عاجلمقالات الرأى

منى الشيخ تكتب لماذا نتزوج؟

لماذا نتزوج؟

بقلم منى الشيخ
صحفية .نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية

لم تعد مسألة الطلاق في مصر ظاهرة. فحسب آخر الإحصائيات التي تقول أن هناك حالة طلاق كل دقيقتين أصبح الأمر عادي و رغم حصر كل الأسباب و الحلول في مئات من التقارير و التحقيقات الصحفية و لكن الواقع يؤكد ان الوضع يتفاقم ،،
بل إن الماسأه وصلت ان هناك من يحتفلون بالحصول علي الطلاق ،و كأن الزواج كان سجنا او كربا دعوا الله ان يفكه عنهم بحصولهم علي حريتهم ،،

أصبح لزاما علينا ان نبدأ من البدايه لحظه تأسيس فكره لماذا نتزوج ؟ وكم أسرة و كم ام و اب اهتموا بتثقيف أولادهم بماهية الزواج ،و هل هو فعلا نصف الدين ، وهل هو إلزامي و حتمي.

سيظل الزواج في عرف المجتمعات العربية هو النهايه الطبيعية لأي علاقه حب بغض النظر عن ملائمة هذه الزيجه او لا ، او هل هناك تكافؤ حقيقي ام هناك فروق جذرية بين طرفين ظاهريا يبدوا انهم متوافقين ،

من عده حالات تبين ان الزواج يتم احيانا بغرض الهروب من واقع بائس او وضع إجتماعي معين ، او من سلطه أبويه كلها عنف و اشتباك ،
تدفع بعض البنات للهروب بالزواج من اول علاقه تقابلها ،
دون النظر للنتائج التي قد تكون اصعب الف مرة ،،

و هل يعني أن المستمرين في زواجهم ناجحين او راضيين عن حياتهم. و سعداء بها ،
لا أظن ،. هناك من تضطرهم الظروف لاستمرار الوضع كما هو ، لضيق الحال او لعدم وجود سكن للام و الاطفال او العكس يرفض الرجل الطلاق لانه لا يملك الا مكان الزوجيه فيعيش في ضغوط نفسيه افضل من ضياعه بلا سكن ، او في الغالب يقوم بقهر الزوجه و ارغامها عن التنازل عن السكن و كل ما يستطيع الضغط به من اجل حصولها علي الطلاق او يدفعها للخلع و النتيجه واحده التنازل عن كل شيء ،

الطلاق يعني في مجتمعنا خسارة بائنه لكل الأطراف ،،ما من احد خرج سليم ،، الكثيرون يحتاجون فتره لاستعاده أنفسهم و غيرهم يذهب لمتخصصين للعلاج النفسي مما عاشوه رجل او امراه ،

فضلا عن تأثير تلك المرحلة علي الاطفال
و ما يتركه ذلك في أنفسهم الي اخر العمر ،

تحديدا تبدا المشكله باستهتار السبب و الاختيار و القرار و حتي اثناء الزواج الاستهتار بالاخر حتي و لو مختلف و الاختلاف امر طبيعي يجب تقبله و التهيؤ له.
ثم الاستهتار بالمشكلة و عدم جدية المحاوله في حلها ، ثم الاستهتار في قرار الانفصال بشكل محترم،
ثم الاستهتار بالأبناء و تعمد إيذائهم كنوع من الضغط من جانب الام او الاب ،

الاستهتار هو سبب كفيل يجعلنا نحطم كل الأشياء لنثبِّت اننا علي صواب او اننا اقوياء و اذكياء تمكنا من الخروج باقل الخسائر المادية. دون النظر للخسارة المعنوية التي تترك في نفوسنا مرض يحيل دون النجاح في اي علاقه اخري او متي النجاح في إعداد اطفال مختلفين عنا ، بعقليات اكثر انضباطا و اكثر حكمه ،

الطلاق حل جذري عندما تستحيل الحياه ، و لكن ما هي معايير الحياه الصعبه ،،
و كيف تختلف من علاقه لآخري ،،
هل هي ماديه مرتبطه بالفقر او الحاله الاقتصاديه ، يجوز ، و بالرغم من ذلك يوجد زيجات يعيشون حياه بسيطه جدا و راضون عن أنفسهم و واقعهم لان ما وجدوه في علاقتهم من احترام و رحمه و ود جعلهم في حاله رضا و سعاده ،

