تحقيقاتعاجل

ناجون من «كورونا» بالقليوبية لـ «للتايم المصرية» يتحدثون عن رحلة الأيام الصعبة.

ناجون من «كورونا» بالقليوبية لـ «للتايم المصرية» يتحدثون عن رحلة الأيام الصعبة.

تحقيق “عمرو دسوقى هريدى”

حالة من الهلع والذعر أُصيب بها العالم للمرة الثانية مع ظهورالجائحة الثانية لفيروس«كورونا المستجد»، ، ولا زال، منذ أن حل هذا الوباء موقعًا عدد كبير من المصابين ، وحاصدًا الكثير من الأرواح. لكن الأمر الذى يدعو إلى التفاؤل هو تماثل العديد من الأشخاص المصابين بالفيروس للشفاء والتعافى التام، ولعل الدليل وصول عدد المتعافين فى مصر إلى عدد كبير ، وذلك بعد تشديد الحكومة على أخذ كافة الإجراءات الإحترازية من لبس الكمامات .جريدة «التايم المصرية» تواصلت مع عدد من المتعافين من محافظة القليوبية ، لمعرفة رحلة مواجهتهم الفيروس المستجد، بدايةً من مرحلة تشخيصهم كحالات إيجابية، وصولًا إلى العزل المنزلى ، ثم التعافى التام

 

وعودتهم إلى أسرهم وحياتهم الطبيعية ، مع التركيز على عرض تجربة الآلام والأعراض الصعبة التى مروا بها فى هذه الرحلة الصعبة.
نادية : «الوجع فى كل حتة والصداع لم يفارقنى».. وتناول المسكنات ممنوع

 

« اتعزلت فى غرفة لوحدى، وأول يومين كانت الأعراض مؤلمة جدًا، تشبه الأنفلونزا بس أشد، وحسيت إنى قريبة من الموت، لأن الوجع كان فى كل حتة فى جسمى».. لم تستطع نادية محمود ، المتعافية من «كورونا»، أن تحكى عن تجربتها فى الانتصار على الوباء دون البدء بتذكر لحظات الألم » . وروت «نادية»، ٢٦ عامًا، لـ «صدى الأمة »، تجربتها قائلة، بعد أن حمدت الله على نجاتها من الموت: «أعمل كموظة بالبريد وطبيعة عملى هو التعامل مع الكثير من الناس ففى يوم الثلاثاء وأتذكره جيداَ بدأت أعراض المرض تظهر علىّ، كحة جافة وإسهال، فحذرت زوجى من الإقتراب منى , وذهبت الى مستشفى الحميات ببنها وكشف الأطباء علىّ وتبين أن درجة حرارة جسدى مرتفعة جدا , فشكو ا فى إصابتى , وخضعت لتحليل “بى سى آر” حتى ظهرت النتيجة ,

وتأكدت من إصابتى بكورونا فنقلت الى مستشفى العزل بقها دون زوجى » . وأشارت إلى أنه خلال الأيام الثلاثة الأولى فى العزل، كان الأطباء يقيسون درجة حرارة جسدها كل ٦ ساعات، وكانت لا تخرج من

 

غرفتها، والطعام يأتيها فى أطباق بلاستيكية تستخدم لمرة واحدة، وبعد ٥ أيام بدأت حرارة جسدها فى الانخفاض، ولم تعد تحتاج إلى جهاز تنفس صناعى. وعن هذه الفترة، قالت: «كانت تمر علىّ ليالٍ فى الحجر وأنا أبكى من شدة الألم، وأبذل مجهودًا ضخمًا للذهاب إلى الحمام، وكنت أشعر بالمرض يضرب جسمى وعظمى، والصداع لا يفارقنى. الصداع كان ملازمًا لى طول الـ٢٤ ساعة، والمسكنات كانت ممنوعة على مرضى فيروس كورونا، لأنها تقلل من نسب الشفاء، حسب كلام الدكتور، فاضطررت لتحمل كل الآلام دون مسكنات ». وأضافت: «جهاز التنفس الصناعى تقيل جدًا، ولازم أول ٥ أيام يفضل المريض عليه لكى يستطيع التنفس، ومقدرش أقوم

