عاجلعالم الفن

سميرحربتكتب”مَن هذه المرأة “؟؟؟

“مَن هذه المرأة “؟؟؟

**********
بقلم الشاعرة سهير حرب

وأخيراً…بعد أن أتيت….
ستهرول عائداً..ملقياً نفسك على أعتابها..
متسولاٌ إهتمامها…وربما حبها..
الآن……بعد أن أتيت….
سيتعالى منك على أسوارها النحيب..
ستلطم الخدود..وتشق الجيوب
وتنادى ..ألا من مستجيب؟؟؟
ستحاول أن تبرهن لها…
أنك انت الخل الوفى..حبيبها الوحيد..
ستحاول أن يصلها جيداٌ…
ان البعاد قد أبلى قلبك من فرط
الوجيب..
ستحاول ان تبلغها أنك انت الحبيب..
وأنك أبداً قبلها ..لم يكن لك مِن حبيب..
وستتعالى عليك..ويتعاظم غرورها
وتطالبك بالمزيد…
تطالب بما لا..ولن ..تقدر عليه!!!!
وإلا فلتطرد من جنة حبها..ولهيب نارها..
وتتشرد على أرصفة الحيارى..
وتغدو كالغريب ..الطريد..
كل هذا وأنا أرقبك من بعيد…
من هذه؟؟؟
من تلكم المرأة التى تهيم بها عشقاً..
والتى ظهرت بحياتك فجأة وكأنها
نجم وليد؟؟؟؟
ماذا بينك وبينها؟؟ مايربطك بها؟؟
كم من الأحاديث تبادلتموها؟؟
ماذا تعرف عنها؟؟
أتشبهك؟؟ لا..أبداً فأنا أعلم جيداً
مَن تشبهك….
أتكملك؟؟لا أبداً..لا ينبغى لتلك المرأة أن تكملك..بل أدّعى أننى أدرِى جيداُ بمن تُكمِلك…
أتَشتهيها أناملك؟؟؟
شفتاك..عيناك.. جميعُك؟؟؟ أتبهرك!!!
أتُثير الشاعر الشغوف فيك..أتُخبلك؟؟
أتحرك الساكن من الجمود بروحك..
الخارج من القبور ..وتبعثرك؟؟
أتلعب معك لعبتها الأثيرة فتدنيك
ثم لأقصى جنبات الأرض..تُبعدك؟؟
يادمية المرأة المثيرة… إستفق..
ما أنت إلا دمية ظريفة تضاف لدُماها..
بدولابها الخشبى بغرفتها العارية
من الشراشف والوسائد وأبسط الحاجات..
تلك الغرفة التى تفتقد الدفء..
الدعة..والمكتنزة ذكريات..
تلك الغرفة التى ما فتئت تئن ليلاً
من نزيف الخيبات..مفتقدة اللمسات..
تتراكم بها الإخفاقات والنزوات..
لست سوى سطرٍ يضاف لسجل الذكريات..
لست سوى رقمٍ بأجندة التليفونات..
لست سوى شخص بائس وقع لتوه
ضحية لشبكة عنكبوت الشهوات…
الآن..ستلفظك..وبأقصى ماتقوى
عليه ستركلك..بعيداً بعيداً..
لتتحطم هناك على مبعدة….
قرب الموات…بجانب المتروكات
على أطراف الذكريات..
وستبكى..وتئن وتتلوى..وتبتلع
الخُرْس المخزى وماء الإهانات..
وستتلفت حولك فلا ترى سوى
الخَواء…الصمت…اللعنات.
لن تجد أحداً..حتى ذاتك…
لن تجد من يسندك..يقيمك..
يعيدك من إغترابك..
لن تجد من يبكى على ما فاتك..
ستكون وحيداً.. وحيداً.. وحيداً…
اما أنا فبطعنتى النجلاء..
التى أدمت قلبى المعذب بحبك وويلاتك..
فسأظل بعيدة…أحاول رأب صدعى
وقف نزفى..جمع تبعثرى..لملمة شتاتى…
لن أقف على بقايا أطلالِك….
لن أقف حزينة..لن أبكى على حالِك..
لن أستعلم عما جرى لك ؟؟
سأبتعد…وفى قلبى مرارة نارك..
واراك على البعد تتوجع خلف أسوارِك..محاطاً بقضبانك…
ليتنى كنت البديل لسجانك…
ليتنى كنت أستطيع فك إسارك..
ليتنى…ليتنى…وليتنى….
ولكننى..لا أستطيع !!!!!
سهير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!