص الذي لا يمتلك ملامح جميله، دون أن يعوا أنهم في الحقيقه من يستحقوا السخرية لأنهم لا يدركوا المعني الحقيقي للجمال .
فما أهميه جمال الملامح والجسد إن كان الشخص يملك روحا متعفنه وقلب فاسد لا يعرف الحب والرحمه ،او يمتلك لسان سليط يطعن به الجميع.
الجمال الخارجي قد يخطف العين لدقائق لكن الروح النقية والطبيه تأثرك عمر بأكمله، ولكن من المؤلم ان تري الجميع الآن مصاب بهوس الجمال الخارجي وعشق المظاهر الخداعه فالكل علي اتم إستعداد ليرموا بانفسهم حتي الغرق في بحر مظلم لا قاع له يسحبهم بضراوة نحو الاهتمام المفرط بالمظهر الخارجي، للحد الذي ادي لخراب قلوبهم فصاروا مجرد مسخ لا قيمة له يجذبك من الخارج ،ولكن ما ان تتعامل معه تفر هاربا ،لان أرواحهم خاويه من أي معالم تعجبك فصاحبها اهتم بالخارج ونسي أن يهتم باخلاقه وعلاقته بالله التي تعمر قلبه فما من أحد يتقي الله ويحاول التعديل علي خلقه .
لقد انتشرت عمليات التجميل بشكل مبالغ فيه في الاونه الاخيره للدرجه التي دفعت البعض للمجازفه بأرواحهم نظير الحصول علي الجسد الرشيق او الملامح الجذابه فبدلا من الاهتمام بتثقيف الذات والتقرب إلي الله انغرسوا في حب الشهوات والسعي وراء الجمال الخارق الذي لا مثيل له دون ادراكهم أن الجمال الحقيقي يكمن في الثقه بأنفسهم وتقبلهم لخلق الله عز وجل ومعرفتهم أن الجمال الصناعي مهما كان ملفت إلا أنه لا يقارن بإيداع الخالق بالاضافه لأهمية جمال الروح الطاغي دوما .
نحن نري رجال كثيرون يتزوجون بنساء اشتهرن بالجمال الساحر ولكن ما أن يستمر زواجهم اشهر قليله وينتشر اخبار انفصالهم ونستعجب من عدم اكمالهم للحياة الزوجية ولكن في الحقيقه لا يوجد اي سبب للدهشة لان الحياة والعشره لا تستمر بالجمال، ولكن بالمودة والرحمه والعشره الطبيه التي لا تتقنها سوي من تملك قلب طيب وعقل يتمتع بالذكاء قادر علي مواجه صعاب الحياة وليس وجه جميل، وعلي العكس فهناك الكثير من الرجال يتزوجوا من نساء جمالهم متواضع لكن لا يستطيعون مجرد النظر لغيرها لانها تمتلك ما لا تملكه الأخريات ولأنه شعر معها بالحب الحقيقي وليس مجرد مشاعر انبهار مزيفه بالشكل الخارجي.
الاهتمام بالمظهر الخارجي والمحافظه علي جمالنا والرغبه في التجمل ليست جريمه ولا أمر معيب ولكن المعيب أن نغير في خلقه الله عز وجل وان نهتم بالخارج وننسي الاهتمام باروحنا وقلوبنا نحن امه وسطية وخير الأمور الوسط لا ضير في التجمل ولكن بشرط عدم مخالفه الخالق والمبالغه، فضلا عن انني أري عمليات التجميل لا تضيف جمالا للشخص بل في أغلب الأحيان تتسبب بنتائج عكسيه ويتشوه من يقوم بها بدلا من التجمل .
فالجمال الخادع يطمس الروح النقية ويجعل الشخص المهووس به خاوي من الداخل شكل بدون شخصيه وثقافه وروح وعقل فابتعدوا عن هوس الجمال المزيف الذي لا يثمن ولا يغني من جوع ويتسبب في انتشار الخيانات والفواحش ويفتح بوابه للشياطين لاغواء البشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!