تحقيقاتعاجل

مدارس المتفوقين أمل ام الم ومعاناة

مدارس المتفوقين أمل ام الم ومعاناة

كتبت د/عبير شاوري

مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا للمرحلة الثانوية هي مجموعة من المدارس التي تم انشائها على مستوى الجمهورية و للالتحاق بها يجب أن يمر الطالب او الطالبة بمجموعة من الاختبارات منها اختبارات للذكاء و اختبارات للرياضيات و العلوم و اللغة الانجليزية وهذا بالطبع بعد أن يكونوا قد حققوا تفوقا في المرحلة الاعدادية و يجب أن يكونوا حاصلين على الدرجات النهائية في العلوم والرياضيات و اللغة الانجليزية.

اي انهم خيرة أبناء مصر من الطلبة والطالبات و يعتمد نظام هذه المدارس على البحث و على المشاريع فكل عام دراسي يقوم الطلاب بعمل مشروع في كل فصل دراسي لحل مشكلة من المشاكل التي يعاني منها المجتمع و مفترض ان هذه المدارس هي نواة لإعداد علماء لهذا المجتمع و هم بالفعل مجموعة متميزة من الطلاب و المفترض ان يتم تقييمهم بشكل علمي و موضوعي.

اما ما يحدث في هذه المدارس ما هو إلا إهدار لمستقبل مصر فضلا عن إهدار المال العام
و اعتقد ان اهم شئ هو إهدار مستقبل مصر فهؤلاء الطلبة والطالبات يتعرضون لاقسي انواع الظلم الذي يمكن أن يقع على طالب في بداية حياته و في سن صغيرة فهم يضحون بوجودهم وسط دفئ أسرهم و رعايتهم واهتمامهم في سبيل تحقيق مستوى تعليمي يطمحون إليه و لكن الوزارة و وحدة ستيم تأبى إلا أن تبدد احلام هؤلاء الصغار وتحيل حياتهم في بدايتها إلى جحيم

فمع ما يتعرضوا له من ضغط نفسي و عصبي و بدني و اغتراب عن ذويهم نجد ان الوحدة لا توفر لهم معلمين مؤهلين حتى أن أحد المدارس انتقل إليها ما يقرب من عشرة مدرسين من مدرسة اللغات المجاورة لهم دون تدريب حقيقي لهؤلاء المعلمين يؤهلهم للتعامل مع طلاب هذه المدارس وكيفية الإشراف على المشاريع الخاصة بالطلاب و بالتالي تكون النتيجة سيئة للغاية فالطالب او الطالبة الذي جاء إليهم متفوقا يتحول بقدرة قادر الي طالب متوسط ان لم يكن دون المستوى.
بل ان هناك كوارث أخرى يجب أن يحاسب عليها مسئولوا الوحدة بالوزارة منها على سبيل المثال ان امتحان مادة الكيمياء بعد أن تم توزيعه على الطلاب و شرع الطلاب في الإجابة تم سحب الامتحان منهم مرة أخرى نظرا لان الامتحان تم تسريبه و قاموا بتوزيع امتحان مادة الرياضيات بدلا منه ثم اعيدت طباعة الامتحان و تم توزيعه على الطلاب مرة أخرى “نفس الامتحان مع تغيير ترتيب الأسئلة” منتهي الاستهتار فمن المعروف انه يجب أن يكون لديك امتحان بديل او احتياطي في حال حدوث اي خطأ أو تسريب اما ان تعيد إعطاء التلاميذ نفس الامتحان مع تغيير ترتيب الأسئلة فهذا يدل على عدم القدرة على التخطيط و ان من يدير الوحدة يجهل ابسط القواعد.

و المشكلة الاخرى هي استئثار مدرستين فقط بمعلمين مؤهلين دون باقي المدارس و يظهر ذلك جليا في النتيجة النهائية مع ان طلاب هذه المدارس قد يكونوا اقل من زملائهم في المدارس الاخرى و لكن نظرا للتوزيع الجغرافي وتقليل الاغتراب و رغبة أولياء الأمور في وجود أولادهم في أقرب مدارس لأولادهم فلم يكون من نصيبهم دخول هذه المدارس ليس هذا فحسب فطلاب هذه المدارس محظوظين بوجودهم مع معلمين مخضرمين و بالتالي على دراية بامتحانات الأعوام السابقة التي يطلع عليها طلابهم ليحققوا أعلى المعدلات بينما طلاب المدارس الاخرى يعاملون معاملة المواطن درجة عاشرة.
ثم نأتي لمشكلة إدارة المدارس فبعض مديري هذه المدارس لا يهمه سوى الحفاظ على كرسيه فلا يهتم لتعليم و لا مشاريع كل ما يهمه ان تكون المدارس هادئة و ان يكمم أفواه التلاميذ و يبدو أن هذا الأمر ينطبق أيضا عن مسئول الوحدة في الوزارة.

فيا سيادة الوزير و يا حضرة المحترم مسئول الوحدة اذا لم تكن لديكم النية لمساعدة هؤلاء الطلاب للوصول لاهدافهم وتحقيق مستقبل مشرق لمصر فعليكم إلغاء هذه المدارس فورا و إيقاف نزيف الآمال و الطموحات و الأحلام لاولادنا وبناتنا.
و اذا لم يكن مسئولوا الوحدة قادرين على إدارة الأمور و اختيار كفاءات سواء من معلمين او مديرين فعليكم ان تقدموا استقالتكم فورا و عليكم ان تكفوا عن معاملة المدارس و طلابها على اساس اولاد المدينة وأولاد القرى.
و للحديث بقية عن النسبة المرنة و جامعات هؤلاء الطلاب المظلومين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!