عاجلمال و أعمال

الاستثمار في البيتكوين لا يزال جيدًا في ظل الاهتمام المتزايد بالعملات المشفرة

الاستثمار في البيتكوين لا يزال جيدًا في ظل الاهتمام المتزايد بالعملات المشفرة

لم تكن أزمة فيروس كورونا مثل الأزمات التي عاشها العالم منذ عقود طويلة، فقد نتج عنها دخول العالم في حالة هائلة من التغيرات التكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية خاصة بعد ما خلفه الوباء من أضرار على جميع الدول سواء غنية أو فقيرة في شتي المجالات.

مع بداية تفشي الفيروسانهارت أسعار النفط والأسواق المالية بسبب إجراءات الإغلاق والعزل الذاتي والمخاوف من التداعيات الاقتصادية، وعانت العديد من الشركات والأفراد من خسائر في الدخل،وأصبح هناك عدد كبير من العاطلين عن العمل أو في إجازة غير مدفوعة الأجر لترتفع معدلات البطالة بشكل كبير وتتراجع الوظائف،كما اضطرت الشركات في العديد من الصناعات مثل الضيافة والسياحة إلى تقديم ملف للإفلاس وإغلاق أبوابها.

تأثير الأزمة على البيتكوين

لقد كان بالتأكيد عامًا مثيرًا للاهتمام حتى الآن، حيث شهدت العديد من الاستثمارات تجربة مريرة نتيجةالتقلبات الواسعة النطاق للأسعار والتي ترجع إلى جائحة كوفيد19، ولم تكن البيتكوين بعيدة عن ذلك فقد هوت إلى أقل من 4000 دولار في منتصف مارس من فوق مستوى 10000دولار التي سجلتها في فبراير، ثماكتسبت المزيد من الدعم لتصل إلى 6600 دولار واستمرت في الارتفاع حتى تمكنت من استرداد جميع خسائرها، بما يمثل أكبر تقلباتها منذ عام2017.

قد يكون الارتفاع في قيمتها بالإضافة إلى العملات المشفرة الأخرى،ناتجًا عن التحفيزات الواسعة من قبل كبري البنوك المركزية في محاولة لتقليص الضرر الذي قد يسببه فيروس كورونا للاقتصاد العالمي، كما أدى الانهيارات في الأسواق الأخرى إلى نقل الاستثمارات إلى البيتكوينوغيرها من العملات المشفرة بهدفالتحوط من الانخفاض المحتمل لقيمة العملة الورقية نتيجة التيسير الكميالواسع.

ونظرًا لوجود عدد محدود من البيتكوينفي السوق يعتقد البعض أنه لا ينبغي أن تكون عرضة للانخفاض في القيمة، لأن الكمية الجديدةالتي يتم تعدينها تتناقص دائمًا،ويجب أن تؤدي الزيادة في الطلب وانخفاض العرض إلى زيادة القيمة تماشيًا مع مبادئ العرض والطلب.

أصبحت العملات المشفرة شائعة لأول مرة بعد الأزمة الاقتصادية في عام 2008عندما تلقت الأسهم والاستثمارات التقليدية الأخرى ضربة كبيرة، وبالمثل منذ ظهور تفشي فيروس كورونا لأول مرة بدأت أحجام معاملات التشفير على منصات التداول في الارتفاع.

هناك سبب آخر للنظر في الاستثمار في العملة المشفرة في عام 2020 وهو حدث النصف الثالث الذي تم تخفيضالبيتكوينالمكافئ إلى النصف في مايو، وهذا يعني أن العدد المتاح سينخفض ​​إلى النصف، وبالتالي سيراجع العرض ومع زيادة الطلب يتوقع البعض ارتفاعًا في الأسعار.

تاريخيًا شهد حدث النصف الأول في عام 2012 زيادة هائلة بنسبة 8000% في قيمة البيتكوينخلال العام التالي، وفي النصف الثاني في عام 2016 ارتفعتالعملة بنسبة 2000% في الأشهر الثمانية عشر التالية.

