Site icon جريدة التايم المصرية

المتحرش

المتحرش

كتبت ريمان جمال الدين

كون المتحرش يحظى بغياب هويته وحصانة من ان ينكشف امره ويستطيع أن يعطي أي انطباع يريده ويتقمص أي شخصية يريدها
فيقوم المتحرش الافتراضي بالتمادي في مشروعه التحرشي
يجد هذا الثعلب الافتراضي ضحاياه ممن فروا من الواقع ولجأوا الى وسائل التواصل الاجتماعي لإيجاد البديل كونهم فشلوا في إيجاد شريك واقعي أو تعرضوا الخذلان والخيانة….. او الاشخاص الذين يعانون من كبت واقعي ولا يستطيعون تفريغ مشاعرهم واقعيا فيلجؤون إلى وسائل التواصل الاجتماعي كما يلعب الفراغ العاطفي الدور الأكبر لظهور هذه الظاهرة

ومن محفزات ظهور التحرش الافتراضي :
انتشار ثقافة الاستعراض والتعري الاجتماعي والنفسي على وسائل التواصل الاجتماعي
حيث تشكل المنشورات الحزينة او الباحثة عن حب الطعم الذي يشد هذا المتحرش الى ضحيته
وغالبا ما يمتاز هذا المتحرش بسياسة الاستماع والانصات اضافة الى قدرة الجذب الكلامي…. وهو يمتاز بصفة ان يسمع ضحيته ماتريد ان تسمع ويأخذ دور المتعاطف الحنون.. المؤيد لنظرتها حتى يصل الى مبتغاه ومن ثم يبدأ هذا الوجه بالانكشاف… اما اذا كانت الشخصية المستهدفة عنيدة ولم تتجاوب فيبدأ بإيذائها بإرسال صور ومقاطع اباحية بقصد التجريح أو يقوم بارسال الالفاظ السيئة لينتقم منها
واما اذا كانت الضحية لينة ووقعت بشباكه فهنا يبدأ الابتزاز الجنسي و المالي بعد أن يكون وصل الى كل معلومات عن الضحية وهنا تدخل الضحية بدوامة الاكتئاب والتوتر….. والخوف من الفضيحة كون هذا المتحرش شخص لا يعرف الرحمة ..
ويأخذ التحرش الديني الطائفي.. والسياسي وجها آخر للمتحرش الافتراضي.. هو أقل تأثير نفسي على الضحية لكنه يبث الفتنة ويغذي الميول العدوانية بين أبناء الجلدة الواحدة
من أهم خطوات الوقاية من التحرش الافتراضي :
عدم التمادي بنشر الخصوصيات والحيا ة اليومية على وسائل التواصل الاجتماعي واماكن التواجد والمخططات لقضاء العطلة أو الزيارة
الابتعاد عن العري الاجتماعي والنفسي والعاطفي امام كل شخص نعرفه افتراضيا
الابتعاد عن عقدة سندريلا والامير الافتراضي الذي سينقذك من واقعك المر … وعدم الهروب من المشاكل مع الشريك الى الواقع الافتراضي الذي هو عبارة بأغلبية عن نسخة الكترونية من الواقع المعاش
عدم الهروب ومحاولة معالجة الأمور والمشاكل واقعيا
الاهم من هذا كله…. احيانا يقوم الشخص بتصرفات تدفع شريكه أو من هم بوسطه الإجتماعي بالهروب الى العالم الافتراضي لذلك علينا الابتعاد عن ثقافة التهميش وفرض الرأي وعدم الإنصات والإهمال مما يدفع الآخرين للبحث عن بديل… والتحلي بثقافة الاستماع والتفهم ومحاولة معالجة الخلل و إعطاء الاهتمام
تسليح الفتاة والشاب بثقافة الوعي الافتراضي ومراقبة استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي بمنهجية
ليس المنع عن وسائل التواصل هو الحل ولكن التوعية وتزويد مستخدميه ممن هم تحت رعايتنا بسلبياته واخطاره وتعليمهم التصدي لأي متحرش
لمن وقع ضحية التحرش والابتزاز الجنسي نتيجة حصول المتحرش على صور للضحية يرجى مراجعة أقرب قسم لمحاربة الجرائم الالكترونية وعدم الخوف من هذه الخطوة والامتثال لتهديدات المتحرش
والتعلم من الغلط وعدم جلد الذات… فلكنا معرض للغلط ولكن العبرة بأن لا يكرر الغلط ونتمادى باعتناقه…. او نرتديه ونحارب به من أذانا .

Exit mobile version