 

بسببه، ولو شلته معرفش آخد نفسى وأفضل أكح كتير جدًا لحد ما أحس أن صدرى اتشرخ وأن الرئة هتوقف» وبينت: «خرجتُ بعد ١٥ يومًا من العلاج، عشت فيها أيامًا صعبة وأحسست بأننى قريبة جدا من الموت، وما كان يقلقنى بشدة الأنباء التى كنت أسمعها بشأن الوفيات كما أنى اتحرمت من إنى أشوف زوجى وأهلى طول المدة دى». واختتمت بأنها صادفت فى الحجر الصحى فتاة مريضة بالسرطان ومصابة بالفيروس فى ذات الوقت، وكانت تقول لها إن ألم الفيروس أشد من الآلام التى يشعر بها مريض السرطان»..

 

محمد : حلقى احترق من السعال.. ولم أستطع قضاء حاجتى بمفردى

مثل «نادية» بدأ محمد إبراهيم، ٤٠ عامًا، من بين المصابين الذين اصيبوا بفيروس كورونا , حديثه بالكشف عما عاناه من آلام وأوجاع طوال فترة إصابته، مشيرًا إلى أنه لا يصدق أنه عاد إلى الحياة مرة أخرى ونجا من الهلاك. وقال «محمد »: «كنت أشعر بأن حلقى يحترق من السعال الجاف، وكانت حرارتى مرتفعة، والدم يغلى فى جسدى، وكنت أذهب للحمام على كرسى متحرك»، مضيفًا: «كلما حاولت استدعاء ما عشته خلال تلك التجربة، أتذكر الألم الذى لا يمكن وصفه ولا يتحمله بشر» وأوضح أن «الآلام كانت تنطلق من العمود الفقرى إلى العظام، ولم أعد

 

أستطيع التحرك من سريرى، هذا إلى جانب الألم النفسى، فجأة شعرت بأننى عجوز على مشارف الموت، فكيف لا أستطيع قضاء حاجتى بنفسى؟ وكيف لا أستطيع التنفس كأن الرئة مسدودة؟ ما استدعى تركيب جهاز تنفس صناعى ». وأضاف: «قضيت ١٥ يومًا داخل العزل المنزلى لا أغادر سريرى، ثم بدأت حالتى فى التحسن، لكن خلال تلك الفترة كنت أشعر بأن جسدى يتحطم من كثرة الألم، وتسبب ارتفاع درجة حرارة جسدى فى تورم وجهى، وكانت عيناى مغلقتان دومًا، ولم أكن أستطيع التحدث.. كان الكلام مؤلمًا مثل الحركة» وطالب المصريين باتباع التدابير الوقائية للحفاظ على صحتهم، قائلًا: «فى الماضى كنت أتمتع بصحة جيدة ولا أعانى من أى أمراض، ولم أكن أتخيل أن يؤثر علىّ مرض بهذا الشكل، لا بد من الالتزام، فكبار السن لن يحتملوا هذا الألم»

 

 

محمود : كحة مثل زجاج فى زورى.. الإسهال لا يتوقف.. وقضيت أيامى داخل «العزل» وحيدًا …

قضى محمود عبدالخالق، ٢٤ سنة، متعافى من «كورونا»، ١٠ أيام من العذاب المستمر داخل مستشفى الحجر الصحى، بعد أن انتقلت له العدوى ، نظرًا لطبيعة عمله فى مصلحة الضرائب.. وقال «عبدالخالق»: «عشت ١٠ أيام من جحيم كان يشتعل فى جسدى، فالحرارة لا تنخفض والسعال كالزجاج الذى يشرخ زورى، وكنت فى حاجة دائمة للتردد على دورة المياه بسبب الإسهال، ووسط هذا اللهيب كُنت مُجبرًا على شرب المشروبات السا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!