عملة البيتكوين

يعتبر الاستثمار في البيتكوينهو أحد الأصول المهمة للمحفظة الاستثماريةحيث يمكن أن يوفر الأمان أثناء فترات الركود الاقتصادي، وقد تسبب وباء فيروس كورونا في أسوأ ركود في التاريخ الحديث وأول أزمة كبيرة لعملة البيتكوين، مما جعل الكثيرون يتساءلون هل تعتبر أكبر عملة مشهورة استثمارًا جيدًا خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة؟.

البيتكوينهي عملة رقمية لا مركزية تعمل بدون سلطة مصرفية مركزية، مما يسمح للمستخدمين بإرسال العملات لبعضهم البعض على شبكة نظير إلى نظير دون الحاجة إلى وسطاء، يتم الاستثمار فيها من خلال البورصات المرخصة من خلال التحويلات من البنوك التقليدية ، مما يسمح للمستخدمين باستخدام العملة الرقمية كمخزن للقيمة.

ارتفع الاهتمام بعملة البيتكوين بشكل كبير في السنوات الأخيرة، منذ بدايتها كعملة رقمية غامضة نسبيًا في عام 2008 وبلغت ذروتها في عام 2017بأكثر من 19000 دولار لكل عملة، مما دفع بعض المحللين إلى التشكيك في قيمتها المتأصلة في محفظة استثمارية.

زاد الاهتمام أكثر مع قضية فيروس كورونا الأخيرة التي حطمت أسواق الأسهم وأدت إلى عمليات إغلاق واسعة التي تسببت في معدلات بطالة هائلة، تقلب سعر البيتكوين بشكل كبير خلال هذا الوقت فهوت مع أسواق الأسهم وخسرت أكثر من 50% من قيمتها ولكنها تعافت سريعًا وارتفعت بالتزامن مع ارتفاع أسعار الذهب، مما دفع بعض المحللين للحديث بأنها “الملاذ الرقميالآمن”.

هل البيتكوين استثمار آمن؟

يشار إلى الاستثمارات باسم “الملاذات الآمنة” عندما يُتوقع منها إما الاحتفاظ بقيمتها أو زيادة قيمتها في أوقات الاضطراب الاقتصادي،يتهافت المستثمرين عليها  لتقليص المخاطر وتجنب الخسائر عندما تهوي الأسواق، لكن جميعالملاذات الآمنة ليستمتساوية في طريقة أدائها.

تعملبعض استثمارات الملاذ الآمن بطريقة جيدة خلال فترات تراجع السوق بينما يحافظ البعض الآخر على أسعاره، لهذا السبب فإن أفضل استثمارات الملاذ الآمن وفقًا لبعض المحللين هي التي لا ترتبطبالسوق العام أثناء فترات الانكماش الاقتصادي.

بعبارة أخرى ترتفع قيمة الملاذات الآمنة عندما تنخفض بقية السوق،وهذا يدل على زيادة اهتمام المستثمرين بالأصل أثناء فترات الركود والكساد، تشمل الاستثمارات الآمنة الأكثر شيوعًا بعض المعادن الثمينة وأذون الخزانة الأمريكية والأسهم “الممتازة” أو “الدفاعية”.

يجادل البعض بأن البيتكوين من المحتمل أن يكون أصل دفاعي قوي مثل الذهب على الرغم من أداؤهالجيد، فقداستطاعالصمود بشكل أفضل من العديد من الأسهم وحقق ارتفاعًا موازيًا مع الذهب، ففي الوقت الذي وصل فيه الذهب إلى مستوى الدعم النفسي 2000 دولار للأونصة ارتفعالبيتكوين إلى مستوى 11000 دولار وبقي هناك في ظل ضعف الدولار الأمريكي.

لقد تسبب التدفق المتزامن للأموال في دعم تغيير نمط الارتباط بين البيتكوين وفئات الأصول الأخرى، فعقب انهيار آذار/ مارس الماضي نما الارتباط بين البيتكوين والأسهم الأمريكية ثم تراجع، لتنشأ علاقة أكثر إيجابية بين البيتكوين والذهب وأخرى سلبية معالدولار،ويرى البعض أن عملة البيتكوين هي” بديل “للدولار في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!