عاجلمقالات الرأى

بين المثالية والواقعية قلوب تحترق

بين المثالية والواقعية قلوب تحترق

بقلم/د نورا صبري

المثالية: ويقصد بها المبادئ، والقيم، والمثل العليا التي غالباَ ما نتربي عليها وتزرع فينا في وسط المنشئ وغالباَ ما تكون الاسرة الصغيره وهي الاب والام، وقد ترجع إلى تعاليم الدين ، أو المستوي الثقافي ، أو كلاهما معاَ واذا طبقت تلك الافكار والتعاليم؛ التي تسمو بالروح لتدفع بالبشر إلى مصاف الملائكة، وتحول عالمنا الدنيوي إلى

جنة، وللاسف لا توجد جنة على الأرض وللمثالية ثمن باهظ كلما حولت النفوس والعقول الواعية، واصحاب القلوب الصافية تسديدة يرتفع ويرتفع وكأنه السراب، في مواجهة التيار المادي الباحث عن المصالح، والأخلاق التجارية التي نوجهها كل يوم ولها العديد من المسميات على حسب مستخدمها ومحللها فنجدها تدعي ذكاء اجتماعي لدي المثقافين، ونفاق لدي المتدينين، وتطبيل عند العامه وغيرها من الصفات وتعدد مسمياتها.
وهنا نقع جميعاً في دائرة الصراع النفسي والنزاع الفكري، بين ما أريد وما يجب أن أكون، لنجد

اصوات تعلوا بالمثالية في الصدق والوفاء والتفاني، رغم أنها تنحني أحياناَ أمام التيار الواقعي لتسقط من برجها العاجي، وتنحرف عن مسارها، وتسعى وراء مصالحها الخاصة لتتجرد من السمو، ويتغلب الملموس على المحسوس، وينتصر الجسد على الروح، فتكون الهمجية هي الاساس، وخرق القوانين هي القاعدة، وهنا يؤثر الفرد نفسه عن باقي جنسة، ويترفع عنهم، ليتصور أنه من عالم أخر، وتلك حقيقة مرة نعيشها، حيث يصنع كل شخص عالمه المميز، والمختلف، تجد فيها العديد من المثل والمبادئ التي يستخدمها لتحسين صورته، أو ليعذب بها نفسه أحياناَ، والكثير من الصفات التي تعينه علي خوض المعارك، والصراعات، التي غالباَ ما تنتصر فيها الطرق الملتوية، والاساليب غير الشريفه

، وهو قد يعلم أو لا يعلم أنها تحط من قدرة يوم وراء يوم حتي تتحول الانتصارات إلى هزيمة نفسية، فتكسر الروح وتشوهها، ويري صاحبها نفسه مسخ، قد لا يقدر على مواجهته فيفر منه إلى واقع أكثر مراره، وهنا تحدث احدى اثنتين،أن ينتصر الجسد على الروح ليرديها قتيله تماماَ لنرى وحش أو آله تتحرك دون قلب تجردت من كل مشاعر الانسانية، من القيم، والاخلاق، والمبادئ، والمثل، التي نادت بها كل الاديان، لنرى ما نراه اليوم من جرائم لا يكاد يصدقها عقل ولا يقوي بشر على ادراكها،أو أن يدخل المرء في صراع نفسي،وازدواجية، لتظهر الكثير من الامراض مثل؛ الضغط والسكر والتهاب الاعصاب وتصلب الشرايين وغيرها من الامراض التي يتناول اصحابها الادوية بشكل منتظم دون جدوي وهم لا يدركون ان علاجها بين ايديهم وفي نفوسهم، وهو المواجهة، نعم المواجهه بين المثالية والواقعية والموائمة بينهم ليصل كل فرد إلى منهج يستطيع فيه الربط بين الكائن والمأمول، وليتنازل عن بعض متطلباته ورغباته في مقابل الهدوء والسلام النفسي، لتنتصر الروح على الجسد، وتوجد العديد من النماذج فهذا ليس بالحديث المرسل، فنرى بأعيننا الكثير من القلوب تحترق تحت مسمى التضحية، نعم لما العجبة، الم تري أب يضحي بمشاعره ورحته ويتحمل حياة قاسية جافة من أجل تأمين منزل هادئ مريح لأبناءه، الم تمر عليك أم تضحي بمنصب أو جاه لتحافظ على القدوة والمثالية أمام أبنائها، والعكس صحيح فأشكال التضحية كثيرة

ومتنوعه، نعم اسمعك تقول لا أحد يقدرها ولا المجتمع ولا حتى الابناء؛ يطلقون عليها استسلام أو فشل ، فلا تتعجب لن يدركوها الا اذا اوقع بهم القدر في براثنها، فسيدركون أن هذا الاستسلام هو قمة القوة وأن ما يطلقون عليه الفشل هو أقصى ترفع للروح لتنتصر على الجسد، للأخلاق لتهزم المادية، فلا تبك يا عزيزي على منصب زائل أو حب ضائع، تحتضن فيه ذكرياتك لتكون اشواك بين ضلوعك تسعدك تاره وتؤلمك أخري، وتعيش بمفردك وسط نيران لا تنطفئ، واعلم انك انتصرت في معركة الاخلاق، ولان لكل معركة خسائر، فالترضي بالهزيمة في أي ميدان غير ميدان المبادئ والشرف، وليستمر الصراع بين شد، وجذب، وحراك، وركود، وقوة، وحق، وماضي، ومستقبل،ولتنتصر مره المثالية، واخرى الواقعية لاننا بشر نصيب ونخطئ ولتكن الغلبة للتائب من الذنب والعائد إلى الحق، وليكن التسامح بيننا هو القاعده لنصل إلى السلام الاجتماعي المنشود.
بقلم / د نورا صبري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!