بظني ان الود و الاحترام و التقدير هو السبب الاعظم لاستمرار اي علاقه بما فيها الزواج ،
الحب مشاعر جميلة لكنها مؤقتة و غير ثابته ،،غير ان الحب الذي يعيش هو الحب المنطلق من العقل و القلب معا ،حب واعي مدرك لقيمه الطرف الاخر ،

مرحله الاختيار في بدايات الحياه بتكون غير ناضجه بشكل كافي ، النظره للرجل علي إعتباره شقه و عفش و عمل ثابت نظره سطحية رغم اهميه العوامل الماديه ،
ثم ان النظره للبنت علي اساس مظهرها ايضا نظره فقيره جدا ،
و رغم عدم اتفاقي نهائي في تدخل الأهل في اي مرحله في خطه الزواج ،، انما الاختيار بناء علي نظره عامه للاهل هو امر مهم جدا فالزوج او الزوجة هم نتاج هذه الاسره ،بكل ثقافتها و سلوكها و اعتقادها ، ولا يجب ابدا ان نبرر اي تصرف في البدايه لارضاء حاله الحب و الشغف بالعلاقه ،

الامر الاخر هو اهميه الاستقلال في أشياء كثيره أهمها الحق في مساحه من الحريه للطرفين ، ف الزواج ليس سجن او مؤبد لأحد ،، انجح الزيجات هي التي أسس لها الزوجان علي ان يكون هناك يوم خاص لكل منهم ، يقضوه مع الاصدقاء او الأهل كلا بدون الاخر ،، و يجب ان يكون هناك استقلال مادي اذا الزوجة تعمل ، و برغبتها ان تشارك في امور الحياة او لا ،

أيضا ثقافه الشكليات لابد أن تنتهي. و الإسراف في كل احتياجات الزواج.
رأيت اربع عربيات لنقل عفش عروسه. تحتوي على كل شيئ مكرر عشرين مرة بلا مبالغه عفش يكفي خمس بيوت.. و بعد سنة تم الطلاق و اضطروا لبيع بعض الأشياء. و تخزين باقي العفش و العروسه رجعت بيت أهلها و لا كأن شيئا كان…

السؤال كيف تم اختيارهم لبعض. و كيف كانت الخطوبه و استمرت كام شهر.. و لماذا كل تلك المصاريف و كتابه قايمه ضد العريس و إيصالات امانه و دهب يوضع في القايمه و بعد سنه اذا لم يدفع العريس كل ذلك. يسجن..

هل ما يحدث وفق اعرافنا و تقاليدنا يناسب وضعنا الاقتصادي او الاجتماعي اليوم.

نحتاج ان نفيق و نضع فكره الزواج جانبا إلي ان نصل لمرحله نضج التفكير و الاختيار و التصرف..

الزواج وسيلة و ليس غاية….
و الاستقرار أشياء كثيره غير الزواج.. ف شراء بيت و تاسيسه استقرار.. الدراسه و العمل و التطور الذاتي في مجال العمل استقرار.
الحياه بدون ضغوط نفسية ايا كانت. استقرار.
السفر و الرحلات و تنظيم الوقت و العلاقات و الاستمتاع بالحياه استقرار.

الذي لا يستطيع أن يتقبل الآخرين او يستوعبهم او يتحمل المسئوليه.. لا يتزوج.. و لو حدث الزواج فلا تستعجل الانجاب.
ادخلوا التجربة لفتره قيموا أنفسكم فيها.. هل هذا الشريك او الشريكة استطيع ان استمر معه في علاقه قوامها الحب و الاحترام.

لابد من الاجابه علي كل تلك الأسئلة قبل انجاب أطفال يولدون لاب و ام كارهين بعض.. قد تصل الأمور بينهم في ظل ما نراه للمحاكم او للانتقام في الأبناء، أو قتلهم احيانا…. و نحن نحصد الان آلاف الأطفال و الشباب المقتولين نفسيا من جراء علاقات فشلت و تمادت في الفشل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!