عاجلمقالات الرأى

تأملات في الحالة اليعقوبية

تأملات في الحالة اليعقوبية

بقلم عبير مدين

استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك” الحديث الشهير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا الحديث الذي فتح للمسلم باب الاجتهاد الشخصي واجتهادك الشخصي غير ملزم لأحد ولا يحق لك أن تفرضه على أحد وحدك تتحمل نتيجته أمام الله يوم القيامة وفتوى العلماء كذلك غير ملزمة العامة لقد الزمنا الله بفرائض ونجد البعض لا يلتزم بها كل واحد سيحاسب عن عمله ويتحمل وزره وله نصيب في وزر من تبعه،
عندما تابعت شهادة الشيخ محمد حسين يعقوب واعني بكلمة الشيخ معناها اللغوي وكنت اتمنى ان يقول كلمة حق كما اعتدنا أن نسمع من صوته الجهوري كنت اتمنى الا تأخذه في كلمة الحق لومة لائم فإن كانت آراءه أراد بها الله و رسوله ماكان له أن يتبرأ منها ولا أن ينكر أن له آراء سياسية شارك بها على منصة مصطفى محمود وله آراء سابقة في فض اعتصام رابعة والنهضة أنكرها جميعا
وتابعت موجة النقد التي تبعت الشهادة ثم اغلاق قناته على يوتيوب وكافة مواقعه
كذلك تابعت التراشق بالالفاظ بين مؤيد ومتابع أصابني الذهول إلى متى لن نبتعد عن الحيادية ؟ إلى متى ننظر إلى الأمور بعين التعصب ؟
الشيخ محمد حسين يعقوب حاصل على دبلوم المعلمين وهذا لا ينقص من قدره فهذا الدبلوم يعادل اليوم بكالوريوس تربوي ومعلوم أن مدرس اللغة العربية يدرس تربيه دينيه ، جزاه الله خيرا حين قال بملء فاه لماذا لا تصلي ؟ فقد كان سببا في هداية الكثير
أين إذا المشكلة ؟ كانت له اراء متطرفة ؟ هذا يستوجب سؤال آخر وأين كانت الدولة ورقابة المؤسسات الدينية عندما تركت الحبل على الغارب له و لغيره ؟ المسؤولية مشتركة فلا نلقي بكامل اللوم عليه وإغلاق موقعه لن يسحب تعاليمه من أذهان أجيال شبت على سماع صوته
لا يعنيني عدد زيجاته فلقد تزوج برغبته و إرادتهن على سنة الله ورسوله لكن يعنيني حالة التعصب و الانقسام بين الناس أصبح هناك يعقوبين و محاربين الإسلام الإسلام يا سادة اكبر من أن يختزل في أشخاص والنقد ليس حرب
لا احد معصوم من الخطأ حتى الانبياء والمرسلين كانت لهم سقطاتهم
علينا أن نستمع إلى الرأي الآخر وان نتقبل النقد، لقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم و الصحابه رضي الله عنهم أجمعين المثل الأعلى في ذلك عندما جادلت السيدة خولة بنت ثعلبة النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في خلوة بينهما كان هناك حضور من بعض الصحابة لم يعرفها أحد منهم كيف تجادلين رسول الله؟!
لم يختلف الحال مع الفارق عمر بن الخطاب حين جادلته المرأة في مسألة المهور ولم يعنفها الصحابة ولم يخجل الفاروق من الاعتراف بالخطأ
حتى الأئمة الأربعة رغم أن هناك قضايا خالف بعضهم رأي بعض لم يتهم أحد منهم بالتكفير ولا الخروج عن فلك معلمه
اليوم الغالبية لا تفكر ولا تقبل أن يفكر الآخرين، الرسول صلى الله عليه وسلم قال أنتم أعلم بأمور دنياكم ولفت النظر إلى الا ننخدع بالمظاهر فهناك قصة الرجل الذي لم يدع شاذة ولا فاذة إلا ضربها ومع هذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من أهل النار ، كما أن مدعي النبوة كانت لهم حجه جمعوا بها اتباعا علينا جميعا التروي و عدم الاندفاع و البعد عن التعصب الذي نهى الإسلام عنه
إن العقول التي خرجت من رحم الجاهلية كانت أكثر تفتحا من بعض العقول التي تدعي التفتح و الثقافة الآن يتعصبون، لآرائهم ونتراشق بالالفاظ بل إن البعض يستخدم الألفاظ النابية
التعصب آفة المجتمع تعصب ديني ، تعصب رياضي ،تعصب لجماعة، تعصب لحزب فمتى نتعلم لغة الحوار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!